الجيش الإسرائيلي يسيطر على موقع استراتيجي بجنوب سوريا ودمشق تدين: انتهاك سافر للسيادة
آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 8:47 م بتوقيت القاهرة
دمشق - (د ب ا)
صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، من تحركاته العسكرية في الجنوب السوري، عبر سلسلة توغلات في ريفَي دمشق والقنيطرة، انتهت بمداهمات وسيطرة على موقع استراتيجي.
وقال مراسل تلفزيون سوريا، اليوم الاثنين، إن قوة عسكرية للاحتلال، مؤلفة من 11 عربة وأكثر من 60 عنصراً، توغلت صباح الإثنين في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، قبل أن تفرض سيطرتها على تل باط الوردة في سفح جبل الشيخ.
وقالت مصادر محلية من بلدة بيت جن لموقع تلفزيون سوريا، إن قوات الاحتلال طالبت الأهالي عبر مكبرات الصوت بإرسال أشخاص للتحدث معها، فتوجّه نحو تل بيت جن حوالي 20 شخصاً، قبل أن تُطلق القوات الإسرائيلية الرصاص بالقرب منهم وتطلب منهم المغادرة.
وفجر اليوم نفسه، دخلت قوة إسرائيلية إلى قرية عين العبد بريف القنيطرة الجنوبي، واقتحمت سرية القنطار العسكرية، حيث نفذت عمليات تفتيش قبل أن تنسحب، وتوغلت قوات أخرى في منطقة تل أحمر الشرقي وبلدة منشية سويسة، وفتشت منازل مدنيين بحجة البحث عن مطلوبين.
وكانت بلدتا بريقة وبئر عجم بريف القنيطرة قد شهدتا، أمس الأحد، توغلاً إسرائيلياً سيطرت خلاله القوات على مفرزة الأمن الداخلي في بريقة، واعتقلت أحد المدنيين. كما أقدمت دوريات الاحتلال على تفتيش المارة وتقييد تحركاتهم.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، توغلت قوة أخرى في قرية عين العبد، حيث اقتحمت منزلاً وفتشته.
وتزامناً مع التوغلات الميدانية، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفخاي أدرعي، على صفحته في منصة "إكس"، أن "قوات جيش الدفاع أنجزت عدة عمليات ليلية في منطقة جنوب سوريا".
وقال أدرعي "إن العملية التي لم يكشف تفاصيلها جاءت استكمالاً لعملية نفذتها قوات لواء الجولان 474 التابعة للفرقة 210 الأسبوع الماضي، بهدف ضبط أسلحة واعتقال مشتبه بهم والتحقيق معهم في المنطقة الجنوبية من سوريا".
وبعد ساعات من التوغلات الإسرائيلية في ريفي دمشق والقنيطرة، أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أدانت فيه بشدة العملية العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال في بلدة بيت جن وسيطرتها على تل باط الوردة في سفح جبل الشيخ.
وجاء في البيان أن العملية تمت بواسطة قوة عسكرية كبيرة "مؤلفة من إحدى عشرة آلية وما يقارب مئتي جندي"، واعتبرتها دمشق "انتهاكاً سافراً لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها".
وأكدت الوزارة أن هذا التصعيد "يُشكّل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين، ويجسّد مجدداً النهج العدواني الذي دأبت سلطات الاحتلال على اتباعه، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما تلك التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية".
كما حذرت الخارجية السورية من أن استمرار مثل هذه الانتهاكات "من شأنه أن يقوّض جهود تحقيق الاستقرار، ويزيد من حدة التوتر في المنطقة"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "تحمّل مسئولياتهما القانونية والأخلاقية عبر اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وضمان مساءلتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما يكفل صون سيادة سوريا ووحدة أراضيها".