تحقيق استقصائي عبري: الاحتلال ينتهج سياسة الضربة المزدوجة لقصف فرق الإنقاذ في غزة
آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 3:57 م بتوقيت القاهرة
وكالات
كشف تحقيق استقصائي نشره موقع «سيحاه مكوميت» العبري، استنادًا إلى شهادات جنود وضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلي وروايات شهود عيان، أن الجيش يتبع سياسة متعمدة وممنهجة في قطاع غزة تقوم على استهداف المدنيين وعمال الإغاثة، من خلال ما يُعرف عسكريًا بـ«الضربة المزدوجة».
وبحسب ما نشرته وكالة «شهاب»، اليوم السبت، أوضح التحقيق أن هذا التكتيك القاتل يقوم على قصف هدف مدني أو سكني في البداية، ثم إعادة القصف بعد دقائق في الموقع نفسه فور وصول طواقم الإنقاذ أو المدنيين الذين يهبّون لمساعدة الجرحى والمصابين، بهدف قتل كل من يقترب من المكان.
وأكدت الشهادات أن هذه الممارسة تحوّلت إلى روتين عسكري يومي، تستخدم فيه المسيّرات الإسرائيلية، وتسببت في مضاعفة الكارثة الإنسانية في غزة، وزرعت الرعب واليأس بين عمال الإغاثة والسكان المدنيين، الذين لم يعودوا يشعرون بأي أمان حتى بعد توقف القصف الأول.
ونقل الموقع عن جنود في الخدمة قولهم إنهم اعتادوا على هذا الأسلوب كجزء من مهامهم اليومية، مشيرين إلى أن الأوامر تقضي بتنفيذ القصف الثاني دون النظر فيمن يكون في المكان، حتى لو كان منقذًا أو يرتدي سترة طبية.
وأكد شهود عيان في غزة تحدّثوا للموقع العبري أن «الاستهدافات لا تميّز بين أحد، وأن الجيش يطلق النار على كل من يقترب، حتى لو كان يرتدي سترة إسعاف واضحة»، مضيفين أن هذه السياسة باتت تشكل خطرًا مباشرًا على حياة فرق الإنقاذ والطواقم الطبية.
ووفقًا للتحقيق، فإن الضباط يستخدمون الطائرات المسيّرة لتنفيذ هذا النوع من الضربات المتكررة مع علمهم المسبق بأن مئات المدنيين، من بينهم أطفال ونساء، قد يكونون عالقين تحت الأنقاض، مما يشير إلى استهتار كامل بالأرواح المدنية وتجاهل صارخ لقوانين الحرب.
ويُضاف هذا التحقيق إلى سلسلة من الشهادات والتقارير الحقوقية التي توثق الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وسط دعوات متزايدة لإجراء تحقيقات دولية ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم الممنهجة.