كيف يرى الإعلام الفرنسي المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك؟
آخر تحديث: الأحد 27 يوليه 2025 - 4:04 م بتوقيت القاهرة
هايدي صبري
- ليبراسيون: المؤتمر فقد أهميته وتحول إلى اجتماع وزاري ..إذاعة "إر.إف.إي": فرنسا ستحمل رسالة خلال المؤتمر بجعل الاعتراف بدولة فلسطين مساراً جماعياً
رأت وسائل الإعلام الفرنسية أن أهمية "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، قد تراجعت ليصبح مجرد اجتماع وزاري، كما اعتبرت أن الاعتراف الفوري من طرف باريس بدولة فلسطين خلال المؤتمر لم يعد مطروحاً.
وتستضيف الأمم المتحدة في نيويورك، على مدار يومي الاثنين والثلاثاء، أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية واسعة. ويهدف المؤتمر إلى وضع مقترحات عملية لدعم خطاب السلام لحل القضية الفلسطينية، وتفكيك سرديات التحريض والكراهية واستبدالها بسردية إنسانية عادلة تعترف بالحقوق انطلاقاً من مبدأ الكرامة المتبادلة.
وتحت عنوان :" في الأمم المتحدة، فرنسا تأمل في إطلاق "دينامية" للاعتراف بدولة فلسطين"، قالت إذاعة "إر.إف.إي " الفرنسية، إنه في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، تعقد يوم الإثنين في نيويورك، وتحت رعاية الأمم المتحدة، مؤتمر وزاري لمناقشة حل الدولتين.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، سيحمل رسالة واضحة مفادها: جعل الاعتراف بدولة فلسطين مساراً جماعياً.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أنه "بعد إعلان ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين، وهو اعتراف يفترض أن يعلن رسميًا في سبتمبر خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تدخل الدبلوماسية الفرنسية مرحلة جديدة".
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن هذا المؤتمر الوزاري الذي يعقد في 28 يوليو في نيويورك برعاية الأمم المتحدة لمناقشة حل الدولتين، سيمثل فرنسا فيه وزير الخارجية جان-نويل بارو.
الاعتراف الفوري لم يعد مطروحًا
وتحت عنوان:" الاعتراف بفلسطين: مؤتمر نيويورك يعقد بطموحات الحد الأدنى، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن المؤتمر الدولي حول مستقبل دولة فلسطين، والذي كان من المفترض أن يعقد في نهاية يونيو، سيعقد دون حضور ماكرون أو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو أي رئيس دولة آخر، موضحة أن أهمية المؤتمر قد تراجعت ليصبح مجرد اجتماع وزاري.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى انه لم يعد الاعتراف الفوري من طرف باريس بدولة فلسطين مطروحاً.
وقالت "ليبراسيون:" كان من المقرر عقد مؤتمر حول مستقبل الدولة الفلسطينية في نهاية يونيو الماضي، لكن المؤتمر تأجّل ليُعقد الأسبوع المقبل في مقر الأمم المتحدة بمبادرة فرنسية بارزة، معربة عن أسفها من أن غياب إيمانويل ماكرون، والحديث المتراجع عن الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، يعكسان انخفاض سقف الطموحات المرتبطة بهذا الحدث.
**لا اعتراف "أحادي الجانب"
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه رغم أن الرئيس ماكرون، خلال عودته من زيارة لمصر في 9 أبريل، ألمح إلى قرب اتخاذ هذه الخطوة، فإن الاعتراف الأحادي لم يعد على جدول الأعمال حالياً، في ظل مساعي لحشد دعم دولي وتوفير إطار سياسي وجماعي لهذه الخطوة.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن مؤتمر نيويورك تحول من حدثٍ مفصلي منتظر إلى خطوة تمهيدية ضمن مسار طويل ومعقد نحو الاعتراف الجماعي بفلسطين، في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط والتحديات على الأرض، من غزة إلى الضفة الغربية، ومن الرأي العام الدولي إلى حسابات السياسة الداخلية في أوروبا.
وعشية هذا الحدث، شرح وزير الخارجية الفرنسي مغزى هذا الإعلان الرئاسي في مقابلة مع صحيفة لا تريبيون ديمانش، حيث أكد أن هناك "حاجة ملحة لاتخاذ خطوة"، وهو ما يفسر إعلان ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين في منتصف الصيف، دون انتظار استيفاء الشروط التي كان قد حددها مسبقاً، بحسب ما أوضحت فاليري غاس، رئيسة القسم السياسي في إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية.
ومن وجهة نظر وزير الخارجية، فإن "إمكانية قيام دولة فلسطينية لم تكن يوماً بهذا القدر من التهديد، ولا بهذه الدرجة من الضرورة"، في ظل تدهور الأوضاع في غزة والضفة الغربية، وهو ما يستدعي إعطاء "أفق سياسي"، بحسب صحيفة "لو سوار" الفرنسية.
وقالت الصحيفة الفرنسية جان-نويل بارو يدرج هذه الخطوة ضمن مسار تاريخي من التزام فرنسا بالسلام في الشرق الأوسط، مؤكداً في الوقت نفسه أن إعلان الرئيس يجب اعتباره "بداية".
ووفقأً للصحيفة الفرنسية، فإن فرنسا تأمل، بحلول سبتمبر، في دفع دول أخرى من مجموعة السبع نحو الاعتراف بدولة فلسطين، وتشجيع بعض الدول العربية على تقديم "ضمانات" أمنية لإسرائيل.
ويؤكد بارو: "سنعمل دون كلل"، مضيفاً أنه سيحاول في نيويورك الحفاظ على هذه "الدينامية"، من خلال دعوة دول أخرى إلى اتخاذ نفس الخطوة، وبالتالي إضفاء المصداقية على مبادرة ماكرون.
وأشارت "لوسوار" إلى أنه لم يفصح الوزير عن أسماء الدول التي ستنضم إلى مجموعة الدول الأوروبية التي سبق وأن اعترفت بدولة فلسطين أو على وشك القيام بذلك، والتي تضم حالياً: إسبانيا، أيرلندا، بولندا، السويد، وغيرها. وستكون فرنسا أول دولة من مجموعة السبع G7 تقدم على هذه الخطوة خلال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة.
من جهتها، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إلى أنه في المقابل، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الجمعة أن اعتراف لندن بدولة فلسطين "يجب أن يتم في إطار خطة شاملة"، فيما أكدت ألمانيا أنها لا تفكر في ذلك "على المدى القريب".
**مؤتمر حل الدولتين تم تأجيله بسبب الحرب
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه كان من المفترض أن يعقد مؤتمر حول حل الدولتين في يونيو الماضي على أعلى مستوى، لكنه تم تأجيله بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل.
ويرى الوزير بارو أن "إمكانية قيام دولة فلسطينية لم تكن يومًا مهددة أو ضرورية كما هي الآن"، في ظل "تدمير قطاع غزة، وتسارع الاستيطان الإسرائيلي غير المنضبط في الضفة الغربية، والذي يُقوّض حتى فكرة الاستمرارية الإقليمية، إلى جانب استسلام المجتمع الدولي".
وأضاف: "من الوهم أن نعتقد أنه من الممكن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، أو تحرير الرهائن لدى حماس، أو التوصل إلى استسلامها، دون رسم أفق سياسي مسبقاً".
وفي نيويورك، "سنقدّم مع السعودية، التي تعد فاعلاً رئيسيًا في المنطقة، رؤية مشتركة لما بعد الحرب، تهدف إلى ضمان إعادة إعمار غزة، وأمنها، وحوكمتها، تمهيدًا لحل الدولتين"، بحسب بارو.
**المبادرة الفرنسية تتماشى مع اتفاقات أبراهام
ويشير الوزير الفرنسي إلى أن "مبادرتنا تتوافق تماماً مع منطق اتفاقيات أبراهام"، التي شهدت في عام 2020 إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل وكل من البحرين، الإمارات، المغرب، والسودان. ويؤكد أن هذه المبادرة "ستُسهم في الوقت المناسب في إبرام اتفاقات جديدة تدعمها الإدارة الأمريكية".
وما لا يقل عن 142 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة (بما فيها فرنسا) تعترف حاليًا بدولة فلسطين، التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى سنة 1988.
**فرنسا ستكون الدولة رقم 143 التي تعترف بدولة فلسطين
تستعد فرنسا لتكون الدولة رقم 143 التي تعترف بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل، كما أعلن ماكرون، وهي خطوة أثارت ردود فعل حادة داخل الساحة السياسية الفرنسية، وعلى المستوى الدولي.