كيف تفرق بين ضعف التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم الحقيقية؟.. أخصائية تخاطب تجيب

آخر تحديث: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 10:37 ص بتوقيت القاهرة

رنا عادل

يواجه العديد من الأطفال تحديات نفسية وسلوكية قد تؤثر على تحصيلهم الدراسي وتفاعلهم الاجتماعي، والتي تتفاوت في مدى خطورتها، فبعض هذه التحديات تكون طارئة وتزول مع الوقت، بينما قد تشير أخرى إلى وجود اضطرابات تحتاج إلى متابعة وتدخل متخصص.

ولأن فهم الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة لدى الأطفال يساعد الأهل والمعلمين في التدخل المبكر وتقديم الدعم المناسب؛ مما يساهم في تحسين جودة حياة الطفل وأدائه الدراسي.

وتقدم لنا د. الشيماء الهلالي المعالجة النفسية وأخصائية التخاطب من خلال حديثها لـ"الشروق"، بعض الإرشادات لفهم أبرز الاضطرابات والصعوبات التي قد يمر بها الطفل خلال رحلته التعليمية.

 

- أبرز الاضطرابات الشائعة لدى الطلاب

أوضحت د. الشيماء، أن أكثر الاضطرابات النفسية والسلوكية شيوعا عند الأطفال في بداية الدراسة طبقا لدليل DSM5 التشخيصي هي:

 

• اضطراب القلق الاجتماعي أو قلق الانفصال

يسبب هذا الاضطراب خوف الطفل من ترك والديه أو من التفاعل مع زملائه، وقد يظهر ذلك في صورة بكاء ورفض الذهاب إلى المدرسة أو أعراض جسدية مثل آلام البطن.

 

• اضطراب السلوك

يظهر الطفل سلوكا عدوانيا أو عنادا أو رفضا للأوامر طوال الوقت وهذا يحتاج إلى تدخل سلوكي.

 

• اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه "ADHD"

وأعراضه فرط حركة وتشتت انتباه واندفاعية ملحوظة، لكن من المهم معرفة أن ليس كل طفل "شقي" أو لا يحاول التركيز في الفصل هو مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فالتشخيص يحتاج إلى تقييم شامل من متخصص باستخدام مجموعة من الاختبارات التي توضح ذلك.

 

-الفرق بين "الشقاوة" واضطراب فرط الحركة والتشتت

وذكرت أن الفرق ليس في الحركة فقط بل في القدرة على التحكم والتركيز والاستمرارية، فالطفل النشيط أو "الشقي" يكون كثير الحركة في أغلب الوقت لكن عندما يحب شيئا أو يستحوذ نشاط ما على اهتمامه ينتبه له جيدا، وقد يعاند أو يتصرف باندفاع لكنه يهدأ عند التوجيه أو العقاب وتظهر سلوكياته في مواقف محددة، وغالبا تقل مع الوقت.

أما الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فهو لا يستطيع التركيز حتى في الأنشطة التي يحبها ويتحرك بشكل مفرط طوال الوقت ولا يهدأ ولا تكون لديه القدرة على الاستجابة بسهولة للتوجيه. وتستمر الأعراض أكثر من 6 أشهر وتظهر في البيت والمدرسة والنادي مما يتسبب في أثر سلبي على تحصيله الدراسي وعلاقاته الاجتماعية لذا يحتاج إلى تدخل مختص.

 

-ما هي صعوبات التعلم؟ وهل هناك فرق بينها وبين ضعف التحصيل الدراسي؟

وأشارت إلى أن صعوبات التعلم هي مشكلات نمائية وتشمل الانتباه والإدراك وتؤثر على قدرة الطفل على القراءة أو الكتابة أو الحساب، مثل عسر القراءة "الديسلكسيا" أو عسر الحساب "الديسكالكوليا"، حيث يكون ذكاء الطفل طبيعيا لكن لديه خلل في معالجة بعض المعلومات.

أما ضعف التحصيل الدراسي فقد يكون سببه ظروف بيئية ونفسية أو تعليمية، ويمكن أن يتحسن بالدعم المناسب أو بحل المشكلة التي تؤثر على الطفل، لكن على الجانب الآخر فصعوبات التعلم  هي أمر مستمر وغير مرتبط بمستوى كاء الطفل ولا يمكن تجاوزها إلا من خلال خطة علاجية يضعها مختص.

 

-العلامات المبكرة لصعوبات القراءة أو الحساب

وأوضحت أن ظهور بعض العلامات بشكل مستمر، يشير إلى ضرورة عرض الطفل على أخصائي نفسي تربوي لإجراء تقييم نمائي، ومن هذه العلامات:

 

-علامات صعوبات القراءة "الديسلكسيا"

• قلب الحروف أو الكلمات.

• صعوبة في ربط الحرف بالصوت.

• بطء شديد في القراءة.

• تجنب القراءة بصوت مرتفع.

 

-علامات صعوبات الحساب "الديسكالكوليا"

• ارتباك في فهم الأرقام أو ترتيبها.

• صعوبة في العمليات الحسابية البسيطة.

• مشكلات في مذاكرة جدول الضرب.

 

-هل الوقاية ممكنة؟ وما العادات التي يمكن أن تزيد المشكلة؟

واختتمت د. الشيماء الهلالي حديثها بأن الوقاية ممكنة جزئيا من خلال الاكتشاف المبكر وتوفير بيئة تربوية صحية وتنمية المهارات منذ الصغر ومتابعة النمو النفسي والسلوكي للطفل.

كما يجب تجنب بعض العادات التي تؤثر بشكل سلبي على الأطفال مثل النقد المستمر أو المقارنة بين الأطفال، وغياب الروتين اليومي أو ضعف التواصل، والتدليل الزائد أو القسوة المفرطة، وتجاهل مشاعر الطفل أو التقليل من تعبيره عنها فكل هذه العوامل قد تجعل الطفل يعاني أكثر سواء من اضطرابات سلوكية أو صعوبات تعلم.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved