ما سر استمرار اختفاء خامنئي رغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران؟
آخر تحديث: الخميس 26 يونيو 2025 - 9:28 ص بتوقيت القاهرة
محمد هشام
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية أن القلق يتزايد في إيران بشأن استمرار غياب المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي لم يُرَ علنا ولم يُسمع عنه منذ قرابة أسبوع، ولم يظهر على الساحة رغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، يُعتقد أن خامنئي قد اختبأ عند اندلاع الصراع في 13 يونيو الجاري.
ورجحت "نيويورك تايمز" أن خامنئي لا يزال مختبئا خوفا من أن تحاول إسرائيل اغتياله خلال الهدنة.
وبسؤاله خلال مقابلة إعلامية عن خامنئي، قال مهدي فضائلي، مساعد رئيس مكتب أرشيف خامنئي: "المسئولون عن حماية المرشد الأعلى يؤدون عملهم على أكمل وجه"، مضيفا: "إن شاء الله، سيحتفل شعبنا بالنصر إلى جانب قائده".
ونوهت الصحيفة بأن خامنئي بصفته المرشد الأعلى، يملك الكلمة الفصل في جميع شئون الدولة الرئيسية. وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، يُتوقع منه الموافقة على أي قرار عسكري مهم، مثل الهجوم على القاعدة الأمريكية في قطر أو اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن كبار القادة العسكريين والمسئولين الحكوميين كانوا متحفظين بشأن ما إذا كانوا قد التقوا أو تحدثوا مع خامنئي في الأيام الأخيرة.
من جهته، قال حمزة صفوي، المحلل السياسي ونجل الجنرال يحيى صفوي، المستشار العسكري لخامنئي إن مسئولي الأمن الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل قد تحاول اغتيال خامنئي حتى خلال وقف إطلاق النار.
وأضاف صفوي: "لذلك فإنهم يطبقون بروتوكولات أمنية مشددة، بما في ذلك التواصل المحدود مع العالم الخارجي".
وتابع: "هناك رؤية براجماتية راسخة لإدارة البلاد للخروج من هذه الأزمة من خلال تمكين قادة آخرين مثل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".
وأشار صفوي إلى اعتقاده بأن خامنئي كان يتدخل في القرارات الرئيسية عن بُعد.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه في ظل غياب خامنئي وصمته، بدأت تظهر صراعات على السلطة بين القوى المحافظة والمعتدلة في إيران بشأن السياسات التي ينبغي اتباعها في المستقبل.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أربعة مسئولين إيرانيين كبار، مطلعين على مناقشات السياسة الحالية في الحكومة، قولهم إن السياسيين والقادة العسكريين يشكلون تحالفات ويتنافسون على السلطة في غياب خامنئي.
وأضافوا: "تختلف رؤى هذه الأطراف حول كيفية مضي إيران قدما في برنامجها النووي، ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة، ومواجهة إسرائيل".
وتابعوا أن التيار الذي يبدو أنه المسيطر حاليا يدفع باتجاه الاعتدال والدبلوماسية. ويشمل ذلك التيار كل من الرئيس بزشكيان، الذي أبدى علنا استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى بعد قصف المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضح المسئولون الإيرانيون أن رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجئي، المقرب من المرشد الأعلى، والقائد الجديد للقوات المسلحة، اللواء عبد الرحيم موسوي من بين حلفاء بزشكيان.