جنازة زياد الرحباني.. فيروز أمام لحظة الفراق الأخيرة
آخر تحديث: الإثنين 28 يوليه 2025 - 11:30 ص بتوقيت القاهرة
فارق الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني الحياة، صباح السبت الماضي، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وتحديدًا مع تليّف حاد في الكبد، في مستشفى الخوري بالعاصمة اللبنانية بيروت، وفق بيان رسمي صادر عن المستشفى.
وكانت أعلنت عائلة الراحل تفاصيل جنازته، حيث من المقرر أن تُشيَّع الجنازة اليوم، إذ ينطلق جثمانه من مستشفى الخوري في منطقة الحمراء ببيروت إلى بلدة بكفيا في قضاء المتن. وتقام صلاة الجنازة في كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة – بكفيا، في تمام الرابعة عصرًا.


ومن المتوقع، بحسب مصادر محلية، أن تُلقي السيدة فيروز، أيقونة الغناء اللبناني ووالدة الراحل، نظرة الوداع الأخيرة على ابنها زياد، في لحظة ينتظرها اللبنانيون والعرب بكثير من التأثر.
كما أعلنت العائلة أن مراسم العزاء ستُقام في الكنيسة نفسها اليوم، من الساعة 11 صباحًا وحتى السادسة مساءً، وتُستأنف يوم الثلاثاء في التوقيت ذاته.
مدرسة فنية مستقلة.. ووريث شرعي للإبداع الرحباني
ويُعد زياد الرحباني واحدًا من أبرز المجددين في الموسيقى والمسرح اللبناني، وقد شكّل مدرسة فنية قائمة بذاتها، استثمرت الإرث الرحباني وأضافت إليه الكثير من الجرأة النقدية والسخرية السياسية والاجتماعية، المغلفة بالفكاهة والعمق الإنساني.
ولد زياد في الأول من يناير عام 1956، وهو نجل الفنان الكبير عاصي الرحباني، والسيدة فيروز، أحد أعمدة الموسيقى العربية الحديثة. بدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية"، ليواصل بعدها تقديم عدد من الأعمال المسرحية التي لاقت رواجًا كبيرًا داخل لبنان وخارجه.
كما لحّن ووزّع عددًا كبيرًا من الأغاني لوالدته فيروز، شكّلت نقلة نوعية في تجربتها الفنية، إلى جانب تعاونه مع عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب، تاركًا أثرًا كبيرًا في وجدان الجمهور العربي.
وداع رسمي وفني واسع
وسارع عدد من الشخصيات الرسمية والفنية في لبنان والوطن العربي إلى نعي الرحباني، حيث عبّر رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، ورئيسا الحكومة ومجلس النواب نواف سلام ونبيه بري، عن بالغ حزنهم لفقدان "فنان استثنائي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن اللبناني".
كما نعاه عدد كبير من الفنانين من مختلف الدول العربية، مؤكدين أن غيابه يمثل خسارة فادحة للساحة الثقافية العربية، التي لطالما أغناها بفكره المختلف، وصوته الفني المقاوم للسائد والمكرّر.