هاكان فيدان: تركيا قادت ونسّقت ودعمت جميع الاجتماعات بشأن فلسطين
آخر تحديث: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 11:33 ص بتوقيت القاهرة
نيويورك - الأناضول
-وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تصريحات صحفية بنيويورك:
- الرئيس أردوغان خصص الجزء الأكبر من كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لقضية فلسطين والإبادة الجماعية في غزة
- إعلان بعض الدول الغربية اعترافها بفلسطين خلال هذه الفترة كان تطورًا مهمًا ونتيجة مباشرة لجهود مجموعة الاتصال الإسلامية العربية
- الأهم في المرحلة الراهنة هو وقف الحرب في غزة وإيقاف قتل المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع
- تركيا والولايات المتحدة الأمريكية متفقتان على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها السياسية
- تركيا مستعدة لاتخاذ ما يلزم لحماية أمنها القومي وهدفنا ألا يشعر أي مجتمع بمن فيهم الأكراد السوريون بأنهم مهددون بل أن يعيشوا بحرية ومساواة
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تركيا قادت جميع الاجتماعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أو عملت على تنسيقها أو قدمت الدعم لها، والتي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يأتي ذلك في تصريحات للصحفيين في البيت التركي، بمدينة نيويورك التي يتواجد فيها للمشاركة في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار فيدان، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقد خلال زيارته لنيويورك العديد من اللقاءات الثنائية، كما شارك في مؤتمر حل الدولتين وفي قمة المناخ.
ولفت إلى أن الرئيس أردوغان، التقى بأفراد من الجالية التركية بأمريكا، كما عقد اجتماعات مع رجال أعمال أتراك وأمريكيين.
وذكر فيدان، أن عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، شاركت في العديد من الفعاليات التي تناولت قضايا الأسرة، وتمكين المرأة، والبيئة والثقافة.
وأكد أنه عقد شخصيا العديد من الاجتماعات الثنائية، مشيراً إلى ترأسه الاجتماع السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح أن تركيا شاركت في العديد من الفعاليات التي تناولت قضايا مهمة مثل سوريا وأوكرانيا وليبيا والصومال، إلى جانب مبادرات الوساطة الدولية واجتماعات مجموعة العشرين ومجموعة ميكتا "المكسيك -إندونيسيا -كوريا الجنوبية -تركيا -أستراليا".
ـ قضية فلسطين وغزة من أهم المواضيع التي تمّت مناقشتها
وقال فيدان، إن قضية فلسطين والوضع في غزة كانت من أهم المواضيع التي تم تناولها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى وجود برنامج أو برنامجين على الأقل بشأن فلسطين كل يوم.
ولفت وزير الخارجية التركي، إلى أن الرئيس أردوغان، خصص الجزء الأكبر من كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لقضية فلسطين والإبادة الجماعية في غزة.
وأضاف أن الرئيس أردوغان، ألقى أيضاً كلمة في المؤتمر الخاص بحل الدولتين الذي نظمته فرنسا والسعودية.
وكشف فيدان، أن الرئيس أردوغان كان وراء فكرة عقد الاجتماع حول غزة، الذي شارك فيه قادة 8 دول من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحول هذا الاجتماع، أشار فيدان، إلى أنّهم كدول تمثل 800 مليون مسلم أوضحوا لترامب رؤيتهم بشان الوضع في غزة بكل وضوح.
وقال فيدان: "أكدنا ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فوراً، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية. كما أكدنا رفضنا التام لأي خطوة من جانب إسرائيل لضم الضفة الغربية، ورفضنا القاطع لأي محاولة لإجبار الغزيين على النزوح من أرضهم".
وأعرب عن أمله في تحقيق تقدم إيجابي في القضايا التي تمت بحثها قائلاً: "ثمة مؤشرات أولية تدل على ذلك، ونتمنى أن تكلل هذه المساعي بالنجاح".
-الاعتراف بفلسطين
وأكد فيدان أن إعلان بعض الدول الغربية اعترافها بفلسطين خلال هذه الفترة كان تطورًا مهمًا، موضحا أن هذا كان نتيجة مباشرة للعمل الذي قامت به مجموعة الاتصال المشتركة المشكلة من قبل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.
وشدد الوزير فيدان على أن تركيا ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية.
وأشار إلى أن الأهم في المرحلة الراهنة هو وقف الحرب في غزة وإيقاف قتل المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتابع قائلا: "هناك مسودة لوقف إطلاق النار يجري العمل عليها في كواليس دبلوماسية بمشاركة دول معنية وجهود منسّقة. وبعض هذه الجهود تجرى بهدوء وبعيدا عن الأضواء".
وأفاد بأن تركيا لن تتراجع أو تيأس، وستستخدم كل طاقتها من أجل تحقيق ذلك.
وأشار إلى أن عدد الدول التي اعترفت بفلسطين ارتفع إلى مستوى قياسي، مؤكدًا أن تلك الدول لم تكن فقط من دول العالم الثالث، بل شملت دولًا أوروبية وإنجلوسكسونية وكندا وأستراليا.
وأضاف أن هذا الأمر يعكس تأثير العمل الدبلوماسي وضغوط الرأي العام الدولي بعد ما شهدته فلسطين من كوارث.
كما شدد على أن الهدف الآن هو ألا تبقى فلسطين مجرد كيان معترف به، بل أن تصبح دولة يمكن أن تدير شئونها بنفسها.
وتابع: "لكن هذا مشروط بوقف الحرب أولًا ثم بإصلاح إداري ومالي لفلسطين وإدارة ذاتية لغزة في المستقبل، والخطوة الانتقالية ستكون بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار".
- لقاء أردوغان وترامب
وتطرق فيدان في حديثه إلى زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة ومباحثاته مع الرئيس ترامب، واصفًا اللقاء بأنه ودي وبنّاء.
وأضاف أن الزعيمين ناقشا مواضيع تتعلق بالعلاقات الثنائية ومكانة تركيا داخل النظام الدولي.
وأشار إلى أن هناك قواسم مشتركة وإرادة لحل المشكلات التي تقف حاجزًا أمام تطوير علاقات أقوى، لا سيّما في مجالات التجارة والاقتصاد والمجال العسكري والتكنولوجيا.
وعن قانون كاتسا "مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات"، قال فيدان إنه يشكّل عقبة للنمو بين حليفين في حلف الأطلسي، قائلا إن وجود مثل هذا التقييد القانوني بين دولتين متحالفتين يمثل مشكلة هيكلية.
وأكد أن تركيا تطالب بإزالة هذا الحظر، موضحا أن هناك إرادة من الجانبين للعمل على ذلك.
وأشار إلى أن التعاون في المجال الدفاعي ينبغي أن يكون دون عوائق، مؤكدا أن نقل التكنولوجيا والتعاون الصناعي يجب أن يكون متبادلاً.
كما لفت إلى اتفاقات تم توقيعها أو يتم العمل عليها في قطاعات مثل الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي، والطاقة النووية.
كما ذكر أن الخطط تشمل شراء طائرات ذات جسم عريض وضيق من قِبل شركة الخطوط الجوية التركية، مؤكدا أن هناك اتفاقات طويلة المدى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
- وحدة الأراضي السورية
وبخصوص سوريا، قال فيدان إن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية متفقتان على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها السياسية.
ولفت إلى أهمية استقرار سوريا من الناحية الأمنية والإقليمية، خاصة مع وجود ملايين اللاجئين السوريين خارج بلادهم.
كما أشار إلى أن هناك تهديدات مرتبطة بعناصر تنظيم "قسد"، موضحا أن تركيا تتابع هذا الجانب أيضًا في محاور ثنائية وثلاثية مع الجهات المعنية.
وأكد أن تركيا مستعدة لاتخاذ ما يلزم لحماية أمنها القومي، موضحا أن هدفها ألا يشعر أي مجتمع بمن فيهم الأكراد السوريون بأنهم مهددون، بل أن يعيشوا بحرية ومساواة.
وأضاف أن تركيا تسعى لتحقيق ذلك بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، مؤكداً أن جميع مواقف أنقرة في هذا الملف كانت واضحة وصريحة، وليست من أجل مكاسب سياسية.
وأكد أن تركيا ستواصل مساهمتها في القضايا العالمية مع الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي، تحت قيادة الرئيس أردوغان، مع تفضيل الدبلوماسية والحوار، واستخدام القوة فقط في الحالات التي تستدعيها المصلحة الوطنية.