إقرار إسرائيلي بإطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة

آخر تحديث: الجمعة 27 يونيو 2025 - 4:30 م بتوقيت القاهرة

القدس - الأناضول

- صحيفة هآرتس: قادة بالجيش أمروا بإطلاق النار على المجوعين لتفريقهم
- جندي إسرائيلي: استهداف منتظري المساعدات يطلق عليه اسم لعبة لأطفال إسرائيليين
- جندي آخر: نستخدم نيران حية رشاشات ثقيلة وقاذفات قنابل يدوية وقذائف هاون
- جندي ثالث: غزة لم تعد تهم أحدا فخسارة الأرواح لا تعني شيئًا ولم تعد حادثا مؤسفا

كشف جنود إسرائيليون أنهم يطلقون النار عمدا ووفقا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين العزل منتظري المساعدات الإنسانية قرب مواقع التوزيع، ما يؤدي لسقوط قتلى وجرحى.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

* انهيار للأخلاق

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن "قادة (في الجيش) أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود (الفلسطينيين) لإبعادهم أو تفريقهم (أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات)، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد".

ونقلت الصحيفة حديثا لأحد الجنود - لم تسمه - وصف فيه الوضع بأنه "انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة".

ورغم المجازر الإسرائيلية اليومية بحق المجوعين، زعمت الصحيفة إن المدعي العام العسكري "أصدر تعليماته بمراجعة الحوادث التي تنطوي على انتهاكات محتملة لقوانين الحرب، للتحقيق في جرائم الحرب المشتبه بها في هذه المواقع".

وقالت: "بدأت مراكز مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) عملها في القطاع نهاية مايو، وتحيط الغموض بظروف تأسيس المؤسسة وتمويلها، إذ من المعروف أن إسرائيل أنشأتها بالتنسيق مع إنجيليين أمريكيين وشركات أمن خاصة".

وتابعت: "تدير المؤسسة أربعة مواقع لتوزيع المواد الغذائية، ثلاثة جنوب غزة وواحد وسطها، وتُعرف في الجيش الإسرائيلي باسم مراكز التوزيع السريع، ويعمل في هذه المواقع عمال أمريكيون وفلسطينيون، ويحرسها جيش الدفاع الإسرائيلي من مسافة مئات الأمتار".

وبشأن استهداف المجوعين، قالت: "يصل آلاف وأحيانًا عشرات الآلاف من سكان غزة (الفلسطينيين) يوميًا لاستلام المواد الغذائية من هذه المواقع، وخلافًا للوعود الأولية للمؤسسة، فإن التوزيع فوضوي، حيث تتدافع الحشود على أكوام الصناديق".

ومنذ افتتاح مراكز التوزيع السريع، أحصت صحيفة "هآرتس" 19 حادثة إطلاق نار على منتظري المساعدات.

ومؤكدة استهداف منتظري المساعدات، نقلت الصحيفة عن جنود وضباط، قولهم، إن الجيش "يطلق النار على الأشخاص الذين يصلون قبل ساعات العمل لمنعهم من الاقتراب، أو بعد إغلاق المراكز لتفريقهم".

​​​​​​​* يعتبرونها لعبة أطفال

ونقلت عن أحد الجنود، لم تسمه قوله: "إنها ساحة قتل، وفي مكان تواجدي كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص (فلسطينيين) يوميًا، وكانوا يُعاملون كقوة معادية".

وأشار إلى استخدام "نيران حية بكل ما يمكن تخيله: رشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل يدوية، وقذائف هاون، وبمجرد فتح المركز يتوقف إطلاق النار، ويعلمون أن بإمكانهم الاقتراب، ووسيلتنا للتواصل هي إطلاق النار".

وأضاف الجندي: "نطلق النار في الصباح الباكر إذا حاول أحدٌ الوقوف في الصف على بُعد بضع مئات الأمتار، وأحيانًا نهاجمهم من مسافة قريبة، ولا يوجد خطر على القوات (الإسرائيلية)".

وتابع: "لم أسمع عن أي حالة ردّ بالنار، لا يوجد عدو ولا أسلحة".

وفي إشارة إلى استهتار تل أبيب بأرواح الفلسطينيين، صرّح الجندي بأن النشاط في منطقة خدمته يُشار إليه باسم "عملية السمك المملح"، وهو اسم النسخة الإسرائيلية من لعبة الأطفال "ضوء أحمر، ضوء أخضر".

في السياق، نقلت "هآرتس" عن ضباط إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن الجيش لا يسمح للجمهور بمشاهدة لقطات لما يحدث حول مواقع توزيع الغذاء.

كما نقلت عن جندي احتياط أكمل جولة أخرى من الخدمة شمال القطاع هذا الأسبوع، لم تسمه، قوله إن "غزة لم تعد تهم أحدا، فخسارة الأرواح البشرية لا تعني شيئًا، ولم تعد تعني حادثا مؤسفا".

ووصف ضابط يعمل في مركز توزيع نهج الجيش الإسرائيلي، إطلاق النار بأنه "معيب للغاية".

وأضاف: "ليس من المقبول أخلاقيًا ولا معنويًا أن يضطر الناس إلى الوصول إلى منطقة إنسانية تحت نيران الدبابات والقناصة وقذائف الهاون".

وباتت إسرائيل تستهدف يوميا منتظري المساعدات في غزة، وتوقع مئات الشهداء والجرحى، في استهداف مباشر للقمة عيش الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية.

وخلفت الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 189 ألف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved