علوي الباشا عضو البرلمان العربي لـ الشروق: جرائم إسرائيل في غزة لم تحدث في التاريخ الحديث
آخر تحديث: الأحد 29 يونيو 2025 - 2:52 م بتوقيت القاهرة
ليلى محمد
- الاحتلال يرتكب مجزرة غير مسبوقة تستهدف في المقام الأول تصفية القضية الفلسطينية
أكد النائب علوي الباشا، عضو البرلمان العربي ومجلس الشورى اليمني، أن ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم في قطاع غزة منذ اندلاع السابع من أكتوبر 2023، لم يشهده التاريخ الحديث من قبل، مشيرًا إلى مجزرة غير مسبوقة تستهدف في المقام الأول تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف الباشا في تصريحات لـ"الشروق"، على هامش اجتماع البرلمان العربي، أنه رغم بشاعة الوضع، حيث ما زالت إسرائيل تمارس أبشع جرائمها من سفك للدماء، وتدمير للبنية التحتية، واستخدام سلاح التجويع وفرض الحصار من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية وغيرها من الجرائم، هناك صمت دولي عن هذا الوضع الخطير.
وأوضح الباشا أن البرلمان العربي أولى اهتمامًا كبيرًا لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية عبر تحركات من أبرزها حصر كافة البيانات والمعلومات لإصدار تقرير شامل لاستعراض جميع انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع مواصلة البرلمان العربي عمله لتنفيذ مقررات مؤتمر القمة العربية في بغداد ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
بالإضافة إلى تشكيل البرلمان العربي خلية عمل معنية بمتابعة الأوضاع في غزة، في محاولة لدعم كافة الجهود العربية والإقليمية والدولية الرامية للوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، ورفع الحصار.
كما أشار عضو مجلس الشورى اليمني إلى تبني البرلمان العربي منذ اللحظة الأولى لموقف عربي موحد وصارم وفقًا لإجماع عربي تام لدعم مصر والأردن، بالتأكيد على الرفض القاطع للتهجير القسري لسكان غزة، والرفض التام لفكرة الوطن البديل، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل هي قضية العرب المركزية، وأنه لا بديل عن حل عادل وشامل وفقًا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام لعام 2002 من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وبالإشارة لزيارة وفد البرلمان العربي برئاسة محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، إلى معبر رفح المصري، قال النائب علوي الباشا إن هدف الزيارة الوقوف على آخر المستجدات بشأن أوضاع الجرحى الفلسطينيين، وتفقد مجمل المستجدات، فهي زيارة في المقام الأول تضامنية ومساندة لأبناء الشعب الفلسطيني الجرحى.
وأشاد الباشا بما لمسه وفد البرلمان من جهود مصرية كبيرة لتوفير كافة التسهيلات لأبناء الشعب الفلسطيني من الجرحى وذويهم، وتوفير كافة الخدمات اللازمة.
وأضاف: لقد بات واضحًا كم التحديات المعرقلة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لأبنائنا الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تعمد إسرائيل استخدام سلاح التجويع لاستهداف ملايين المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وعليه تواصل إسرائيل عرقلة دخول المساعدات إلى غزة.
وأكد الباشا إدانة البرلمان العربي لجميع هذه الممارسات، مطالبًا بموقف عربي وإقليمي ودولي من شأنه الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى، وبخصوص آخر مستجدات الوضع في اليمن، قال علوي الباشا: "ما زالت الحكومة اليمنية الشرعية تؤكد مرارًا وتكرارًا رفضها التام لكل ما تقوم به جماعة الحوثي من عمليات عسكرية في البحر الأحمر، نظرًا لما تشكله مثل هذه الممارسات من تهديد خطير لحركة الملاحة الدولية"، مؤكدًا على حرص الحكومة الشرعية على ممارسة كافة الضغوط من خلال جميع المنابر، للإعلان والتأكيد على رفضها لمثل هذه الممارسات، التي من شأنها تهديد استقرار المنطقة بشكل عام.
كما أوضح عضو مجلس الشورى اليمني، أنه خلال حرب الاثني عشر يومًا بين إسرائيل وإيران، جاءت كافة مساعي الحكومة الشرعية في مسار العمل على عدم تورط اليمن في هذه الحرب بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أنه عقب انتهاء الحرب، اتضحت الصورة، حيث أن سواء الحوثيين أو غيرهم من الميليشيات في الدول الأخرى ذات الصلة بطهران، تم تحييدها إلى حد ما.
وأكد الباشا حرص اليمن على عدم التورط في حرب خارجية، خصوصًا وأن الأزمة اليمنية ما زالت تراوح مكانها، كما أن الشعب اليمني ما زال يتعرض للمعاناة، مشيرًا إلى أنه رغم سريان الهدنة، إلا أنها لم تصل باليمن إلى السلام الحقيقي.
وأوضح علوي الباشا أن البرلمان العربي بدوره لم يتوان في العمل بكل جهد من أجل عودة الجميع إلى طاولة الحوار والتوصل إلى تسوية سياسية وفقًا للمبادئ المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية، والتي جميعها تم بحثها والاتفاق بشأنها سواء في مسارات التسوية في الكويت أو في جنيف أو في ستوكهولم، حتى أصبحت مبادئ رئيسية لأي تسوية مستقبلية في اليمن.
كما أكد أن الحكومة الشرعية بدورها سبق وأن قامت بدعوة الحوثيين إلى طاولة الحوار للتوصل إلى تسوية، ولكنها لم تجدِ نفعًا في ظل نوايا الحوثيين غير المُطمئنة في مسار الوصول إلى السلام.
وشدد على أن إعلاء مصلحة اليمن والشعب اليمني أصبح اليوم الأولوية، التي ينبغي أن يعمل الجميع وفقًا لها.
وأوضح أنه كما أن التسوية خيار يمثل أولوية، إلا أن يظل لدى الحكومة الشرعية خيارات أخرى بديلة في حال فشل التوصل إلى التسوية السياسية المطلوبة، مشيرًا إلى معاناة الشعب اليمني، الذي لم يعد قادرًا على تحمل مزيد من التحديات، نتيجة تدني مستوى المعيشة في ظل تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي في اليمن.
وتابع أن الوقت قد حان لخروج اليمن من أزمته، سواء بالعودة إلى التسوية السياسية أو باللجوء إلى خيار الحرب، الذي رغم تداعياته، يظل مطروحًا في حال الإخفاق في التوصل إلى صيغة حوار مع الحوثيين.