من «السِنت» إلى الشطرنج.. لعبة الفراعنة الذهنية تتألق في متحف السويس القومي
آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 11:39 ص بتوقيت القاهرة
إسلام عبد المعبود:
يعرض متحف السويس القومي داخل قاعة التحنيط إحدى أندر القطع الأثرية المرتبطة بالترفيه الذهني في مصر القديمة، وهي لعبة "السِنت"، التي تعود إلى عهد الملك بيبي الأول، أحد ملوك الأسرة السادسة.
وذكر بيان صادر عن المتحف أن هذه القطعة لا تمثل مجرد لعبة، بل تعكس وعي المصري القديم بأهمية تنمية العقل، حيث تُعد "السِنت" من أقدم الألعاب الذكية المعروفة تاريخيًا، وكانت تُمارس على لوح خشبي مستطيل باستخدام أحجار مميزة، في تجسيد مبكر لفكرة التخطيط والمنافسة الاستراتيجية.
وأوضح البيان أن الألعاب في مصر القديمة لم تكن وسيلة ترفيهية فقط، بل جزءًا من الحياة اليومية والفكرية، حيث تنوعت بين الألعاب البدنية مثل الرماية والمصارعة، والذهنية مثل "السِنت". وكان الكبار والصغار يمارسونها، وظهرت في جداريات المقابر كجزء من الطقوس الاجتماعية والدينية.
وأشار إلى أن لعبة "السِنت" كانت تحمل دلالات رمزية، إذ اعتُبرت تجسيدًا لصراع بين قوى الخير والشر، وكان الفوز بها يُعبّر عن عبور الروح بسلام إلى العالم الآخر، ما يفسر ظهورها في نقوش العديد من المقابر، ضمن مشاهد الحياة الأخرى.
وتتجدد اليوم فكرة الألعاب الذهنية في صورة أكثر تطورًا، من خلال لعبة الشطرنج، التي تُعد امتدادًا حديثًا لفكرة "السِنت"، إذ تعتمد اللعبتان على التفكير والتخطيط واتخاذ القرار. وتؤكد دراسات حديثة أن الشطرنج يعزز التركيز والتحليل والقدرات الابتكارية.
وتمنح زيارة متحف السويس القومي الزائر فرصة للتأمل في الإرث الفكري للمصريين القدماء، وإدراك سبقهم في فهم قيمة الترفيه العقلي، حيث شكلت "السِنت" نواة الألعاب الذهنية قبل آلاف السنين، تمامًا كما يواصل الشطرنج هذا الدور في العصر الحديث.