عبد الوهاب الحمادي: رواية سنة القطط السمان ركزت على قضايا معاصرة وإن تطرقت للماضي
آخر تحديث: الجمعة 27 ديسمبر 2024 - 7:42 م بتوقيت القاهرة
أسماء سعد ومحمود عماد
- تناولت لحظات مفصيلة واستعنت بالأرشيف البريطانى فى الكويت
محمود عبد الشكور: بناء الرواية متماسك مع حبكة ممتعة وسرد شيق
سيد محمود: الحمادى منشغل بالتاريخ ولفت الأنظار لتيار جديد بالرواية الكويتية
نظمت دار الشروق الثلاثاء الماضى حفل إطلاق وتوقيع رواية «سنة القطط السمان» للروائى الكويتى عبد الوهاب الحمادى، بالتعاون مع جروب مكتبة وهبان وصالون اقرأ لى، بمبنى قنصلية بوسط البلد، وحاوره الكاتب والناقد محمود عبد الشكور.
وحضر الندوة كل من الكاتب والروائى أشرف العشماوى، الكاتب والروائى أحمد القرملاوى، والكاتب الدكتور عاطف معتمد، الكاتب والروائى عمرو العادلى، الكاتب والروائى الجزائرى أحمد طيباوى، وأحمد بدير مدير عام دار الشروق، الناشرة الدكتورة فاطمة البودى، الناشر شريف بكر، الكاتب والناقد سيد محمود، الكاتب الصحفى محمد عبد الرحمن، الكاتب محمد البرمى، الصحفى إسلام وهبان، الكاتب محمد سرساوى، نانسى حبيب مسئول النشر بدار الشروق، عمرو عز الدين مسئول التسويق بدار الشروق، مصطفى الطيب، والكاتب يوسف الشريف.
وأعرب الكاتب والروائى الكويتى عبد الوهاب الحمادى عن سعادته الكبيرة بتلك الحفاوة المعتاد عليها فى مصر، وأكد أن العلاقة بين مصر والكويت قديمة منذ ثلاثينيات القرن الماضى تقريبا، ووجه الشكر لكل الحضور.
وتابع الحمادى أنه كان يعمل على رواية كبيرة تتناول لحظة مفصلية فى تاريخ الكويت، وهى سنة 1990 قبل الاحتلال مباشرة، ولكنها تضخمت كثيرا، فكتب رواية «ولا غالب»، ثم عمل على كتاب «أصوات تشيد الذاكرة»، عن الاحتلال العراقى للكويت.
ويتابع الحمادى أنه وفى أثناء ذلك قرأ كتاب «ومن هنا بدأت الكويت»، لعبد الله الحاتم، والتى تواجدت فيه الفكرة الرئيسية لرواية «سنة القطط السمان»، وهو الرجل الهندى ومطعمه، ثم استعان بالأرشيف البريطانى للمعتمد البريطانى فى الكويت، وأضاف إن لم تكن الرواية تحمل اسم «حكاية القصص السمان» فى البداية.
وأكمل أنه شعر أثناء كتابته فى الرواية أنه يتعلم فى تقنيات كتابة الرواية، وأكد أنه يرى أن نجيب محفوظ هو أستاذ الرواية، وأنه تلميذ فى مدرسته، وأنه وبسبب كثرة قراءته عنه أعجب للغاية بطريقته فى كتابة الرواية، وأكثر روايتين أعجب بهما كانتا روايات «ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وأكد على تأثره به فى كتابة الرواية، وكأنه كان دارسا عبر القراءات المختلفة حتى تتكون الرواية.
وأضاف أنه وبعد قراءته كثيرا فى التاريخ الكويتى وجد أنه يوجد مشكلة كبيرة بين الشعب الكويتى، وهى التنوع فهنالك من هو مع التعليم، ومن هو ضده، وهنالك فئة تريد الانفتاح على العالم، وفئة أخرى نريد الانغلاق، وهذه النقطة أخذ منها بعض الخيوط فى الرواية.
وعن الكتابة عن المجتمعات الخليجية قال إن المجتمعات الخليجية لم تأخذ حقها فى الكتابة، وذلك حتى الآن، والكويت تحديدا، فالكويت لم تكتب حتى الآن رغم محاولات الشباب، ومحاولات جيله من الكتاب، وغيرها من المحاولات، وأكد على أنه يرى أن مجتمعات الخليج منجم للكتابة.
وعن علاقة الرواية بالحاضر قال إن الرواية عن زمن ماض، ولكنه وهو يكتب كان يرى الزمن الحديث، وجيل الشباب الحالى، والذى من الممكن أن يتطلع للثروة أو للعلم والتنوير والثقافة، والصراع فى صعوبة الجمع بين الاثنين.
وعن التخطيط فى كتابة الرواية قال الحمادى إنه من المدرسة التى تجمع بين الخيال والتخطيط فى كتابة الرواية، فعندما يبدأ فى الكتابة يرى النهاية كأنها سراب، ولكن الوصف والتفاصيل تكون بتخطيط، فكل شخصية لها صفحات بها تاريخها وصفاتها، حتى لو لم يستخدم كل التفاصيل، ولكن ليكون عالما بها، وأيضا لكل شخصية خط زمنى تسير عليه. الضمير المخاطب عالميا لا يحبه المحررون الأدبيون.
وقال الكاتب والناقد محمود عبد الشكور إن الكاتب والروائى الكويتى عبد الوهاب الحمادى كاتب مميز للغاية، وهو من جيل أحدث فى كتابة الرواية فى الكويت، والكويت ليست غريبة عن كتابة الرواية، بل هنالك بها كتاب رواية كبار، ولكن جيل عبد الوهاب الحمادى أعطى بعدا جديدا لكتابة الرواية الكويتية، والكويت لها طبيعة خاصة، وتربط الكويت ومصر علاقة قوية وقديمة.
وأضاف عبد الشكور أن رواية «سنة القطط السمان» رواية تاريخية تأخذ حدثا لتصنع بناء متماسكا، لتناقش الحاضر، وأكمل أنه يرى أن الرواية التاريخية يجب أن تستدعى التاريخ من أجل مناقشة الماضى، وليس من أجل التاريخ نفسه، وأكد أنه يجب على الكاتب أن ينتقى حدثا تاريخيا ليناقش الحاضر من خلاله.
وتابع أن عبد الوهاب الحمادى يعود لثلاثينيات القرن الماضى فى الكويت، ليفكك المجتمع الكويتى بكل شىء فيه، ومن ذلك مناقشة علاقة الكويتى بالآخر الأجنبى، وهنالك أيضا علاقة المحلى بالأجنبى، وفيما يتعلق بتيارات التشدد وتيارات الانفتاح، وتلك نماذج اختارها عبد الوهاب الحمادى بعناية شديدة، فى حبكة ممتعة وسرد شيق للغاية، ووضع الخيال أيضا، وهو تطور فى كتابة وسرد عبد الوهاب الحمادى، وأكد أن شخصية مساعد فى الرواية هى وتد الرواية، لأن سؤال الرواية يعتمد على أين سيتجه مساعد لأنه يوجد اتجاهات كثيرة من الممكن أن يتجه لها.
واستطرد: شخصيات رواية «سنة القطط السمان» تشعر وأنها من لحم ودم، وكأنها تريد الخروج من الصفحات، وعبد الوهاب الحمادى من الكتاب المتمكنين. الروائى لا يكتب التاريخ، ولكنه يقول رأيه فى التاريخ، والكاتب ليس مؤرخا، بل هو مستبصر يقيم علاقات بين السطور التى لا يراها أحد.
فيما قال أحمد بدير، مدير عام دار الشروق، إنه يشعر أن الكاتب والروائى الكويتى عبد الوهاب الحمادى مصرى للغاية، وأكد على حبه الشديد لمصر، وتابع بدير أن جميع أعمال الحمادى ستكون متاحة عن دار الشروق قريبا، وربما تتاح فى معرض القاهرة للكتاب القادم، ولكن ذلك غير أكيد حتى الآن، كما وجه بدير الشكر لإسلام وهبان مدير جروب مكتبة وهبان، ولكل أعضاء الجروب الذين حضروا حفل الإطلاق والتوقيع.
وقال الكاتب والناقد سيد محمود، إن ضمن أهم ما يميز الحمادى هو تمسكه بـ«سؤاله الفنى»، وهو ما قد يتخلى عنه آخرون، وجزء من ذلك هو أنه كان واعيا نقديا بمخاطر التعامل مع الضمير خلال السرد، أما بخصوص مسألة التاريخ فنحن بصدد رواية تاريخية بمعنى ما، لعمل يدور حول زمنين مختلفين، وهو ما يفسر انشغال المؤلف بالتاريخ، وهو ما يجعله يبحث عن هذا النوع من الوقائع، ومن يتابع أعماله وآراءه، يجد هذا الانشغال بالتاريخ دائما، والقراء فى احتياج دائم للتصدى إلى مفهوم المحلية، والاطلاع على وقائع جديدة وإعادة تمثلها فنيا.
أضاف محمود: ربما سنكون أمام تيار جديد فى الرواية الكويتية، يعكس واقعا جديدا وتطورات مغايرة، تختلف عن تصورنا الذهنى القديم عن الكويت الذى نعرفه، والشباب الحالى من الكتاب والمؤلفين هم من يحملون على عاتقهم تعريفنا بمستجدات الوضع حاليا من خلال نصوصهم وإبداعاتهم.
وقال الصحفى إسلام وهبان، إن المؤلف فى رأيه لم يكتب رواية تاريخية بالمعنى الحرفى، وإنما هى محاولة مناقشة رؤى وأفكار وتساؤلات هدفها الأساسى الهروب من الواقع أكثر من تسليط الضوء على التاريخ، ليرد الروائى عبدالوهاب الحمادى، إنه كان منشغلا بالذاكرة وقضاياها وأثرها، حتى فيما يتعلق بمصر، أكثر من أى شئ آخر يخص الهروب من الواقع.