رئيس جامعة شاندونج الصينية: العلاقات مع مصر وثيقة ونسعى لتعاون أكاديمي أعمق مع جامعة الإسكندرية
آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 11:43 ص بتوقيت القاهرة
شاندونج -هدى الساعاتي:
• وفد جامعة الإسكندرية: زيارة الصين خطوة جديدة لتعزيز الشراكة التاريخية بين القاهرة وبكين
• عميدة جامعة تشنغدو : الحضارات العريقة تجمع بين مصر والصين نحو مستقبل مشرق
• عميد كلية التعليم الدولي بجامعة شاندونج يدعو طلاب جامعة الإسكندرية للدراسة بالصين وتعلم اللغة الصينية
أشاد فينغ جيكاي رئيس جامعة شاندونج الصينية، بالعلاقات الوثيقة بين مصر والصين، مؤكدًا أهمية توثيقها بصورة أكثر عمقًا في المرحلة الحالية،لما تمثله من شراكة استراتيجية متنامية.
جاء ذلك خلال زيارة وفد مصري من جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتورة سحر سالم أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إلى جامعة شاندونج في الصين و تتضمن عضوية الدكتورة ضحى مجدى رئيس قسم اللغة الصينية بكلية الآداب جامعة بدعوة من قنصل عام الصين بالإسكندرية يانج يي ،حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون العلمي والبحثي وتبادل الخبرات بين الجامعتين.
وخلال اللقاء، تم استعراض بروتوكول التعاون المبرم بين جامعتي الإسكندرية وفاروس من جهة،والقنصلية العامة للصين بالإسكندرية من جهة أخرى، حيث أكد القنصل العام يانغ يي سعي بلاده لتوقيع مزيد من الاتفاقيات مع جامعة الإسكندرية،بهدف توسيع برنامج تبادل الزيارات العلمية للأساتذة،وتنظيم المؤتمرات المشتركة،وتعزيز التبادل الطلابي.
وتُعد جامعة شاندونج،التي تأسست عام 1950 كواحدة من أوائل الجامعات الكبرى في الصين،صرحًا علميًا يضم 22 كلية وأكثر من 234 ألف طالب بين بكالوريوس ودراسات عليا،فضلًا عن 13 محطة أبحاث لما بعد الدكتوراه و144 برنامج ماجستير.
وقد رسخت الجامعة شراكات مع 186 جامعة في 138 دولة،وأسست ثمانية معاهد كونفوشيوس في الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والبرازيل وغيرها.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن تعليم اللغة العربية بدأ بها منذ عام 2011،ما أتاح آفاقًا واسعة للتعاون مع الجامعات المصرية والعربية،إذ تعاونت الجامعة مع سبع جامعات مصرية منذ 2012 منها الإسكندرية والأقصر وفاروس،في مجالات متعددة أبرزها الهندسة البحرية،تدريب الأطباء،وإنشاء أكبر مركز لتعليم اللغة الصينية.
كما شهد عام 2023 توقيع اتفاقيات أكاديمية مع جامعة الإسكندرية لتوطيد العلاقات في مجالات متعددة،تلتها زيارة وفد من جامعة شاندونج إلى الإسكندرية في يوليو 2025 لبحث آليات نشر تعليم اللغة الصينية وإعداد الكوادر المتخصصة.
وتعكس رؤية الجامعة حرصها على توسيع مجالات تبادل الأساتذة والتعاون الأكاديمي ، وتعزيز تدريس اللغة العربية،بجانب جهود مركز دراسات الشرق الأوسط في توثيق التبادل الثقافي.وتهدف هذه الجهود إلى ترسيخ أواصر الصداقة بين مصر والصين الشعبية وفتح آفاق جديدة لشراكات استراتيجية تُحدث نقلة نوعية في المستقبل.
وأكدت الدكتورة سحر سالم أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ورئيسة الوفد الأكاديمي المصري إلى الصين، أن هذه الزيارة تمثل محطة جديدة على طريق توثيق العلاقات بين مصر والصين، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين يشهد نمواً ملحوظاً في مختلف المجالات.
وأوضحت سالم أن هذا الحراك يأتي امتداداً لسلسلة من الخطوات المهمة التي رسخت متانة العلاقات الثنائية، أبرزها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في مايو 2024،والاستقبال الحافل الذي حظي به من نظيره الصيني،تلاها زيارة رئيس وزراء الصين إلى مصر قبل شهرين تقريباً،ثم مشاركة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في قمة منظمة شانغهاي،فضلاً عن المناورات العسكرية المشتركة والزيارات المتبادلة بين كبار القادة العسكريين، بالإضافة إلى تبادل وفود رجال الأعمال بين الجانبين.
كما لفتت سالم إلى عمق الروابط التاريخية بين الحضارتين المصرية والصينية، مؤكدة أنها تمتد لآلاف السنين.
وأضافت أن الفلسفة المشتركة بين الحضارتين القديمة تقوم على النزعة السلمية والبعد عن العدوان،حيث لم تكن مصر أو الصين من القوى الغازية أو المحتلة،بل ارتكزت حضارتهما على القيم الأخلاقية والروحانيات والعطاء الإنساني للبشرية جمعاء.
وأكدت سالم أن هذه الفلسفة تمثل قاعدة راسخة يمكن لمصر والصين البناء عليها لتحقيق مزيد من التعاون المشترك في المستقبل.
شارك اللقاء الدكتور جو ليانيونغ مدير مكتب العلاقات الدولية والدكتور ما ماوشيانغ عميد كلية التعليم الدولي ومدير مكتب شئون الطلاب الأجانب والدكتور وانغ سونغ عضو الحزب وعميد كلية اللغات الأجنبية والدكتور ماو روي عميد كلية التاريخ والثقافة.
وفي زيارة جامعة تشنجدو، أكدت الدكتورة هان تشينجن رئيسة الجامعة أن مصر والصين دولتان تتمتعان بحضارات قديمة وعريقة أسهمت في تشكيل الهوية الإنسانية على مدار التاريخ،مشيرة إلى أن هذه الحضارات لا تزال حتى اليوم تمثل جسرًا للتواصل بين الشعوب وتعزز من فرص التعاون المشترك في الحاضر والمستقبل.
وقالت إن الروابط الحضارية بين مصر والصين تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية،حيث تجمع بين البلدين رؤية مشتركة تقوم على احترام الماضي والبناء عليه من أجل مستقبل أفضل.
وأوضحت أن العلاقات بين القاهرة وبكين شهدت خلال العقود الأخيرة طفرة كبيرة في مختلف المجالات،من التعليم والثقافة إلى الاقتصاد والتكنولوجيا،مؤكدة أن هذه الشراكة تفتح آفاقًا رحبة أمام الأجيال الجديدة لتحقيق التنمية المشتركة.
وأضافت عميدة جامعة تشنغدو أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي تمثل حجر الزاوية في دعم هذا التعاون،لافتة إلى أن التبادل الطلابي والبحثي بين البلدين يسهم في تعميق الفهم المتبادل ويمنح الشباب فرصة للتعرف على التجارب المختلفة.كما شددت على أن تعزيز الحوار الثقافي والأكاديمي يعكس روح العلاقات التاريخية بين البلدين، ويدعم رؤية قيادتيهما في بناء مستقبل مشترك يقوم على السلام والتنمية والازدهار.
واختتمت الدكتورة هان تشينجن تصريحها بالتأكيد على أن الحضارات لا تزدهر إلا بالتواصل والتكامل، معتبرة أن ما يجمع مصر والصين من إرث حضاري وثقافي هو أساس متين لشراكة استراتيجية قادرة على مواجهة تحديات العصر والانطلاق نحو مستقبل مشرق للشعبين.
فيما قال الدكتور ما ماوشيانغ عميد كلية التعليم الدولي ومدير مكتب شؤون الطلاب بجامعة شاندونج الصينية إن الجامعة ترحب بطلاب جامعة الإسكندرية للدراسة في الكلية ضمن برامجها التعليمية المختلفة،مشيراً إلى أن الكلية تقدم فرصاً متميزة لتعليم اللغة الصينية لمدة عام كامل،إلى جانب برامج أكاديمية متخصصة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين الجانبين.
وأوضح ماوشيانغ الحاصل على درجة البكالوريوس ودرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصات دولية مرموقة أن جامعة شاندونج تتيح لطلابها معسكرات شتوية عبر الإنترنت،بالإضافة إلى محاضرات تدريبية وثقافية تهدف إلى تعريف الطلاب الأجانب بتاريخ الصين وحضارتها،وإكسابهم مهارات لغوية وثقافية تساعدهم على الاندماج في البيئة التعليمية الصينية.
وأضاف أن الكلية تسعى دائماً إلى توسيع آفاق التعاون الأكاديمي مع الجامعات العالمية،مشيراً إلى وجود برامج تعاون قائمة بالفعل مع جامعات كبرى في كوريا الجنوبية.
وأعرب عن أمله في أن يشمل التعاون مستقبلاً جامعة الإسكندرية من خلال تبادل زيارات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس،بما يعزز من فرص التعلم المشترك ونقل الخبرات الأكاديمية.
وأكد عميد كلية التعليم الدولي أن جامعة شاندونج توفر دعماً مادياً للطلاب الأجانب المسجلين في برامجها،إلى جانب إتاحة تعليم اللغة الصينية مجاناً،في إطار حرصها على جذب المزيد من الطلاب الدوليين ومنحهم بيئة تعليمية متكاملة تساعدهم على النجاح والتميز.
واختتم الدكتور ماوشيانغ تصريحاته بالتأكيد على أن التواصل بين الحضارتين المصرية والصينية يمثل إضافة حقيقية للمستقبل،داعياً طلاب جامعة الإسكندرية للاستفادة من الفرص التي تتيحها جامعة شاندونج،بما يسهم في بناء جسور من التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين.
شارك اللقاء الدكتورة تجانغ أو نائب مدير مكتب التبادل والتعاون الدولي والدكتور تشانغ تشينغفينغ رئيس قسم تعليم الطلاب الدوليين بكلية التعليم الدولي والدكتور فان جونواي نائب رئيس قسم التبادل في مكتب التبادل والتعاون الدوليوليو نائب مدير مكتب شؤون الطلاب الدوليين وشي روجينغ موظفة بقسم القبول بمكتب شؤون الطلاب الدولي.