طبيب بأسطول الصمود: ما يحدث في غزة إبادة تُبث على الهواء مباشرة.. وهدفنا حشد الدعم لوقفها
آخر تحديث: الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 11:27 ص بتوقيت القاهرة
الأناضول
- الهدف من هذه المبادرة لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية وحشد الضغط لوقف الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بغزة
- كل الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها في غزة ولم نعد قادرين على توصيف ما يحدث هناك
قال الطبيب الفرنسي خالد بن بوطريف، أحد المشاركين في "أسطول الصمود" العالمي المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، إن الأسطول تشكل بمبادرة مواطنين راعهم ما يجري في القطاع، وهدفهم حشد الدعم لوقف الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وفي حديث للأناضول، أكد بن بوطريف أن الهدف من هذه المبادرة لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية وحشد الضغط لوقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزّة.
ولفت إلى أنه يبحر باتجاه القطاع على متن سفينة تحمل اسمَي التوأمين الفلسطينيين "آيسل" و"آسر"، اللذين استشهدا عام 2024 بعد أيام من ولادتهما، على يد جنود إسرائيليين.
وتمكّن بن بوطريف من دخول غزة مرتين منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، والتحق بـ"أسطول الصمود" على متن سفينة تضم فريقًا مؤلفًا من ثلاثة فرنسيين، وسويسريين اثنين، وأربعة يونانيين، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأوضح أنه زار في يناير 2024 مدينتَي خان يونس ورفح جنوبيّ القطاع، ثم تمكن في يوليو من العام نفسه من زيارة شمال غزة.
وأضاف أنه أتيح له الاطلاع عن كثب على مجمل أوضاع القطاع، وأن تفاقم المأساة الإنسانية شجّعه على الالتحاق بالأسطول للتوجّه مجددًا إلى غزة.
وقال: "في يناير 2024 كانت المجاعة في بدايتها ثم عمت، وتفاقمت مع كثرة الوفيات والقصف والدمار وجرائم الإبادة الإسرائيلية"، لافتًا إلى أنه "رغم الإقرار اليوم بوقوع إبادة (في غزة)، لم تتحسّن الأوضاع على الأرض".
وفي 22 أغسطس الماضي، أكدت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، في تقرير، "حدوث مجاعة في مدينة غزة" شمال القطاع، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر".
وشدّد بن بوطريف على أن الذهاب إلى غزة سابقًا كان مهمًا للشهادة على ما يحدث، مضيفًا: "الذهاب والمساعدة والمعالجة لا تكفي لأننا فرق صغيرة. هذا قطعًا ليس ما ينبغي أن يكون، المطلوب هو دفع المسئولين السياسيين والقادة لاتخاذ قرارات تُنهي هذه الإبادة والحرب والقصف".
ووصف ما يجري في غزة بأنه "مجزرة ضد الإنسانية"، وقال: "مبادرة أسطول الصمود هي مبادرة مواطنين، من ناشطين وغير ناشطين، أشخاص بسطاء أُصيبوا بالذهول والغضب مما يجري، رافعين الصوت في وجه الحكومات والساسة".
- إبادة على الهواء مباشرة
وأوضح بن بوطريف أن المشاركين في الأسطول أخذوا على عاتقهم مسئولية الحديث عن "الإبادة في غزة"، قائلًا: "لأول مرة في التاريخ تُبثّ إبادة مباشرة على هواتفنا. نرى ما يحدث كل يوم ونحن عاجزون عن فعل شيء".
وأشار إلى أن أكثر من 500 متطوّع من أكثر من 40 دولة انضمّوا إلى الأسطول، وأن الهدف هو إظهار ما يجري في غزة ومحاولة كسر الحصار الظالم المفروض منذ سنوات طويلة.
وذكر بن بوطريف أنهم أبحروا من العاصمة اليونانية أثينا برفقة وفد سويسري، وأن السفينة تحمل حليب أطفال ومرشحات مياه وأدوية ومضادات حيوية وضمادات ومسكنات للألم.
ولفت إلى وجود "نقص حاد في أدوية المسكنات" في غزة، وإلى أن العاملين في القطاع الصحي هناك يعملون بالحد الأدنى من الإمكانات.
وتابع: "كل الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها في غزة. لم نعد قادرين على توصيف ما يحدث هناك. هي إبادة، أو مجزرة، أو عملية إفناء".
وزاد: "قيل كل شيء، لكن ذلك لم يحرّك أصحاب القرار من القادة. هذه فضيحة، فضيحة أخلاقية بحق الإنسانية. إنه فشل مباشر للقانون الدولي الإنساني وأنظمة القانون الدولي".
ودعا بن بوطريف الجميع إلى دعم "أسطول الصمود"، لافتًا إلى أن إسرائيل تستعد للاستيلاء على السفينة في المياه الدولية، معتبرًا في الوقت نفسه أن مثل هذا الإجراء "ينتهك قوانين الملاحة الدولية".
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ونهاية أغسطس الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول، محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر الجاري من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا.
ويواصل "أسطول الصمود" سيره في اتجاه غزة المحاصرة ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة.
ويضم "أسطول الصمود" نحو 50 سفينة، يشارك على متنها ناشطون من دول أوروبية وإفريقية وأمريكا اللاتينية وتركيا والولايات المتحدة وباكستان والهند وماليزيا.
وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 سنة.