سمير عمر: نتنياهو هو العقبة الكبرى أمام خطة الـ21 بندا.. والمنطقة تقف على أطراف أصابعها منذ عامين

آخر تحديث: الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 11:39 م بتوقيت القاهرة

قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه منذ قليل مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي في جهوده من أجل السلام، مؤكدًا أنّ ترامب محق في ذلك، لكن مصر ليست بحاجة إلى اعترافه.

وأضاف عمر، في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر قناة "ten"، أنّ دور مصر في القضية الفلسطينية يشهد به الجميع، وكان حاضرًا قبل أن يظهر ترامب على المسرح السياسي.

وتابع: "المؤتمر الصحفي شهد أيضًا الإشارة إلى زعماء الخليج والرئيس التركي، وأراد ترامب –في تقديري– أن يمنح ما طرحه غطاءً عربيًا وإسلاميًا بالموافقة عليه".

وأوضح أنّ خطة ترامب مليئة بالمشكلات والعراقيل، لكن العقبة الأهم جاءت من كلام نتنياهو لا من ترامب، فقد أعلن رئيس وزراء الاحتلال صراحة: "ليس هناك دولة فلسطينية، ووجودها خطر على إسرائيل"، بينما الأخطر أنّ ترامب قال إنه يتفهم ذلك.

وأشار سمير عمر إلى أنّ الإشارة المهمة في الورقة الأمريكية بشأن غزة هي تراجع ترامب عن فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع، لكنه ونتنياهو لن يمنحا السلطة الفلسطينية أي تمكين، متسائلًا: "هل يتوقع أحد أن توافق حركة مقاومة على ترك سلاحها أو أن يغادر قادتها وتنتهي؟ هذا أمر شديد الصعوبة، ليس فقط بالنسبة إلى حماس، وإنما للمقاومة بشكل عام".

وأضاف أنّ هذا مأزق لم يكن ينبغي أن يقع فيه المصريون والعرب، فالمقاومة ليست حماس وحدها، بل حماس فصيل من فصائلها، وفلسطين ليست غزة فقط، بل أكبر من غزة، وكأن هناك تجاهلًا متعمدًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وفي سياق آخر، تطرق عمر إلى التسريب الأخير بشأن الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس موريتانيا، قائلًا إن الابتزاز للموقف المصري مستمر منذ عقود. وأضاف أنّ عبد الناصر كان في قمة الغضب والحزن حينها، وصرّح بأن ما فعله بعض الأشقاء العرب كان أشد على مصر من أفعال الإسرائيليين. وأوضح أنّ هذا النهج تكرر مع الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك، ومازال قائمًا حتى الآن، مشيرًا إلى المظاهرات في سوريا ضد مصر ورئيسها باعتبارها امتدادًا لسياسة المزايدات.

وقال سمير عمر إنّ المقاومة الفلسطينية تكبدت خسائر جسيمة بعد السابع من أكتوبر 2023، من بينها تدمير غزة، وخسارة قيادات رفيعة المستوى، وخسائر في صفوف الحلفاء الإيرانيين، فضلًا عن تراجع سندها الكبير في لبنان ممثلًا في حزب الله.

وأضاف: "السؤال الآن: هل تتسق هذه المعطيات مع خطة ترامب ذات الـ21 بندًا؟ أعتقد أنّ نتنياهو يريد أن يحشر حماس في زاوية الرفض ليصنع لنفسه مبررًا لاستمرار الحرب وبقائه على سدة الحكم في إسرائيل، وتكريس تسيده للمشهد الإسرائيلي".

وفي ختام الحوار، وجّه الإعلامي نشأت الديهي الشكر لسمير عمر على مشاركته في حلقة اليوم، مشيرًا إلى أنهما تابعا المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو، معربًا عن أمله في أن يسهم المؤتمر في تهدئة الأوضاع قليلًا، مؤكدًا أن المنطقة منذ عامين تقف "على أطراف أصابعها"، والخاسر الأكبر كان مصر، التي دفعت ثمنًا باهظًا، ولا تزال تدفع، سواء من خلال المزايدات والتشكيك، أو عبر الخسائر الاقتصادية المباشرة مثل تراجع إيرادات قناة السويس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved