إعصار مدمر يضرب الصين بعد مروره بتايوان والفلبين.. ما القصة؟
آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 12:25 م بتوقيت القاهرة
سلمى محمد مراد
اجتاح إعصار راجاسا مناطق عدة في آسيا، مخلفًا دمارًا واسعًا وخسائر في الأرواح، قبل أن يتجه اليوم إلى جنوب الصين حيث أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى.
بدأت الكارثة في تايوان، حيث تسبب الإعصار في انفجار حاجز بحيرة قديم بمقاطعة هوالين الشرقية، ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا وإصابة 18 آخرين، وفي الفلبين، لقي شخصان على الأقل مصرعهما أثناء مرور العاصفة شمال البلاد، بحسب رويترز.
هونج كونج تحت العاصفة
ومع وصول الإعصار إلى هونج كونج، شهدت المدينة أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية تسببت في فيضانات وسقوط أشجار وأضرار بالمباني، وأظهرت مقاطع فيديو المياه وهي تقتحم بهو فندق فاخر ومجمعات سكنية ساحلية، فيما اقتلعت الرياح جزءًا من جسر مشاة وأدت إلى اهتزاز المباني الشاهقة.
وفي حادث مأساوي، جرف المحيط امرأة وطفلها البالغ من العمر خمس سنوات أثناء مشاهدتهما العاصفة، وهما الآن في العناية المركزة.
كما أعلن مرصد هونج كونج أعلى درجات التحذير بعد أن ارتفع منسوب المياه الساحلية أكثر من ثلاثة أمتار، كما توقفت حركة القطارات فوق الأرض، وألغيت مئات الرحلات الجوية، فيما لجأ أكثر من 700 شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة.
تأثيرات في ماكاو والصين
وفي ماكاو، تسببت الفيضانات في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، أما في الصين، فقد توقعت السلطات أن يضرب الإعصار اليابسة في مقاطعة قوانجدونج بين مدينتي تشوهاي وتشانجيانج.
لذلك أمرت بإغلاق المدارس والشركات في عشر مدن وإجلاء مئات الآلاف من السكان، بينهم 400 ألف شخص في مدينة شنتشن، كما أصدرت السلطات البحرية أعلى مستوى من التحذير من الأمواج للمرة الأولى هذا العام.
حالة قلق واستعدادات
في ظل هذه الظروف، خزن السكان الطعام والمياه تحسبًا لانقطاع الخدمات، بينما عززت فرق الطوارئ السواحل بأكياس الرمل، ومع ذلك، يبقى القلق مسيطرًا على الجميع مع استمرار الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
قوة الإعصار
وبحسب موقع ABC News، تشكل راجاسا فوق غرب المحيط الهادئ الأسبوع الماضي، وتحول سريعًا إلى إعصار من الفئة الخامسة برياح تجاوزت 260 كيلومترًا في الساعة، قبل أن تتراجع قوته إلى الفئة الثالثة، لكنه ما زال قادرًا على اقتلاع الأشجار وتحطيم النوافذ والتسبب بأضرار واسعة.
ويرى خبراء أن التجارب السابقة مع أعاصير كبرى مثل "هاتو" و"مانجخوت" ساعدت السلطات في تعزيز الاستعدادات هذا العام، حيث لم تُغلق بورصة هونج كونج رغم العاصفة، في مؤشر على صلابة البنية التحتية.
العواصف تزداد خطورة بفعل تغيرات المناخ
ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، يحذر العلماء من أن الأعاصير المدارية أصبحت أكثر قوة بفعل تغير المناخ، ما يزيد من خطر الفيضانات والدمار في المناطق الساحلية، ويرى مسئولون أن إعصار راجاسا قد يكون من أشد الأعاصير التي تضرب المنطقة منذ أعوام، على غرار العواصف المدمرة في 2017 و2018.