ترامب يتحدث مجددا عن ولاية ثالثة.. هل يتمكن الرئيس الأمريكي من كسر القواعد؟

آخر تحديث: الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 10:57 ص بتوقيت القاهرة

سوزان سعيد

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجددا إلى إمكانية ترشحه لولاية ثالثة كرئيس للولايات المتحدة، قائلًا إنه "يود أن يفعل ذلك"، وأنه حقق أفضل أرقامه على الإطلاق.

وفي إجابة على سؤاله عما إذا كان يستبعد ولاية ثالثة، قال ترامب للصحفيين: "لا أستبعد ذلك؟"، وذلك على متن طائرته الرئاسية خلال استعداده لإجراء عدة زيارات لدول آسيوية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها ترامب بنيته لتمديد ولايته لفترة ثالثة غير دستورية فقد سبق أن أثارها في تصريحات عامة ومن خلال قبعات "ترامب 2028" التي يوزعها في البيت الأبيض، في إشارة إلى وجوده في البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الحالية في 2028.

حيلة نائب الرئيس 

طرح أنصار ترامب من الجمهوريين، أو المؤمنين بفكرته "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، فكرة ترشحه لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات القادمة ثم يستقيل الرئيس الذي سيترشح معه؛ مما يسمح لترامب بتولي الرئاسة دستوريا باعتباره الرجل الثاني، لكن ترامب لم يرحب بهذه الفكرة وقال للصحفيين على متن طائرته الرئاسية "أعتقد أن الناس لن يعجبهم ذلك، لن يكون ذلك صوابًا".

الديمقراطيون منزعجون

تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثالثة بالمخالفة للدستور الأمريكي، أزعجت الديمواقراطيين، وكتبت النائبة الديموقراطية الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب على حسابها الشخصي على مواقع التواصل: "على الرغم مما ينص عليه الدستور، يتعهد ستيف بانون بأن ترامب سيتولى الرئاسة لولاية ثالثة.. لكنهم جميعًا يصرخون عندما نصفهم بالفاشيين، لن نسمح بحدوث ذلك أبدًا".

خطة ترامب لتجاوز المادة 22 من الدستور 

ستيفن بانون، المذيع المؤيد لترامب، والذي شغل منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض خلال ولاية ترمب الأولى، أكد دعمه العلني لفكرة ترشح ترامب لولاية ثالثة، بالرغم من مخالفة ذلك للدستور الأمريكي الذي يفرض ولايتين رئاسيتين فقط.

وفي مقابلة مع "ذا إيكونوميست"، قال بانون إن هناك "خطة" لتجاوز التعديل الـ22 للدستور الأمريكي الذي ينص على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين"، سواء كانت الولايتان متتاليتين أم لا، وأضاف أنه جزء من فريق يعمل على وضع هذه الخطة.

وقال: "ترمب سيكون رئيسا في 2028، ويجب على الناس أن يتأقلموا مع ذلك". وتابع: "في الوقت المناسب، سنوضح ما هي الخطة، لكن هناك خطة".

وبالفعل قدم النائب الجمهوري آندي أوجلز مشروعا لتعديل المادة 22 من الدستور بحيث تكون "لا ينتخب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من ثلاث مرات، ولا ينتخب لأي ولاية إضافية بعد انتخابه فترتين متتاليتين".

وبالرغم من امتلاك الجمهوريين الأغلبية في كل من مجلس النواب والشيوخ، فإن تعديل الدستور يختلف عن مشاريع القوانين العادية، إذ يتطلب موافقة ثلثي المجلسين، ثم تصديق ثلاثة أرباع الولايات.

لماذا وضعت المادة 22 في الدستور الأمريكي

لم تكن المادة 22 موجودة بالدستور الأمريكي حتى منتصف القرن العشرين، عندما انتخب الديمقراطي فرانكلين ديلانو روزفلت لولاية رابعة عام 1944، ما دفع الجمهوريين في الكونجرس إلى السعي لتعديل دستوري يوضح بشكل قاطع حدود الولايات الرئاسية لكل شخص، بعد أن كانت مجرد قاعدة وضعها الرئيس الأول جورج واشنطن، ما يسمح بتداول سلمي وسريع للسلطة وعدم استئثار شخص بالحكم لمدة طويلة، لتقر هذه التعديلات عام 1951 بحسب مجلة "تايم".

رؤساء أمريكيون فكروا في الحصول على ولاية ثالثة

لم يكن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يفكر في الترشح لفترة رئاسية ثالثة، فقد فعلها قبله العديد من الرؤساء، وقبل إقرار المادة 22 من الدستور الأمريكي، حاول يوليسيس جرانت وثيودور روزفلت التمديد لفترة ثالثة دون جدوى، وكان وودرو ويلسون يخطط لذلك قبل أن يصاب بسكتة دماغية أثناء ولايته الثانية.

وحتى بعد التصديق على التعديل 22 من الدستور الأمريكي، فكّر بعض الرؤساء في ولاية ثالثة مثل الجمهوري رونالد ريجان الذي رأى أن التعديل يحد من نفوذ الرئيس وأنه يجب إلغاؤه، إلى جانب باراك أوباما الذي قال إنه يعتقد أنه سيفوز لو استطاع الترشح لولاية ثالثة لكنه أقر بأنه لا يستطيع ذلك لأن "القانون هو القانون".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved