الخبير السياحى أنور هلال: العالم يترقب افتتاح المتحف المصرى الكبير.. والأنظار تتجه إلى الأهرامات

آخر تحديث: السبت 25 أكتوبر 2025 - 8:23 م بتوقيت القاهرة

طاهر القطان:

• افتتاح المتحف وقمة السلام بشرم الشيخ فرصة حقيقية لانتعاش الحركة السياحية
• توقعات بجذب قرابة 4 ملايين سائح سنويًا قابلة للزيادة مع افتتاح المتحف
• شهادة ترامب عن الأمن والأمان بمصر يجب استغلالها فى حملات الترويج الخارجية
• «رأس راية» منطقة جذب واعدة بشرم الشيخ تستوعب أكثر من 20 ألف غرفة
• نأمل الوصول إلى 18 مليون سائح بنهاية العام.. والوصول إلى 30 مليون سنويا لن يتحقق قبل 2035

قال الخبير السياحى أنور هلال، نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ووكيل أحد أهم كبار منظمى الرحلات الإيطاليين، إن أنظار شعوب العالم تتجه نحو مصر مرة أخرى خلال أيام قليلة، وتحديدًا فى الأول من نوفمبر المقبل لمتابعة الحدث السياحى العالمى، وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير ليضىء مكانة مصر عالميًا فى التراث والثقافة والسياحة.

وأضاف هلال لـ«مال وأعمال - الشروق» أن مصر استعدت تمامًا لهذا الحدث الكبير ليشكل المتحف منطقة مفتوحة على أهرامات الجيزة وأبوالهول، حيث تتم حاليًا إنهاء جميع التجهيزات اللوجيستية النهائية للافتتاح إلى جانب تكثيف حملات الدعاية التى أطلقتها وزارة السياحة والآثار مؤخرًا فى العديد من الأسواق المصدرة للسياحة تحت عنوان «تنوع لا يضاهى».

وأشار الى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يمثل صرحا حضاريا على أرض مصر سينعكس بالايجاب على حركة السياحة الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة خاصة أننا خلقنا منتجا سياحيا جديدا لزيارة هذا المشروع الاثرى العظيم من خلال تجربة متكاملة تشمل زيارة منطقة الاهرامات والاستمتاع بكل المقومات السياحية لهذه المنطقة الفريدة. مؤكدا أن المتحف الكبير سوف يدفع إلى نمو متزايد لحركة السياحة الوافدة الى مصر حيث من المنتظر أن يجذب المتحف المصرى الكبير قرابة 4 ملايين سائح سنويا قابلة للزيادة.

وأشار إلى أن المتحف المصرى الكبير هو هدية مصر للعالم باعتباره أحد أهم المشروعات القومية وأكبر متحف للحضارة المصرية على مستوى العالم بما يضمه من كنوز أثرية لحضارة واحدة فقط هى الحضارة المصرية القديمة تبدأ من فترة عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر اليونانى الرومانى وفى مقدمتها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، لافتًا إلى أن العالم ينتظر الإفتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير بشغف كبير، وذلك لمشاهدة كنوز الحضارة المصرية القديمة.

وطالب الخبير السياحى أنور هلال، القطاع السياحى المصرى بحملات تنشيطية فى الداخل والخارج للترويج لهذا الحدث الأسطورى المبهر خاصة أن افتتاح المتحف وقمة السلام التى عقدت مؤخرًا بشرم الشيخ سيكونان فرصة حقيقية لانتعاش الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن هذا الافتتاح سيكون بمثابة إعلان رسمى لعودة مصر الثقافية القوية على الساحة الدولية.

وأكد أن استضافة مصر لقمة السلام العالمية بمدينة شرم الشيخ تمثل رسالة واضحة للعالم بأن مصر أصبحت مركزًا محوريًا فى صياغة القرارات الدولية، وتتمتع بثقل سياسى مؤثر على المستويين الإقليمى والعالمى إلى جانب كونها واحدة من أكثر الوجهات السياحية أمنًا واستقرارًا فى العالم، موضحًا أن السياحة من أكثر القطاعات تأثرًا بالأوضاع السياسية ومن ثم فإن انعقاد القمة يسهم فى تعزيز الثقة بالمقصد السياحى المصرى وترسيخ صورته كوجهة آمنة ومتميزة، وأضاف أن قمة شرم الشيخ تمثل فرصة حقيقية لانتعاش الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى سيشكل إضافة استثنائية للسياحة الثقافية والأثرية، إلى جانب تنشيط السياحة الشاطئية فى مدن البحر الأحمر وجنوب سيناء.

وقال أنه فى مشهدٍ نادر يجمع السياسة بالأمن والسياحة جاءت كلمات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال قمة السلام لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب على غزة فى شرم الشيخ لتشكل شهادة عالمية من العيار الثقيل لصالح الأمن المصرى حين أكد أمام عدسات الإعلام الدولى أن مصر «من أقل دول العالم فى معدلات الجريمة»، مشيدًا بصرامة سياساتها الأمنية وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار.

واستطرد هلال: قال ترامب فى كلمته المشتركة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى: لقد قام المصريون بعمل رائع.. لديهم نسبة جريمة منخفضة جدًا، لأنهم لا يتعاملون مع الأمور باستهتار كما نفعل نحن فى الولايات المتحدة”، ولم يكتفِ ترامب بذلك بل أعاد الإشادة بمصر فى طريق عودته إلى واشنطن، قائلًا: «إنهم أقوياء جدًا ليس لديهم جرائم عنيفة مثلنا، يمكنك أن تمشى فى الحدائق بمصر دون أن تُسرق أو تُضرب على رأسك بمضرب بيسبول».

وأكد أن هذه الشهادة الموثقة صوتًا وصورة والتى جاءت على لسان رئيس الولايات المتحدة أمام قادة العالم تُعدّ وثيقة مجانية للأمن المصرى، لم تدفع فيها الدولة دولارًا واحدًا، ومع ذلك فإنها تساوى ملايين الدولارات من حيث القيمة الدعائية والتسويقية لو أُحسن استغلالها.

وأكد هلال أنه مع اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل، وهو الحدث الثقافى الأكبر فى العالم تبرز الحاجة إلى حملة دعائية ضخمة تستثمر شهادة ترامب وتربطها بصورة مصر الجديدة الآمنة المزدهرة، القادرة على استقبال العالم كله بثقة وفخر.

وطالب بضرورة بأن تسارع وزارة السياحة والآثار والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى والهيئة العامة للاستعلامات إلى توظيف شهادة ترامب التى تعد بمثابة الكنز السياحى فورًا فى حملات الترويج لمصر بالخارج ولا سيما فى الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت ميدان المقارنة فى حديث الرئيس الأمريكى. مشيرا الى أن هذه شهادة دعائية عالمية جاهزة لا تحتاج إلا إلى القليل من الذكاء الإعلامى والتسويقى لتصبح ركيزة فى استراتيجية الترويج السياحى.. وأن مصر ليست فقط أرض الحضارة بل أيضًا أكثر أمانًا من دولٍ كبرى بشهادة رئيسها نفسه.

وحول خطة الدولة للوصول الى 30 مليون سائح سنويا خلا الخمس سنوات المقبلة طلب الخبير السياحى أنور هلال بضرروة الاهتمام بتذليل العقبات أمام زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر وأهمها تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة الإلكترونية لجميع السائحين الراغبين فى زيارة مصر..مشيرا الى أن التيسيرات والتسهيلات الكبيرة التى قدمتها الدولة لحصول السياح الأجانب على التأشيرة الإلكترونية لدخول مصر يجب أن يستفيد منها جميع السائحين، لأنها ستسهم بشكل كبير فى زيادة أعداد السياح الوافدين لمصرمن مختلف دول العالم.

كما طالب بزيادة سعة المطارات المصرية فى المدن السياحية وكذلك زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات الجديدة مثل مطار سفنكس، بالاضافة إلى حل مشاكل النقل السياحى وفتح باب استيراد الأتوبيسات والسيارات السياحية المستعملة لمدة عامين لاستيعاب الزيادة فى الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة.

كما شدد نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بجنوب سيناء بضرورة الاهتمام بتطبيق خطة متكاملة لنشر الوعى السياحى الحقيقى من خلال حملات توعية مكثفة للارتقاء بالسلوك العام المصرى. وأكد اننا نحتاج فى شرم الشيخ إلى فتح المجال لزيادة الاستثمارات السياحية والفندقية وبناء غرف جديدة، لتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا خلال الخمس سنوات المقبلة، لافتًا إلى أهمية توجيه الأنظار بقوة إلى منطقة رأس راية، وهى منطقة بين مدينتى الطور وشرم الشيخ، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالى 60 كيلومترًا.

أوضح هلال أن هناك مخططًا استثماريًا سبق أن أعدته هيئة التنمية السياحية لهذه المنطقة يجب أن يتم تفعيله لخلق غرف فندقية جديدة على البحر مباشرة وأيضًا يجب استغلال المحميات لخلق منتجعات سياحية بيئية برأس محمد ونبق بالإضافة الى العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار شرم الشيخ، وكذلك زيادة الطاقة الفندقية التى تصل حاليًا الى 65 ألف غرفة فندقية.

وأشار إلى أننا نحتاج إلى زيادة الطاقة الفندقية فى القريب العاجل بمعدل 20 ألف غرفة على الشواطئ وهذا من خلال الاستغلال الأمثل لمنطقة «رأس راية»، وهى منطقة على البحر مباشرة والعمل على تنميتها لخلق ظهير آخر بين طريق السلام والطريق الخلفى مع خلق نقط ترفيهية وتسويقية لمنتجات سياحية جديدة.

وطالب الخبير السياحى أنور هلال بضرورة تفعيل مقترح إنشاء منطقة حرة بمدينة شرم الشيخ والموجودة فى مخطط ماكينزى الإنجليزى لتطوير مدينة شرم الشيخ بالإضافة إلى منح تسهيلات فى تملك الأراضى بجنوب سيناء لزيادة الاستثمارات الفندقية بهذه المنطقة والعمل على تحقيق مستهدف الدولة.

كما طالب بضرروة الاهتمام بالتوسع بالتعليم الفندقى وإنشاء مدارس فندقية لتعليم الطلاب وتدريبهم على صناعة الفندقة الحقيقية على غرار المدرسة الموجودة بمدينة الغردقة بشراكة مصرية إيطالية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة إحياء المدرسة الفندقية الموجودة بمدينة الطور والمهملة منذ فترة طويلة، حيث إنها لا تعمل بالرغم من وجود فندق بها واتخاذ الإجراءات اللازمة لطرحها للقطاع الخاص وكذا الاهتمام بوضع حوافز لتشجيع أبناء المحافظة على التعلم المهنى فى شرم الشيخ بالإضافة الى التأكيد على الاهتمام بتفعيل مشروع التجلى الأعظم فى سانت كاترين وإشراك البدو فى تنمية هذه المنطقة.

وشدد أنور هلال على ضرورة الإسراع بحل مشاكل السياحة النيلية التى تعرقل نمو هذا المنتج السياحى الواعد خاصة فى ظل تعدد الجهات التى تفرض رسوما على هذا النشاط السياحى، وكذا تعدد الجهات الرقابية التى تتعارض مسئولياتها مع بعضها البعض.

كما أشار إلى أن السياحة الصحراوية منتج سياحى متميز، لكننا لم نستغل المقومات السياحية التى تتمتع بها مصر فى هذا الشأن حتى الآن وما زلنا نتعامل بالخطاب والموافقات الكتابية خلال رحلات السياحة الصحراوية، مطالبًا بضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية وتطبيق الخطابات والموافقات الإلكترونية بين الجهات الحكومية لتذليل العقبات أمام تنشيط هذا المنتج السياحى الواعد.

وطالب نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بجنوب سيناء بضرورة إعادة النظر فى تسعير أراضى المشروعات السياحية والفندقية خاصة أن هناك فارقًا كبيرًا بين سعر الأراضى المخصصة لبناء مشروعات فندقية والأراضى المخصصة للمشروعات العقارية، حيث إن المستثمر العقارى يحصل على قيمة استثماراته التى ضخها فى مشروعه حتى قبل أن يقيم مشروعه بعكس المستثمر السياحى الذى يعتبر استثماره طويل الأجل ويقيم كل البنية التحتية اللازمة لمشروعه.

وأكد الخبير السياحى أنور هلال أننا نأمل أن نصل إلى 18 مليون سائح بنهاية العام، لافتًا إلى أن المؤشرات تشير إلى أن تحقيق خطة الوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا لن يتم قبل عام 2035 خاصة فى ظل نقص الطاقة الفندقية اللازمة وكذا نقص الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية والنقل السياحى، كما يجب منح تسهيلات لإنشاء مشروعات فندقية وسياحية بمدن رأس الحكمة والساحل الشمالى ومرسى علم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved