انطلاق مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. ليلة في حب انتشال التميمي

آخر تحديث: الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 2:42 ص بتوقيت القاهرة

خالد محمود

انطلقت قبل قليل الدورة السادسة من مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "MENA"، وذلك بتكريم خبير المهرجانات انتشال التميمي، الذي يشغل منصب الرئيس الشرفي للمهرجان، حيث منحه المهرجان "جائزة لاهاي للسينما" تقديرًا لمسيرته الحافلة وإسهاماته البارزة في دعم الفن السابع عربيًا ودوليًا. وقد شهدت قاعة حفل الافتتاح ليلة في حب انتشال التميمي، حيث صاحب صعوده إلى المسرح عاصفة من التصفيق، ووقف الجميع تقديرًا لمسيرته، وهو التكريم الذي حضرته زوجته فادية سامي وابنه الوحيد هادي.

من جانبه، أعرب انتشال التميمي عن سعادته بمنحه "جائزة لاهاي للسينما"، موجّهًا الشكر لأصدقائه الذين حضروا لحظة تكريمه في المهرجان، ومنهم الفنان العالمي مارسيل خليفة، والناقد الكبير إبراهيم العريس، والناقد المصري أندرو محسن، وغيرهم من الأصدقاء والمقرّبين.

كما وجّه الشكر لكل المشاركين في الفيلم التسجيلي الذي عرضه المهرجان قبل تكريمه، مقدّمًا امتنانه للرسام علي المنزلاوي والنحات قاسم السعيدي لما قدّماه من أعمال فنية خصيصًا له بمناسبة هذا التكريم.

وألقى المنتج محمد حفظي كلمة تكريم في حق انتشال التميمي، قال فيها إنه تعلّم منه الكثير، وهو ما ساعده في إدارة مهرجان القاهرة السينمائي قبل سنوات، مؤكّدًا أن انتشال التميمي شخصية منظمة وملمة بكل الأمور والتفاصيل، وليس لديه أنانية الاستحواذ على الأفلام لصالح المهرجان الذي يعمل به، بل يسعى دائمًا لمساعدة صناع الأفلام على عرض أعمالهم في مهرجانات أخرى، فهو داعم ومحب للجميع.

بدوره، قال الدكتور مصطفى بربوش، رئيس المهرجان: "إن الدورة السادسة تشكّل خطوة جديدة في رحلة مميزة بدأت كمبادرة لتعزيز الحوار والتلاقي، واليوم أصبح المهرجان منصة دولية تلتقي فيها السينما مع الثقافة والمجتمع".

وأضاف بربوش: "في مدينة السلام والعدل – لاهاي – التي تحتضن أكثر من 140 جنسية، اجتمع صانعو الأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمهجر مع جمهور متنوع وواسع".

وأكد بربوش أن "المهرجان يؤمن بأن السينما أكبر من كونها فنًا فقط، فهي مرآة للواقع، وجسر يربط الناس، وصوت يحفظ القصص التي ربما لم تكن لتُروى. لذلك يقدّم المهرجان بفخر برنامجًا غنيًا يشمل العروض الأولى، والحوارات، وورش العمل، والموسيقى، والأنشطة المجتمعية".

وأشار إلى أن "المهرجان يولي اهتمامًا خاصًا بالشباب، من خلال منحهم فرصة الحوار عبر السينما والتعبير عن أنفسهم بطريقة إبداعية".

من جانبه، وجّه الفنان العالمي مارسيل خليفة الشكر للمهرجان على تكريمه خبير المهرجانات انتشال التميمي، وقال في كلمته: "هل من مكان اليوم للسينما وللشعر وللموسيقى وسط هذا المشهد المرعب من الدمار، وبعد كل الجرحى والشهداء واللاجئين؟".

وأضاف مارسيل خليفة: "إن كل حلم، وكل قصيدة، وكل نوتة موسيقية، وكل فيلم هي شمس تعيد لنا الحب والكرامة والحرية، وتشعرنا بالانتصار على الموت، وتدفعنا لنقول إن هناك أملًا في هذا الزمن".

كما وجّه مارسيل خليفة التحية إلى غزة والضفة والجنوب ولبنان، مختتمًا حديثه بترديد كلمات أغنيته الشهيرة: منتصب القامة أمشي.

وقدمت الحفل المديرة الفنية للمهرجان وفاء مراس، فيما عُرض في افتتاح الدورة السادسة الفيلم الوثائقي "ناجي العلي" للمخرج قاسم عبد، وهو العمل الذي يتتبع المسيرة الحياتية والفنية لرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، منذ ولادته في منطقة الجليل وحتى اغتياله على يد مجهول في لندن في يوليو عام 1987.

كما يتناول العمل القوى التي شكّلت شخصيته كفنان، والتي واجه خلالها العديد من التحديات والمصاعب، مثل المضايقات والحصار والتهجير والمنفى والإرهاب، مبرزًا كيف تحولت تجاربه وأعماله الفنية إلى مرآة تعكس معاناة وآمال ملايين الفلسطينيين في الشتات.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلاً من المخرجة الهولندية المتخصصة في الأفلام الوثائقية سونيا هيرمان دولز، والشاعر والمخرج السعودي أحمد الملا، والناقد العراقي قيس قاسم.

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، فتضم المخرج العراقي قاسم عبد، والمخرج والمنتج حنا عطا الله، مؤسس منظمة "فيلم لاب: فلسطين"، والكاتبة الهولندية المغربية شافينا بن دحمان.

ويهدف مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Holland MENA Film Festival) إلى الاحتفاء بأصوات وإبداعات سينمائيي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك إبداعات أبناء الشتات العربي والمغاربي في أوروبا، وذلك من خلال عروض الأفلام، والنقاشات، وورش العمل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved