جهود أمريكية متسارعة لإبرام اتفاق في غزة.. والمفاوضات تركز على 3 عقبات رئيسية
آخر تحديث: السبت 28 يونيو 2025 - 12:51 م بتوقيت القاهرة
كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، أن الإدارة الأمريكية تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، على أساس خطة مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مشيرة إلى المفاوضات تركز على 3 عقبات، حالت حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق.
واعتبرت المصادر، في تصريحاتها لقناة «الشرق» الإخبارية، أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية «خلقت فرصة للتوصل لمثل هذا الاتفاق» في غزة.
وقالت المصادر، إن المفاوضات التي تدور حالياً من خلال الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، تتركز حول العقبات الثلاث الرئيسة التي حالت دون موافقة حماس على خطة ويتكوف، التي وافقت عليها إسرائيل، وهي: وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات، وعودة المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع من خلال المنظمات الدولية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتواجد فيها قبل استئناف الحرب في الثاني من مارس الماضي.
وأوضحت المصادر، أن الجانب الأمريكي قدم «تعديلات طفيفة» على خطة ويتكوف، وأن المفاوضات الجارية تتركز حول مضمون هذه التعديلات والصياغات التي يمكن قبولها من قبل الطرفين.
وتبدي واشنطن تفاؤلاً بقرب التوصل إلى اتفاق جزئي في غزة، على أساس خطة ويتكوف، إذ أعلن الرئيس دونالد ترامب، الجمعة، أنه يتوقع التوصل إلى هذا الاتفاق، الأسبوع المقبل.
وتتركز نقطة الخلاف الأولى في مفاوضات غزة، على النص المتعلق بوقف الحرب أثناء المفاوضات.
فقد نصت «خطة ويتكوف» على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، نصفهم في اليوم الأول والنصف الثاني في اليوم السابع من فترة وقف إطلاق النار التي تبلغ 60 يوماً، وذلك قي مقابل 125 أسيراً فلسطينياً يقضون حكماً بالسجن المؤبد، وألف و111 أسيراً من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، دون أن يكون لهم علاقة بالهجوم على بلدات جنوب إسرائيل.
كما نصت على استئناف المفاوضات «غير المباشرة» بين حماس وإسرائيل، بشأن باقي المحتجزين الإسرائيليين، في اليوم الثالث لسريان وقف إطلاق النار.
وطالبت «حماس» بإضافة جملة تنص على «عدم عودة إسرائيل للحرب»، طالما أن المفاوضات مستمرة.
كما طالبت الحركة الفلسطينية أيضاً، بتوزيع إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مدار فترة الستين يوماً، وليس في الأسبوع الأول فقط.
وكشفت المصادر في تصريحاتها لـ«الشرق»، أن التعديلات الجديدة التي اقترحها الجانب الأمريكي، نصت على «استمرار وقف إطلاق النار طالما أن المفاوضات استمرت بنوايا حسنة».
واعترضت حماس على مصطلح «النوايا الحسنة»، مشيرة إلى أن هذه الفكرة تتيح لإسرائيل العودة إلى الحرب في أي وقت تحت عنوان «عدم توفر نوايا حسنة».
ونصت التعديلات الجديدة، على إطلاق سراح 8 محتجزين إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، واثنين في اليوم الثلاثين.
أما العقبة الثانية التي يجري التفاوض حولها في مفاوضات غزة، وفق المصادر، فتتمثل في آلية وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وتصر إسرائيل على إشراف شركة أمريكية على توزيع المساعدات الإنسانية (مؤسسة غزة الإنسانية Gaza Humanitarian Foundation) من خلال مراكز توزيع محددة.
وترفض حماس هذه الصيغة، إذ تصر الحركة على قيام المؤسسات الدولية والأممية العاملة في غزة، بتلقي وتوزيع هذه المساعدات.
وبحسب المصادر، فإن المفاوضات تتركز حول آليات تكفل عدم وصول أي جزء من هذه المساعدات لحركة «حماس».
وتتمحور نقطة الخلاف الثالثة في مفاوضات غزة، حول تموضع الجيش الإسرائيلي أثناء تطبيق الاتفاق في فترة الستين يوماً الأولى من وقف إطلاق النار.
ففيما تصر تل أبيب على بقاء قواتها في المواقع الحالية، تصر حماس على انسحابها إلى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل الثاني من مارس الماضي، حينما استأنف الجيش الإسرائيلي الحرب.
وأشارت المصادر، إلى أن المفاوضات الجارية تحاول إيجاد صيغة مقبولة للطرفين.
واعتبرت المصادر المطلعة على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أن توقف الحرب الإسرائيلية على إيران، يفتح فرصة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية على غزة، في حال استجابة حركة حماس للشروط الأمريكية والإسرائيلية.
وترى هذه المصادر، في تصريحاتها لـ«الشرق»، أن الإدارة الأمريكية تتحرك في المرحلة الراهنة لإعادة ترتيب القضايا الإقليمية في المنطقة، على نحو يضمن عودة إيران إلى الاهتمام بشئونها الداخلية، والتوقف عن التطلع للحصول على سلاح نووي، والتوقف عن دعم فواعل غير حكومية في المنطقة خاصة في غزة ولبنان واليمن والعراق.