الخطأ وارد والتصحيح متاح.. سحب دراسة مثيرة للجدل حول علاقة خل التفاح بفقدان الوزن
آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 12:48 م بتوقيت القاهرة
سلمى محمد مراد
أعلنت مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health، التابعة لمجموعة BMJ العلمية المرموقة، أمس الأربعاء، سحب دراسة نُشرت العام الماضي، وزعمت أن شرب خل التفاح يوميًا يساعد على إنقاص الوزن بشكل ملحوظ، فيما أحدثت الدراسة ضجة إعلامية حينها وانتشرت نتائجها على نطاق واسع، لكن تبيّن مؤخرًا أنها غير دقيقة.
* ما الذي حدث؟
ركزت التجربة على 120 مشاركًا من فئة الشباب الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عامًا، إذ طُلب منهم تناول كميات صغيرة من خل التفاح ممزوجة بالماء يوميًا لمدة ثلاثة أشهر.
حينما نُشرت النتائج، بدت الأرقام مثيرة، إذ أشارت الدراسة إلى أن المشاركين فقدوا وزنًا بمعدل كبير، لدرجة دفعت بعض النقاد إلى مقارنتها بفعالية أدوية التخسيس الحديثة مثل Ozempic، وهو ما اعتُبر حينها اكتشافًا ذا تأثير اقتصادي وصحي غير مسبوق.
لكن بعد تدقيق مستقل، اكتشف خبراء الإحصاء أن النتائج لم يكن بالإمكان تكرارها، وأن البيانات احتوت على مشكلات خطيرة، كما لم تُسجَّل التجربة بشكل رسمي في قاعدة بيانات التجارب السريرية، وهو ما أثار الشكوك مبكرًا.
* ردود الفعل
وقال باحثون، إن البيانات غير موثوقة للغاية، فيما اعتبر آخرون أن سحب الدراسة خطوة إيجابية للحفاظ على نزاهة العلم، وأشاد عدد من الخبراء بشجاعة المجلة في الاعتراف بالخطأ والتراجع العلني، كما وصف مؤلفو البحث الأخطاء بأنها غير مقصودة ودون نية للتضليل، لكنهم قبلوا قرار السحب، بحسب ABC NEWS.
* هل خل التفاح مفيد فعلًا لإنقاص الوزن؟
وبحسب موقع مايو كلينيك، من غير المحتمل أن يؤدي خل التفاح إلى إنقاص الوزن، فلم تثبت الأبحاث أن هذا العصير المخمَّر المصنوع من التفاح المهروس يساعد على إنقاص الوزن.
كما أن عددًا من الدراسات حول خل التفاح وإنقاص الوزن كانت محدودة أو تفتقر إلى جوانب أخرى، وتشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن خل عصير التفاح المخمَّر قد يكون عاملاً واعدًا يساعد على إنقاص الوزن والتحكم بالشهية أو تحسين التمثيل الغذائي، لكن هذه النتائج غير كافية لتقديم توصيات طبية، ولا يزال يحتاج الأمر إلى مزيد من الأبحاث.
* كيف نقيّم مصداقية الأبحاث الصحية؟
كما قدمتABC NEWS ، بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها القراء للتأكد من موثوقية أي دراسة مثيرة للانتباه من خلال:
- التحقق من المجلة العلمية التي نشرت البحث.
- الاطلاع على اعتمادات المؤلفين وخلفيتهم العلمية.
- التأكد من أن الدراسة مسجلة كـ تجربة سريرية عامة.
- مراجعة وجود أبحاث أخرى داعمة لنفس النتائج.
- البحث عن تفسير بيولوجي منطقي للفوائد المزعومة.
كما يجسد سحب هذه الدراسة، أن العلوم تتطور عبر المراجعة المستمرة، فضلًا عن أن التصحيح حتى إن جاء متأخرًا فهو جزء أساسي من الحفاظ على ثقة الجمهور بالبحث العلمي.
ورغم أن مثل هذه الأحداث قد تهز ثقة البعض في الأبحاث، فإنها في الوقت نفسه تؤكد أن العلم يملك آليات لتصحيح نفسه، وأن الحذر يظل ضروري عند التعامل مع أي اكتشاف صحي جديد.