خبيران إسرائيليان: علاقات تل أبيب مع الغرب تتدهور بسرعة
آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 3:05 م بتوقيت القاهرة
القدس/ الأناضول
حذر خبيران إسرائيليان، الخميس، من أن علاقات تل أبيب مع دول الغرب تتدهور بسرعة، في ظل الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين.
وفي تصريحات خاصة للأناضول، أكد دبلوماسي إسرائيلي سابق أن علاقات تل أبيب مع الغرب تتدهور بسبب استمرار الحرب "الوحشية" على قطاع غزة، فيما دعت خبيرة إسرائيلية، متمسكة بحل الدولتين، إلى بذل جهود أكبر لوقف تلك الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
والخميس غادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تل أبيب متوجها إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يلقي غدا الجمعة كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا في تصريحات صحفية، أنه لن يعترف بدولة فلسطين، ومنتقدا الدول التي أقدمت على ذلك.
وخلال الأيام الماضية، اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورج وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع بذلك عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وفق وكالة "وفا" الرسمية.
تحول جديد
وعن الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إيلان باروخ: "كان ينبغي اتخاذ مثل هذه الخطوة منذ سنوات مضت، وأعتقد أنه لو أقدم الأوروبيون وغيرهم على هذه الخطوة واعترفوا بفلسطين كدولة، لنقل قبل 5 أو 10 أو 15 عامًا، لما شهدنا كارثة 7 أكتوبر"، على حد قوله.
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة، وردت إسرائيل بحرب إبادة لا تزال مستمرة.
وأضاف باروخ: "أعتقد أننا نشهد الآن طي صفحة جديدة على خلفية الهجوم الكارثي على إسرائيل، ثم عامين من الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة والتي يصفها البعض بحرب إبادة جماعية".
وتابع "لا يمكن للوضع أن يستمر كما كان، لا بد من تغيير، وأعتقد أن الاعتراف الواسع من حوالي اثنتي عشرة حكومة مختلفة، منها حكومات غربية، بالإضافة إلى اعتراف دول عدم الانحياز الذي سبقه، يُعد تحولاً".
وضع جديد
وأكد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق: "نحن الآن في وضع جديد، وأعتقد أنه مع تدخل غربي أكثر قوة وفعالية، يمكننا أن نشهد إعادة إطلاق عملية السلام في أي وقت قريب".
وهذا التطور بحسب المصدر ذاته "سيقودنا إلى وضع يدخل فيه الطرفان، إسرائيل وفلسطين، إلى غرفة المفاوضات على قدم المساواة، مفاوضات بين دولة ودولة، بدلاً من مفاوضات بين دولة وسلطة".
ويرى باروخ، أن "التفاوت بين الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) نقمة على علاقاتنا، وقد يفتح التكافؤ بينهما (بعد الاعترافات) مرحلة جديدة وقوية، وأنا أتطلع إلى ذلك بفارغ الصبر".
وفي ظل تلك التطورات، يعتقد باروخ، أن "العلاقات بين إسرائيل الرسمية والنصف الغربي من الكرة الأرضية تتدهور بسرعة، وهي على المحك شعبيا".
ويتوقع أنه إذا ما أقدمت إسرائيل على الضم الكامل للضفة الغربية فإنها "ستجازف بانهيار اتفاقات إبراهيم وهذا سيُشكّل ضربةً لنتنياهو"، في إشارة لاتفاقيات تطبيع بين دول عربية منها الإمارات والبحرين مع إسرائيل قبل سنوات.
ورغم ذلك يرجح، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أن تلجأ تل أبيب إلى ضم الضفة الغربية، "ولكن بشكل مقنع، سيعطونه تعريفًا ولكن دون ان ينص على ذلك مباشرة".
ورأى أن "الوقت قد حان الآن ليتخذ المجتمع الدولي خطوات عملية لتحويل فكرة دولة فلسطين المعترف بها إلى واقع عملي على أرض الواقع".
وقال باروخ: "أعتقد أن إسرائيل قلقةٌ للغاية إزاء هذه الموجة الدولية من الانتقادات لسياساتها تجاه الفلسطينيين، وهو أمرٌ لم تشهده إسرائيل لسنواتٍ طويلة. لقد وصلنا الآن إلى الصفحة التالية، وهنا تكمن أهمية الاعتراف".
خطوة مهمة
أما رالوكا غانيا، مديرة منظمة "زازيم"، وهي منظمة غير حكومية أُنشئت لمكافحة التمييز الممنهج ضد الفلسطينيين وتدعو إلى حل الدولتين، اعتبرت الاعترافات الدولية بدولة فلسطين "بادرة رمزية وخطوة أولى مهمة حاليا لكنها ليست كافية".
ودعت غانيا، "الدول الأوروبية والمجتمع الدولي ككل إلى بذل المزيد من الجهود لوقف الحرب في غزة وإعادة إعمارها، والمساعدة في تطبيق حل الدولتين".
ورأت أن الاعترافات الدولية أيضا "تعيد الإنسانية إلى الفلسطينيين. الإنسانية التي جُرِّدت منهم، وخاصةً في غزة، بل وفي الضفة الغربية أيضًا خلال العامين الماضيين، من خلال الاعتراف بالشعب الفلسطيني كأمة، كأمة ذات سيادة، كأي أمة أخرى".
وأشارت إلى أن إسرائيل كانت تتجه لضم بالضفة الغربية حتى لو لم يحدث الاعتراف الدولي.
وأوضحت أن "الحكومة الإسرائيلية كانت ستستغل أي ذريعة لفعل ما كانت تنوي فعله على أي حال، وهو ضم الضفة وبناء المستوطنات لمنع حل الدولتين".
وأكدت أن "الاعتراف بدولة فلسطينية سيمنح المجتمع الدولي المزيد من الأدوات والتدابير لمحاربة الضم وبناء المستوطنات".
ورفضت المزاعم بأن الدولة الفلسطينية تعني دمار إسرائيل، وقالت: "نعلم أن الدولة الفلسطينية هي في الواقع مصلحة إسرائيلية. لذا، من المهم لنا إيصال هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي، وإلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وإلى قادة العالم".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 شهيدا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.