سمات شخصية قد تُطيل أو تُقصر عمرك.. دراسة تثير الجدل

آخر تحديث: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 1:46 م بتوقيت القاهرة

سلمى محمد مراد

نشرت مجلة الأبحاث النفسية الجسدية، دراسة واسعة النطاق سلطت الضوء على دور الشخصية في التأثير على متوسط العمر.

وتعد هذه الدراسة، التي شارك فيها أكثر من 22 ألف شخص من بين 4 دراسات رئيسية امتدت فترات متابعتها بين 6 و28 عامًا، من أوائل الأبحاث التي تركز على الأوصاف الفردية الدقيقة للشخصية بدلاً من الاقتصار على السمات العامة التقليدية.

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم نشطون كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 21% مقارنة بغيرهم، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العمر والجنس والحالة الصحية.

ولم تتوقف النتائج عند هذه الصفة فحسب، بل شملت سمات أخرى ارتبطت بطول العمر مثل: التنظيم، المسئولية، الدقة، العمل الجاد، والميل إلى مساعدة الآخرين.

 

-الوجه الآخر للشخصية

على الجانب المقابل، أظهرت النتائج أن الصفات المرتبطة بالعصبية مثل القلق المستمر أو تقلب المزاج والانزعاج السريع قد تزيد من احتمالية الوفاة المبكرة.

وشدد الباحثون على أن النتائج ليست حكمًا نهائيًا، فكونك شخصًا قلقًا لا يعني أنك محكوم عليك بقصر العمر، كما أن الالتزام بالمواعيد لا يضمن حياة أطول، بل إن الشخصية مجرد عامل داعم يمكن أن يعكس أسلوب حياة أو مرونة نفسية تساعد على مواجهة تحديات الصحة.

 

-ما وراء الطب التقليدي

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، يشير البروفيسور باريك أوسويليابين من جامعة ليمريك في إيرلندا، وهو مشارك في الدراسة، إلى أن الأهمية تكمن في الدقة، فالنتائج تثبت أن الشخصية ليست مجرد سمة عامة، بل مجموعة من السلوكيات المحددة التي تؤثر مباشرة في الصحة وطول العمر.

كما أوضح باحثون آخرون أن هذه النتائج قد تمهد الطريق أمام دمج فحوصات الشخصية ضمن التقييمات الطبية الروتينية، إلى جانب ضغط الدم والكوليسترول، فشخص لا يعتبر نفسه منظمًا قد يواجه صعوبة في الالتزام بالأدوية، بينما من لا يرى نفسه نشطًا قد يحتاج دعمًا إضافيًا لزيادة الحركة والنشاط.

 

-خطوة نحو طب أكثر إنسانية

وأشاد خبراء علم النفس بهذه المقاربة الجديدة، مؤكدين أنها تسلط الضوء على البُعد الإنساني في الطب، حيث يمكن للكلمات البسيطة التي نصف بها أنفسنا أن تكشف الكثير عن مستقبلنا الصحي.

وبينما تظل أنماط الحياة والعوامل السريرية مثل التدخين والوزن والنشاط البدني عوامل حاسمة، إلا أن الدراسة أثبتت أن الشخصية بظلالها الإيجابية والسلبية قد تكون أكثر تأثيرًا مما كنا نتوقع.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved