قصف إسرائيلي يبتر قدم رضيع بغزة ويشوه جسده.. ووالدته تناشد العالم لإنقاذه

آخر تحديث: السبت 28 يونيو 2025 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

غزة - الأناضول

والدة الرضيع "هاني":
- أصيب هاني ببتر بقدمه وكل من كان داخل البيت أصيب عندما قصف منزلنا بقذيفة إسرائيلية

- نناشد العالم ومنظمة الصحة العالمية إخراج طفلي من غزة لتلقي العلاج خشية أن أفقده

لم يعد صوت ضحكات الرضيع "هاني زيارة"، الذي لم يتجاوز عمره 4 أشهر، يملأ أرجاء المكان كما كان قبل قصف إسرائيلي دمر منزل عائلته في مدينة غزة، وتسبب ببتر قدمه فضلا عن إصابته بجروح بالغة في أنحاء جسده.

فأجواء المرح التي كان الرضيع زيارة يضفيها بضحكاته، تحولت إلى لحظات من الأسى والألم جراء ما حل به من فظائع الجرائم إسرائيلية التي أفقدته قدمه قبل أن يخطو خطوته الأولى وسرقت طفولته ومستقبله.

وفي قسم العناية المركزة في مستشفى غزة المعمداني، ينام هاني على سرير صغير لا يتسع لحجم مأساته بجسد مغطى بالشاش الأبيض الذي يخفي آثار إصابته بشظايا الصاروخ الإسرائيلي.

وبجواره، تجلس والدته، تغالب دموعها وهي تروي لـ"الأناضول" مشاهد الألم والرعب التي غيرت حياة صغيرها وحياتهم للأبد.

وطالبت والدة هاني، بنقله إلى خارج القطاع لتلقي العلاج، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وشح توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الأربعاء الماضي، أن الأوضاع الصحية والإنسانية وصلت "مرحلة كارثية" بسبب استمرار الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، وتفاقم الحصار المفروض على النظام الصحي.

-لحظة الانفجار

بملامح من الألم، تستعيد الأم ذكريات اللحظة الأولى من وقوع القصف قائلة: "كان الانفجار قويا، سقط الركام علينا، واختلط الظلام بالغبار، ولم نعد نعرف ما حدث".

في تلك اللحظة، هرعت الأم للبحث عن صغيرها هاني بين الأنقاض، لكنها لم تصدق ما رأت حينما وقعت عيناها عليه إذ وجدته بقدم مبتورة وجراح تغطي وجهه، دون معرفتها آنذاك إصابته بجراح أخرى في أنحاء جسده.

وتابعت: "أصيب هاني ببتر في قدمه، وكل من كان داخل البيت أصيب أيضا جراء قصفنا بقذيفة إسرائيلية".

-إصابات بالغة

بينما تكمل الأم تفاصيل المأساة التي تعرض لها رضيعها جراء الإبادة الجماعية المتواصلة، يعيش "هاني" نوبات من الألم إذ يغفو تارة ويصحو أخرى، نتيجة إصابته بجراح لا يقوى جسده الصغير على تحملها.

ورغم آلامه، إلا أن "هاني" يحرك يداه في الهواء بضعفٍ، وكأنه يبحث عن لحظة أمان سرقت منه حينما انهار المنزل فوق جسده.

وعن إصابته الأخرى، تقول والدته إنه يعاني أيضا من "تهتك في المثانة وفتحة الشرج، وجروح في الأمعاء، بالإضافة إلى شظايا منتشرة في أنحاء مختلفة من جسده".

وقالت: "خضع هاني لعدة عمليات، وهو الآن في العناية المركزة، لكن لا يزال بحاجة لعمليات أخرى، ووضعه الصحي لا يحتمل التأخير".

-السفر للعلاج

وفي ظل الانهيار التام للمنظومة الصحية في غزة، توجه الأم مناشدة إلى العالم ومنظمة الصحة العالمية لإخراج طفلها من القطاع لاستكمال العلاج في الخارج.

وقالت الأم، إن العلاج في الخارج الطريقة الوحيدة لاستعادة ضحكة طفلها رغم حالة البتر والإصابات البالغة التي لحقت به.

وفي 24 فبراير الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية أن نحو 12 ألفا إلى 14 ألف شخص في غزة بينهم أكثر من 4500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل من القطاع، وذلك في بيان نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة في 25 من الشهر ذاته.

ومنذ بدء الإبادة بالقطاع في 7 أكتوبر 2023، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، فيما يغلق معبر رفح بشكل كامل منذ مايو 2024 ويمنع مغادرة القطاع إلا لحالات استثنائية جدا من المرضى بتنسيق "الصحة العالمية" وعبر معبر "كرم أبو سالم".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved