وزير الزراعة اللبناني: العدوان الإسرائيلي كبّد المزارعين 800 مليون دولار
آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 11:55 ص بتوقيت القاهرة
أ ش أ
قال وزير الزراعة اللبناني، نزار هاني، إن العدوان الإسرائيلي على لبنان ألحق أضرارًا جسيمة بالقطاع الزراعي، قدّرتها الوزارة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بنحو 800 مليون دولار، منها 180 مليونًا أضرار مباشرة، والباقي خسائر تكبدها المزارعون.
وأوضح هاني، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الوزارة أطلقت خطة تمتد لثلاث سنوات بالتعاون مع "الفاو" لإحصاء الأضرار، وإنقاذ الموسم الزراعي 2025-2026، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المزارع والبنية التحتية الزراعية، مثل شبكات الري والآبار والمباني المتضررة.
وأشار إلى تضرر نحو 4 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، بينها 20% لحقت بها أضرار كاملة، فضلًا عن تجريف بساتين زيتون وحمضيات، وتدمير خيم بلاستيكية ومزارع دواجن. وفي ظل الإمكانات المحدودة، قدمت الوزارة دعمًا تقنيًا وماليًا لإعادة غرس أشجار الزيتون، ومساعدة المزارعين في المناطق الأكثر تضررًا.
وتعمل الوزارة حاليًا على إعداد إحصاء دقيق لخسائر القطعان الزراعية، من أبقار وخلايا نحل وغيرها، لتوفير قاعدة بيانات تساعد على التخطيط لمرحلة التعافي.
وأكد الوزير بدء تنفيذ مشروعات لا تتطلب تمويلات كبيرة، على أمل أن تشمل خطة إعادة الإعمار تمويلًا مخصصًا للقطاع الزراعي، مشيرًا إلى انتظار دعم مالي من البنك الدولي للمناطق المتضررة.
تعاون مصري – لبناني متنامٍ
وفيما يخص التعاون مع مصر، أشاد وزير الزراعة بالعلاقات الإيجابية بين البلدين، مؤكدًا وجود تبادل خبرات واسع. وقال إن لبنان يستورد من مصر البطاطس شتاءً، إلى جانب المانجو والأسمدة والمبيدات، بينما تُصدّر بيروت الفواكه لمصر، خصوصًا التفاح، مع مساعٍ لتوسيع هذه الصادرات لتشمل المشمش والكرز والعنب.
وأشار هاني إلى زيارة وفد من هيئة الثروة الحيوانية اللبنانية للقاهرة مؤخرًا، والاطلاع على التطور الكبير في مجالات الحجر الزراعي وإنتاج الثروة الحيوانية، مؤكدًا أن مصر مرشحة لتكون من الدول الأساسية التي يستورد منها لبنان هذه المنتجات.
وكشف عن اجتماع مرتقب في أغسطس بين لجان مشتركة من البلدين، بحضور مستوردين ومصدرين، لبحث سبل تعزيز التعاون. كما أشار إلى اجتماع وزاري كبير سيُعقد في سبتمبر المقبل لتجديد الاتفاقيات الثنائية وتوقيع مذكرات تفاهم جديدة، يجري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة عليها.
الجفاف والتغير المناخي
وفي ما يتعلق بأزمة الجفاف، أشار هاني إلى أن لبنان شهد هذا العام واحدة من أشد موجات الجفاف في تاريخه، مع تراجع معدل الهطول إلى أقل من 50% في بعض المناطق، وانخفاض عدد الأيام الماطرة إلى نحو 45 يومًا فقط، ما أثّر سلبًا على القطاع الزراعي.
وقال إن الحكومة تعمل مع البنك الدولي على قرض بقيمة 200 مليون دولار لتحسين مرونة الزراعة ومواكبة التغيرات المناخية، من خلال تطوير البنية التحتية، وتجميع مياه الأمطار، وتوسيع أنظمة الري الذكي، والتوجه نحو محاصيل أكثر تكيفًا مع المناخ.
وأضاف أن الوزارة تسعى لوضع خريطة زراعية جديدة بالتعاون مع مراكز الأبحاث والجامعات، لتوجيه المزارعين نحو زراعات أكثر ملاءمة، تسهم في الأمن الغذائي، وتقلل من تكلفة الإنتاج، وتزيد من العائد الاقتصادي.
الإرشاد الزراعي والتوعية
وفي ختام حديثه، أكد الوزير أن الإرشاد الزراعي يمثل محورًا أساسيًا في عمل الوزارة، حيث تم إطلاق "البرنامج الوطني للإرشاد الزراعي"، إلى جانب ورش تدريب مستمرة تستهدف رفع كفاءة الكوادر والمزارعين في مختلف المناطق، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
وأوضح أن الوزارة تبث أيضًا برامج توعوية أسبوعية على شاشة تلفزيون لبنان، لزيادة الوعي الزراعي لدى المزارعين والمستهلكين على حد سواء.