انقسام بين الجمهور والنقاد على النهاية غير المتوقعة للجزء الثالث من لعبة الحبار
آخر تحديث: الأحد 29 يونيو 2025 - 9:28 م بتوقيت القاهرة
منة عصام
- النقاد: يتفوق على الجزء الثانى ويستحق المشاهدة.. والجمهور: نهاية سوداوية وصادمة وحبكة مخيبة للآمال
- الجزء الأخير هو الأعلى تكلفة فى تاريخ المسلسل الكورى الجنوبى بميزانية 11.5 مليون دولار للحلقة
رغم أن عرض الجزء الثالث والأخير من المسلسل الكورى الجنوبى الشهير «لعبة الحبار» لم يمر عليه سوى 48 ساعة فقط، إلا أن نهايته التى وصفها الجمهور بـ«الصادمة وغير المتوقعة» أصبحت محور الاهتمام وحديث المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى، فى منصتى فيس بوك وتيك توك، واللتان تداولتا مقاطع من هذه النهاية، حيث فوجئ الجمهور بقيام بطل المسلسل جى هون بالتضحية بنفسه من أجل إنقاذ طفلة رضيعة مع قول جملة تداولها الجميع كالنار فى الهشيم، حيث يقول لقائد اللعبة «نحن لسنا أحصنة ولكننا بشر»، وهى النهاية التى انقسم حولها الجمهور والنقاد أيضا.
فوفقا لتقييمات موقع Rotten tomato الشهير، حصل «لعبة الحبار 3» على تقييم 51% فقط من آراء الجمهور، حيث أبدت نسبة كبيرة عدم إعجابها بالنهاية ووصفوها بأنها «مروعة وغامقة للغاية»، وانتقدوا الحبكة واعتبروها مخيبة للآمال وتمت صياغتها بشكل سريع، فى حين حصل المسلسل على تقييم نقدى مرتفع من النقاد تصل نسبته إلى 83%، حيث اجتمع غالبية النقاد على أن الموسم الأخير يتفوق على الموسم الثانى فى كثير من نواحيه وأن النهاية غير المتوقعة «مؤثرة بقوة» وأن الجزء الأخير «يستحق المشاهدة ويتجاوز الأصل»، وإن لم يخل الأمر من انتقادات عامة واتهامات بالحشو وتكرار الأسلوب المتعارف عليه فى الجزأين السابقين.
وقد تنوعت الكتابات النقدية حول العالم فى عدة مواقع أجنبية، وانصب أغلبها أيضا على النهاية التى شهدت انقساما حولها، فبينما وجد البعض أنها «تضحية نبيلة» من بطل المسلسل إلا أنها تنطوى على استغلال عاطفى للمشاهد ويأس ثقيل بسبب «سوداوية النهاية» وانتصارها للأشرار وهروب الأثرياء.
ولا يعد الأمر مفاجأة، فقد صرح مخرج المسلسل هوانج دونج هيوك قبل أيام من العرض أن «الجزء الثالث سيكون أكثر سوادا ووحشية من الموسم الثانى»، وفى مؤتمر صحفى سابق لعرض المسلسل، قال إنه أراد فى الجزء الأخير استكشاف أعلى درجات اليأس وزوال كل درجات الأمل، مؤكدا «كان على اتخاذ قرار صعب بشأن النهاية، والتى ستحتوى على توازن دقيق بين مشاعر الحزن واليأس مع بصيص من الأمل».
وقد بدأ عرض الجزء الثالث من «لعبة الحبار» يوم الجمعة الماضية، بميزانية تُعد الأغلى فى تاريخ السلسلة التى بدأ عرضها عام 2021، رغم أنه الأقصر من حيث عدد الحلقات مقارنة بالأجزاء الأخرى، حيث يتكون الجزء الجديد من 6 حلقات فقط.
وأعلنت منصة نتفليكس عن ميزانية إنتاج الحلقات الـ6، والتى وصلت إلى 68.9 مليون دولار أمريكى، أى ما يقارب 11 مليونًا ونصف المليون دولار لكل حلقة، حيث تم إضافة عناصر تشويق جديدة داخل الحلقات من حيث الديكورات ونوعية الألعاب المميتة الجديدة التى تدور حولها الحلقات، وهو ما جعل الصناع يطلقون عليه لقب «الختام الملحمى».
ولأن الألعاب المميتة كانت دائمًا هى محور اهتمام جمهور المسلسل؛ تشهد حلقات هذا الجزء إدخال نوعية ألعاب مختلفة تزيد من حدة التوتر، ومنها لعبة «آلة الحلوى Gumball» التى ستفرق اللاعبين إلى فريقين متنازعين، وحلبة المعركة التى سيتم وضع اللاعبين بها فى زنازين على شكل متاهة.
كما يشهد الجزء الثالث إعادة تقديم فئة الـVIP، وهم الأثرياء الذين ينتظرون فى غرف فارهة ويشاهدون الألعاب المميتة مقابل أموال طائلة يدفعونها عبر المراهنات، كما حدث فى الجزء الأول، مع التركيز على مزيد من الرفاهية فى بناء الديكورات والغرف.
ويأتى عرض الجزء الجديد ليضع حدّا لتشويق وحب الجمهور للمسلسل الكورى الجنوبى الشهير، الذى ارتبط الجمهور به منذ أول جزء تم عرضه، مستوحِيًا الألعاب الكورية الطفولية لتكون محورًا لحلقاته، والتى بلغ عددها آنذاك 9 حلقات، وبتكلفة إجمالية 21 مليونًا و400 ألف دولار، محققًا وقتها نجاحًا عالميًا ساحقًا، حيث وصل إلى صدارة المشاهدة فى 94 دولة حول العالم، ووصلت مشاهداته على نتفليكس إلى 142 مليون مشاهدة خلال 28 يومًا، وحقق إيرادات لنتفليكس بلغت 900 مليون دولار، أى ما يعادل 40 ضعف الميزانية التى تكلفها.
فى حين ارتفعت التكلفة الإجمالية لإنتاج الجزء الثانى لتبلغ 84 مليون دولار أمريكى، وتم تقديم جولات عالمية تجوب أنحاء العالم للترويج له، وبالفعل نجح الأمر بقوة، حيث خطف 68 مليون مشاهدة خلال أول أسبوع لعرضه، بينما تخطت مشاهداته 126 مليون مشاهدة بعد أول 11 يومًا، ووصل إلى صدارة المشاهدة على نتفليكس فى 93 دولة حول العالم.
ورغم النجاح الجماهيرى والمادى الذى حققه الجزء الثانى مع عرضه نهاية العام الماضى، وتكوّن من 7 حلقات فقط، إلا أنه لم يحظَ بنفس القدر من نجاح الجزء الأول على المستوى النقدى، حيث اتهمه النقاد باحتوائه على كثير من المط والتطويل الذى لا طائل منهما، واعتبره كثير منهم مجرد «تمهيد» للجزء الثالث؛ إلا أنه فى المقابل حقق نجاحًا مدويًا على منصات التواصل الاجتماعى.
وبحسابات الأرقام، فإن «لعبة الحبار» نجح فى إيصال الدراما الكورية إلى العالمية، فهو أول مسلسل كورى يصل إلى المرتبة الأولى عالميًا على نتفليكس، وتمت ترجمته لأكثر من 32 لغة، وتمت دبلجته إلى 15 لغة.
وتحوّل «لعبة الحبار» إلى ما يشبه «الحمى العالمية»، حيث أصبح زى اللاعبين والأقنعة الخاصة بهم رموزًا ثقافية عالمية فى الموضة والإعلانات وعيد الهالوين فى بعض الدول، كما فتح الباب على مصراعيه أمام نجومه للوصول إلى العالمية، فقد فاز الفنان لى جونغ جاى بجائزة الإيمى عام 2022، وبذلك يُعتبر أول ممثل كورى جنوبى وممثل من دولة غير ناطقة بالإنجليزية يفوز بهذه الجائزة الأمريكية.
ولم يتوقف نجاح «لعبة الحبار» عند هذا الأمر، فبعد جزأيه الأول والثانى، أعلنت نتفليكس عن زيادة استثمارها فى المحتوى الكورى لأكثر من 2 مليار و500 مليون دولار أمريكى خلال السنوات المقبلة.