تسريح العاملين بالوظائف الحكومية بأمريكا يثير استياء ناخبي ترامب

آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2025 - 10:54 ص بتوقيت القاهرة

لوس انجليس - (د ب أ)

صوت الأمريكيون لصالح تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا، ومن أجل تغيير توجه الحكومة الاتحادية ولكن ما حدث لم يكن التغيير الذي دار في أذهانهم.

فبعد موجة التسريح من الوظائف الحكومية التي قامت بها الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة، أعرب ناخبو ترامب، عن استيائهم تجاه ما وصفوه بالخفض غير المركز وغير البناء والقاسي للقوة العاملة الاتحادية.

وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز، أنه بدلا من تعزيز الكفاءة، التي قال الرئيس ترامب إنه يرغب في تحقيقها، وقال العاملون المفصلون، إن دافعي الضرائب سوف يفقدون الخدمات المهمة التي ساعدت على سبيل المثال قدامي الجنود على مواجهة الصعوبات المالية والتي كانت تبحث عن محاصيل تتحمل الجفاف والآفات.

ويدعو بعض العاملين للعودة إلى وظائفهم، في حين قال آخرون، إنهم لا يعرفون تماما ما يتعين عليهم فعله - فهم يشعرون بإحباط شديد إزاء احتمال أنه يبدو أن جهودهم في مجال الخدمة العامة لا تحظى بالقبول من جانب الرئيس الجديد وبعض المواطنين.

وقال باحث في وزارة الزراعة في منطقة وسط - الأطلسي، الذي يدرس المحاصيل المقاومة للجفاف والآفات: "كنت أعتقد أنه سيكون هناك تغيرات.. ولكن بدلا من التركيز، خرجت الأمور عن السيطرة، حيث يتم تقطيع أجزاء من الحكومة تحمي الأمريكيين".

وقال الباحث، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لتعزيز فرصه في استعادة وظيفته، إنه صوت مرتين لصالح ترامب، وشعر بالانزعاج من حجم السلطة التي منحها الرئيس لرجل الأعمال إيلون ماسك بالنسبة لعمليات شطب الوظائف الحكومية.

وأضاف الباحث، أنه تم الاستغناء عما يقوم به، على الرغم من عمله لأكثر من عقد في وزارة الزراعة؛ لأن التحول لوظيفة جديدة جعله فنيا موظفا قيد الاختبار، وعرضه للفصل.

وقال ترامب وماسك وأنصارهم، إن العاملين الحكوميين الراسخين، في الكثير من الحالات، يكون ضررهم أكثر من نفعهم، ويقولون إن العمل الجريء فقط هو ما سيساعد في إصلاح البيروقراطية وتحقيق تغيير دائم.

وقالت آنا كيلي مساعدة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض: "الرئيس ترامب وإدارته ينفذان تفويض الشعب الأمريكي للقضاء على الإنفاق المسرف وجعل الوكالات الاتحادية أكثر كفاءة، مما يتضمن التخلص من العاملين تحت الاختبار الذين لا يقومون بأعمال مهمة".

وأشار ترامب، إلى أن ما يرغب فيه هو إجراء مزيد من التخفيضات في الحكومة.

وكتب عبر منصته "تروث سوشيال": "إيلون يقوم بعمل عظيم، ولكني أريد أن أراه يصبح أكثر شراسة".

وقالت جوسلين ستيوارد المتخصص في التأمين على الصحة مع مراكز خدمات الرعاية الطبية والمساعدات الطبية، إنها تعتقد أن إدارة ترامب فقدت التركيز على الأولويات المناسبة.

وأضافت ستيوارد التي صوتت لصالح ترامب في 3 انتخابات متتالية، أنها كانت تعتقد أن عملية شطب الوظائف سوف تركز على التقاعد المبكر والعاملين الذين لا يؤدون مهامهم بصورة جيدة، ولكنها فقدت وظيفتها، وهي تقوم بمساعدة الجنود القدامى، على الرغم من أنها كانت في مرحلة التدريب واستوفت جميع شروط الوظيفة.

وتابعت ستيوارد، التي تعييش في جورجيا: "عمليات التسريح ليست سهلة على أي شخص. ولكن لا يوجد تعاطف على الإطلاق تجاه أي شيء أو أي شخص في هذه العملية".

وأوضحت: "الكثير من هؤلاء العاملين يؤدون عملهم بصورة جيدة. من فضلكم أظهروا بعض التعاطف".

وأكملت ستيوارد، أنها كانت تصوت باستمرار لصالح الديمقراطيين، ولكنها شعرت كامرأة من أصحاب البشرة السوداء، أن الحزب اعتبر تصويتها مسلما به.

وقد قامت بالتصويت لصالح ترامب، أملا في التغيير خلال أعوام 2016 و 2020 والعام الماضي، ولكنها تشعر الآن أن ماسك ساعد في تضليل الرئيس.

وقالت: "أرغب في أن أرى ترامب يعزله، ويستعيد السيطرة بالكامل".

وأضافت: "أعتقد أن ما يحدث سيدمر رئاسته".

وأوضحت ستيوارد، أن الجمهوريين لم يركزوا على بعض القضايا التي أكدوا عليها خلال الحملة، خاصة التضخم.

وقالت: "مازالت هناك مشكلة مع الوظائف وتوفير وظائف كافية ذات دخل أعلى وخفض أسعار السلع والخدمات التي يتعين أن يتعامل معها الأمريكيون بصورة يومية".

وأضافت: "لم يتم اتخاذ إجراءات تجاه هذه الأمور. وهذا ما يشعرني بالاستياء، وربما أكثر من فقداني لوظيفتي".

وقد قام النائب الديمقراطي رو خانا عن سانتا كلارا، بجمع مجموعة من العاملين الحكوميين من أجل عقد مؤتمر عبر تقنيه الفيديو مع الصحفيين.

وأعرب مجموعة من العاملين، الذين قالوا إنهم صوتوا لترامب، عن استيائهم تجاه الفصل العشوائي للعاملين قيد الاختبار.

وقال مايكل جراوجنارد المحامي الجمهوري الذي فقد وظيفته في وزارة الزراعة، خلال التجمع: "أتفق مع الفلسفة العامة لتحسين كفاءة الحكومة، ولكني اختلف بوضوح مع المنهج".

وأضاف أنه لا يشعر بالندم إزاء تصويته لصالح ترامب، ولن يتخلى عن تأييده للحزب الجمهوري، ولكنه يشعر أن فصل العاملين قيد الاختبار "لا يتوافق مع الأهداف الحقيقية للإدارة الأمريكية".

ووصف ناخب آخر أدلى بصوته لترامب، كيف خدم مع الجيش في العراق وأفغانستان، وعانى من اضطرابات ما بعد الصدمة، وشعر مؤخرا بالإنجاز خلال عمله بوزارة شؤون المحاربين القدامى، حيث يساعد الآخرين على العمل في ظل الصعوبات المالية.

وقال العامل، الذي عرف نفسه باسم مايك: "سوف أتعافي، ولكن هذه الوظيفة كانت تعني لي الكثير".

وأوضح أنه صوت "بفخر" لصالح ترامب.

وأضاف: "ولكن في هذه اللحظة، أعني بوضوح، لم أكن أتوقع أن تصل الأمور لهذا الحد. مازلت أشعر بالصدمة".

وقال البيت الأبيض، إنه يسعى لضمان عمل الحكومة الاتحادية بأعلى معيار ممكن لخدمة الشعب الأمريكي بصورة أفضل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved