صيف الجيوب الأنفية.. كيف تزيد الحرارة والرطوبة من معاناة المرضى؟
آخر تحديث: الأحد 27 يوليه 2025 - 5:36 م بتوقيت القاهرة
سلمي محمد مراد
تُعتبر التغييرات المفاجئة الشائعة في الطقس خلال هذا الوقت من العام مشكلة كبيرة بالنسبة لأولئك المُعرّضين لتجربة مشاكل الجيوب الأنفية، ويُمثل فصل الصيف تحديًا حقيقيًا نتيجة لمعاناتهم من سلسلة أعراض مزعجة تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة نسبة الرطوبة، وانتشار الأتربة وملوثات الهواء، حيث تتداخل العوامل البيئية مع طبيعة المرض، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض والتأثير على جودة حياتهم اليومية.
ما هي الجيوب الأنفية؟
وفقًا لموقع وزارة الصحة السعودي، فهي المناطق المجوفة داخل عظام الوجه خلف الخدين والفك والحاجبين، والمتصلة بفتحات الأنف، وتُبطّن هذه الجيوب بأغشية مخاطية تُشبه الموجودة داخل الأنف.
- لماذا تلتهب الجيوب الأنفية صيفًا؟
بحسب موقع Socalsinus، ترتبط التهابات الجيوب الأنفية عادةً بالمواسم الباردة مثل الشتاء والخريف، إلا أنها قد تحدث أيضًا في الصيف بسبب مجموعة من العوامل، تتمثل في: الحساسية، حيث يمكن أن تؤدي حساسية الصيف الناتجة عن حبوب اللقاح والعشب وجراثيم العفن وغيرها من مسببات الحساسية المحمولة جوًا إلى التهاب الأنف التحسسي والتهاب الممرات الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية.
كذلك تؤدي مستويات الرطوبة العالية خلال فصل الصيف إلى زيادة الرطوبة في الهواء وداخل تجاويف الجيوب الأنفية، وتُعزز هذه البيئة الرطبة نمو البكتيريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى في الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى التهابها.
أيضًا، قد يؤدي التعرض للملوثات البيئية مثل الغبار وحبوب اللقاح وملوثات الهواء والمهيجات الكيميائية، إلى تهيج الممرات الأنفية وأنسجة الجيوب الأنفية، مما يُسبب الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية، ويمكن أن تدخل الملوثات إلى الممرات الأنفية عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر، مما يُفاقم مشاكل الجيوب الأنفية.
هذا بالإضافة إلى جودة الهواء الداخلي؛ فقضاء وقت أطول في الداخل مع إغلاق النوافذ وتشغيل مكيف الهواء خلال فصل الصيف قد يزيد من تلوث الهواء الداخلي والتعرض لمسببات الحساسية، ويؤدي سوء جودة الهواء الداخلي بسبب الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن ومسببات الحساسية الداخلية الأخرى إلى تهيج الممرات الأنفية والتسبب في التهاب الجيوب الأنفية والتهاباتها.
- نصائح وقائية من أطباء الأنف والأذن
أوضح دكتور عبد الرحمن يونس، أستاذ جراحات الأنف والأذن بالقصر العيني جامعة القاهرة، أن مشكلة ارتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية للجيوب الأنفية، مما يزيد من حالات التهيج والحساسية، كما أن الانتقال من الجو الحار إلى درجة حرارة التكييف، أو التعرض للفرق بين ارتفاع درجات الحرارة صباحًا وانخفاضها ليلًا، يزيد من آثار الضغط على الجيوب الأنفية والإحساس بالصداع، كما أن الغبار وانتقال حبوب اللقاح يؤدي إلى هياج الجيوب الأنفية لدى مرضى الحساسية.
ونصح بضرورة شرب ثلاثة لترات من الماء يوميًا على الأقل، والاستنشاق بمياه دافئة بمجرد العودة من الخارج، واستخدام البخاخات الطبيعية التي تحتوي على مياه بملح وزيوت عطرية مرطبة للأنف، ويجب ألا تزيد درجة حرارة التكييف عن ٢٤ درجة مئوية؛ كي لا يكون فرق درجات الحرارة بين الجو الداخلي والخارجي عاليًا جدًا، وضرورة إيقاف التكييفات لفترة ما من أجل إعادة تجديد الهواء الطبيعي للبيت، وغسل فلاتر التكييف على الأقل مرة كل أسبوعين، ولمرضى الحساسية الشديدة عليهم ارتداء كمامات عند الخروج في الأماكن المزدحمة لتقليل التعرض للأتربة.
وأضاف الدكتور أحمد نشأت، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤثر على مرضى الجيوب الأنفية بطرق مختلفة مثل: زيادة الاحتقان، وزيادة الإفرازات مما يسبب صعوبة في التنفس وزيادة الألم، وزيادة الحساسية، وزيادة حدة الأعراض مثل الصداع والاحتقان.
وينصح باستخدام المكيفات الهوائية التي يمكنها أن تساعد في خفض درجة الحرارة وتحسين جودة الهواء، وشرب السوائل، واستخدام البخاخات الأنفية التي يمكن أن تساعد على ترطيب الجيوب الأنفية وتقليل الاحتقان، وضرورة تجنب المهيجات مثل الغبار والروائح القوية، واستشارة الطبيب إذا كانت الأعراض تزداد سوءًا أو إذا كانت هناك حاجة إلى علاج إضافي.