سمير عمر: ترامب يبيع الوهم مع نتنياهو.. والحل في منح الفلسطينيين كامل حقوقهم

آخر تحديث: الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 11:36 م بتوقيت القاهرة

قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر إنّ تسريبات عديدة تشير إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى تعديلات على الورقة التي طرحها على القادة العرب، بهدف أن تحظى بقبول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف عمر، في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر قناة "ten"، أنّ هذا أمر متوقع وغير مستغرب على ترامب ونتنياهو، موضحًا: "هذه واحدة من ألعاب الهواء التي يجيدها ترامب جيدًا، فهو يمتلك بيضة وحجر ويشاغلنا بما يمنح نتنياهو مزيدًا من الوقت لتنفيذ مخططاته التي لا تواجه أي رفض من الجانب الأمريكي".

وتابع: "ترامب، في وجود نتنياهو، أجرى اتصالًا بالجانب القطري لتقديم اعتذار من نتنياهو لقطر عن جريمة ارتكبتها إسرائيل بالاعتداء على دولة ذات سيادة واستهداف مواطنيها على أراضيها، ما أسفر عن استشهاد أحد الأشقاء القطريين".

وأوضح أنّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اعتبر هذا الاعتذار خطأ تاريخيًا من جانب نتنياهو، بدعوى أنّ قطر لم تعتذر لإسرائيل عمّا جرى في السابع من أكتوبر، مضيفًا: "هكذا يبقى السيرك السياسي منصوبا، وترامب ونتنياهو يبيعان الوهم".

وأكد عمر أنّ هذا الوهم لن يحقق أي جدوى، فالمسألة واضحة؛ إذ إن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم المشروعة، كما أقرّ القانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، مشددًا على أنّه دون ذلك ستظل العمليات العسكرية قائمة، والمقاومة كحق مشروع قائمة كذلك.

وأضاف أنّ على الجانب العربي أن يمنح ما يمكن البناء عليه، لافتًا إلى أنّ ترامب تحدّث عن إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله، وهو ذات الطرح المصري. وأوضح أنّ "الورقة المصرية" تظل الأكثر واقعية وقابلية للتأثير، كونها تحافظ على حقن دماء الفلسطينيين وتدفع نحو مسار التسوية على أساس حل الدولتين.

وتابع: "ترامب يناور؛ إذ بدأ برفض أي حديث عن حل الدولتين أو الدولة الفلسطينية، ثم أضاف إشارة خجولة، وتحدث لاحقًا عن محاولات لوقف إطلاق النار دون أن يقدم جدولًا كاملًا. إذا أردت التفاؤل فتفاءل، لكن على هذا النحو لن يتحقق أي تقدم حقيقي ما لم يكن هناك التزام فعلي".

كما قال سمير عمر إنّ جميع الفلسطينيين الذين خرجوا من قراهم ومدنهم منذ ظهور العصابات الصهيونية على أرض فلسطين قيل لهم: "اخرجوا وستعودون"، لكن ما يحدث هو أنّ من يخرج لا يُسمح له بالعودة.

وأوضح أنّ هناك أكثر من ألف قرية فلسطينية عربية طُلب من أهلها المغادرة على هذا الأساس، ولم يُسمح لهم بالعودة، مضيفًا أنّ المتشككين في وعود "الخروج مع العودة" يملكون الحق الكامل، لأن هذا السيناريو تكرر مرارًا.

وأشار إلى أنّ خطة ترامب ذات الـ21 بندًا لوقف القتال والأعمال العدائية تحتاج إلى اختبار، نظرًا لانعدام الثقة في الجانب الإسرائيلي، مردفًا: "كنت شاهدًا على تطبيق أول هدنة في أواخر عام 2023، حيث كان نتنياهو يخرق أي اتفاق للهدنة، ثم تكرر الأمر لاحقًا. الحرب هي الشيء الوحيد الذي يبقيه في سدة الحكم، وبالتالي فإن الثقة في التزامه بوقف الحرب أمر مشكوك فيه، وهو محل نقاش وجدل واسع داخل الأوساط الفلسطينية .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved