بعد رحيله.. أبرز محطات الموسيقار زياد الرحباني في السينما
آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 8:44 م بتوقيت القاهرة
إسراء زكريا
ودع لبنان والعالم العربي، صباح اليوم السبت، الموسيقار والمفكر المسرحي زياد الرحباني، الذي رحل عن عمر ناهز 69 عاما، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من أربعة عقود، عرف خلالها برؤيته النقدية الثاقبة، ومواقفه السياسية والاجتماعية التي لم تعرف المساومة.
ورغم أن بداياته كانت في المسرح والموسيقى، فقد كان له حضور مميز في السينما، حيث شارك في عدد من الأفلام كملحن وممثل، في هذا التقرير.. نستعرض أبرز مشاركاته السينمائية التي عبرت عن صوته الحر المتمرد، وأسهمت في ترسيخ مكانته كفنان شامل ومتعدد المواهب.
"نهلة" (1979)
بدأ زياد الرحباني مسيرته السينمائية بتأليف الموسيقى التصويرية لفيلم "نهلة" للمخرج الجزائري فاروق بلوفة، والذي تم تصويره بين بيروت والجزائر.
يروي الفيلم قصة صحفي جزائري يزور بيروت قبيل اندلاع الحرب الأهلية، ويتتبع حياة مطربة شابة تُدعى "نهلة"، التي تجسد رمز الوطن الحالم المنهار.
وحملت موسيقى الرحباني في هذا العمل طابعا سياسيا وشاعريا، عكست الأجواء العربية المضطربة آنذاك.
"وقائع العام المقبل" (1985)
في فيلم "وقائع العام المقبل" للمخرج السوري سمير ذكري، وضع زياد الرحباني الموسيقى التصويرية لقصة شاب يحلم بتأسيس أوركسترا تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية.
العمل يستعرض صراعات الهوية والتجديد في مجتمع عربي متعب من التقاليد.
وجاءت الموسيقى بلمسة كلاسيكية حداثية، تحاكي التوتر بين الحلم والواقع، وتحمل طموحا جماليا يوازي فلسفة الفيلم البصرية.
"بيروت اللقاء" (1987)
في فيلم "بيروت اللقاء" للمخرج اللبناني برهان علوية، الذي يصور علاقة حب تنمو وسط واقع ممزق بالحرب الأهلية والطائفية، شكلت موسيقى زياد الرحباني صوتا سرديا موازيا للصورة، تجسد من خلاله الانقسام الداخلي، والضياع، والحنين إلى زمن لم يعد ممكنا.
"طيف المدينة" (1992)
في فيلم "طيف المدينة" للمخرج اللبناني جان شمعون، ألف زياد الرحباني موسيقى تصويرية هادئة وحزينة، لتعكس قصة لبناني يعيش في المنفى، ممزقا بين الحنين إلى الجذور وواقع وطن يتغير بلا رحمة.
"متحضرات" (1999)
في فيلم "متحضرات" للمخرجة اللبنانية رندة الشهال، قدم زياد الرحباني موسيقى تصويرية جمعت بين السخرية والمرارة، إذ يرصد العمل حياة بيروت خلال الحرب الأهلية، حين يترك الأثرياء منازلهم للخادمات الأجنبيات، فتتحول المدينة إلى فضاء فارغ من العدالة والانتماء.
"طيارة من ورق" (2003)
في واحد من أبرز أدواره التمثيلية، شارك زياد الرحباني في فيلم "طيارة من ورق" للمرة الثانية مع المخرجة اللبنانية رندة الشهال، حيث قدم شخصية ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي.
وتدور قصة الفيلم حول فتاة تقع في حب جندي من الجانب الآخر من الحدود، ما يعكس تعقيدات الواقع والانقسام الداخلي.
إلى جانب تمثيله، قام الرحباني بتأليف الموسيقى التصويرية التي جسدت بعمق تمزق الهوية وانقسام الذات.
"ظلال الصمت" (2006)
في فيلم "ظلال الصمت" للمخرج السعودي عبدالله المحسن، وضع زياد الرحباني موسيقى تصويرية تنسجم مع أجواء العمل، الذي تدور أحداثه في صحراء غامضة تضم مركزا للتحكم بالعقول، معبرا عن المناخ النفسي المشحون بالقمع والعبث والجنون داخله.
من على خشبة المسرح إلى الشاشة الكبيرة
خلال السنوات الماضية، أعيد تقديم بعض من أهم مسرحيات زياد الرحباني بنسخ سينمائية حديثة، منها مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" التي عرضت عام 2016 في دور السينما، وحققت إقبالا واسعا من أجيال جديدة لم تعاصر العرض الأول. كما تحولت مسرحية "فيلم أميركي طويل" إلى عمل سينمائي يحافظ على رؤية زياد الساخرة والمتشائمة في آن واحد، مقدما طرحا فلسفيا حول الإنسان العربي المهزوم وسط واقع سياسي عبثي.