في لقاء يوليو الفكري بنقابة الصحفيين.. دعوة لصياغة مشروع عربي يواجه المشروع الصهيوني الأمريكي
آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 1:27 م بتوقيت القاهرة
قال حسن موسى، أمين المؤسسة الإفريقية للتطوير وبناء القدرات، إن ثورة 23 يوليو تمثل لحظة تحول، وشهر انبثقت فيه أحلام التحرر ومشروع العدالة الاجتماعية، مضيفًا: "نحن لا نستدعي الماضي بدافع الحنين، بل هو استدعاء مسئول للتاريخ، لما يمكن أن يكون بوصلة لما هو قادم".
وأضاف "موسى"، خلال كلمته في لقاء يوليو الفكري بدورته الثالثة بنقابة الصحفيين، اليوم السبت، تحت عنوان "ثورة يوليو.. نداء الحاضر والمستقبل"، أن "ثورة يوليو أعادت تشكيل المنطقة، وفيها ظهرت مشاريع الوحدة والسعي إلى وطن مستقل".
وأكد أن "ثورة 23 يوليو لا تزال مشروعًا للحاضر والمستقبل، حين يتحول العلم إلى مشروع وحياة، فتصبح المبادرة الوطنية رسالة إنسانية".
بدوره، قال الدكتور جمال شيحة، رئيس مؤسسة جمال شيحة للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة: "في الذكرى الـ73 لثورة يوليو، تقف مصر عند مفترق طرق، حيث تجري إعادة رسم المنطقة ضمن مشروع التقسيم الأمريكي الصهيوني".
وأضاف: "يتجلى ذلك في حرب التجويع والإبادة في غزة، والتي تتم أمام أعين العالم كله، ولا يتحرك أحد فعليًا لمنعها، حتى أصحاب الشأن من العرب لا يوقفون هذه المجزرة التي لا مثيل لها في العصر الحديث".
وتابع شيحة: "كانت ثورة يوليو استجابة للتحديات الكبرى التي كانت تواجهها مصر، من إقطاع يتحكم في الفلاحين، واحتلال، ففي يوليو 1952، كانت مصر تسجل أعلى معدلات وفيات بالعالم، وقناة السويس التي حفرها المصريون بدمائهم بمثابة دولة داخل الدولة، فيما كان الفيضان يغرق البلاد، وكانت الأمة العربية محاطة بالفقر والمرض والاحتلال في كل شبر".
وأضاف: "في فجر 1952، قامت ثورة يوليو بطلائع الجيش، فأُنهت الملكية، وأصبح الفلاح مالكًا لا عبدًا، وتم تأميم القناة، وإجلاء الاحتلال، وبُني السد العالي، وأُنشئت المصانع".
وأشار إلى أن "صدى الثورة تجاوب في كل أرجاء المنطقة، وأصبحت مصر قائدة لحركة التحرر العالمي، وتمتلك مشروعًا تنمويًا لهذا الإقليم، لكن الثورة لم تُترك دون مواجهة، ورغم ذلك، قاوم جمال عبد الناصر، وقاد بنفسه أكبر حركة نقد ذاتي لتجربة يوليو، معترفًا بالأخطاء التي سمحت للأعداء بضرب المشروع القومي في مقتل، ووضع هذا النقد في بيان 30 مارس 1968".
واختتم: "اليوم حيث يهيمن المشروع الصهيوني على المنطقة، من حقنا أن نتساءل: أين المشروع العربي المضاد للمشروع الصهيوني الأمريكي؟ أتصور– وهذا رأي شخصي– أن تقوم كل القوى العربية باستخلاص العبر والدروس من التجارب السابقة، كما فعل عبد الناصر في بيان 30 مارس، لنقد الذات".
وأضاف: "السؤال الآن: ما هو المشروع العربي الجديد الذي يعالج الماضي؟ فالمهمة شديدة الصعوبة، لكن فلنبدأ، نحن لسنا في مناسبة خطابية؛ فهذا اللقاء الفكري يمكن أن يكون شعاع أمل، بمشاركة المفكرين، ليتبلور في النهاية مشروع عربي قابل للتطبيق يقف في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي".