من لاعب كرة سلة إلى الرجل الثاني بالقسام.. ماذا نعرف عن مروان عيسى بعد نبأ استشهاده؟
آخر تحديث: الجمعة 31 يناير 2025 - 7:04 م بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس استشهاد مروان عيسى أبو البراء الرجل الثاني بكتائب القسام، وذلك بعد مسيرة طويلة من النضال ضد الاحتلال على أرض قطاع غزة، في رحلة أمضاها بين المعتقلات ومعسكرات المرابطين الفلسطينيين وميادين القتال مع جنود الاحتلال، توجها قبل رحيله بمشاركته مخططا أساسيا في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وما تلاها من معارك المقاومة خلال التصدي للاجتياح الإسرائيلي لغزة.
وتسرد جريدة الشروق أهم المحطات في حياة المناضل القسامي أبو البراء القيادي العسكري البارز، وذلك نقلا عن مواقع رويترز وفرانس برس وذا ناشونال.
• بين احتراف لعب السلة والالتحاق بصفوف المقاومة
نشأ عيسى، لأسرة فلسطينية مهجرة من عسقلان وقد أقامت عائلته بمخيم البريج الشهير بأبنائه من القادة والمقاتلين البارزين بفصائل المقاومة الفلسطينية، وقد بدأ عيسى حياته طالبا بالجامعة الإسلامية بالقطاع خلال الثمانينيات وكان بجانب دراسته لاعبا لكرة السلة لدى إحدى الفرق الرياضية بمخيم البريج.
واستهل عيسى، نشاطه النضالي بالانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث لعب الجهاز الأمني التابع لحركة حماس المعروف بـ"مجد" دورا هاما بتصفية العملاء وجواسيس الاحتلال، وكان نتيجة ذلك تعرض عيسى للاعتقال بسبب أنشطة الحركة في عام 1987 تزامنا مع اعتقال يحيى السنوار وعدد من رجال الحركة البارزين.
• من معتقل لمعتقل
أمضى عيسى، حياته خلال التسعينيات متنقلا بين السجون إذ أمضى 5 سنوات بمعتقل الاحتلال الإسرائيلي ثم أمضى 4 سنوات أخرى بسجون السلطة الفلسطينية، ولم يخرج للحرية إلا مع اقتراب اندلاع الانتفاضة الثانية.
• سطوع نجم عيسى بالحراك العسكري
برز دور عيسى بعد خروجه من الاعتقال بمشاركته في تنظيم عمليات مهاجمة مستوطنات الاحتلال في قطاع غزة حيث تعرضت المستوطنات لسيل من العمليات النوعية أدت مع انتهاء انتفاضة الأقصى لتفكيك تلك المستوطنات في ما يعرف باتفاقية فك الارتباط.
• مفاوض سياسي محنك
ظهر اسم عيسى مجددا في ذروة مفاوضات مبادلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث كان عيسى مشاركا لأحمد الجعبري وصالح العاروري في إدارة العملية التفاوضية.
كما ظهر عيسى في مقطع مصور نادر في أثناء استقباله محررين صفقة وفاء الأحرار تتويجا لنجاح مساعيه التفاوضية.
• الرجل الثاني بالقسام
كان عيسى على موعد مع مسئولية هامة بقيادة كتائب القسام، وذلك بعد رحيل أحمد الجعبري نائب قائد كتائب القسام؛ إثر ضربة إسرائيلية غادرة عام 2012؛ ليستهل عيسى عمله بمعركة 2012 التي شهدت أول استهداف فلسطيني لتل أبيب بالصواريخ والتي انتهت خلال أيام بلجوء دولة الاحتلال للمفاوضات.
شارك عيسى لاحقا في التخطيط وإدارة عدة معارك هامة لكتائب القسام أهمها "العصف المأكول" عام 2014، ولاحقا معركة "سيف القدس" ليتوج عيسى أعماله العسكرية بدوره الفاعل في التخطيط لعملية طوفان الأقصي يوم 7 أكتوبر.
• عيسى بين 3 محاولات اغتيال
اعتبرت دولة الاحتلال عيسى من المطلوبين الهامين على قوائمها منذ انتفاضة الأقصى وكانت أولى محاولات الاغتيال عام ٢٠٠٤ بضربة جوية استهدفت عيسى وعدد من قادة المقاومة البارزين أصيب على إثرها ولكنه نجى، ثم عاود جيش الاحتلال محاولاته بقصف منزل عيسى مرتين في ٢٠١٤ و٢٠١٦ دون قدرة الطيران على إصابته أو قتله.
• كاتم أسرار السنوار
ويذكر أن دولة الاحتلال أولت اهتماما للتخلص من عيسى لدوره المحوري في حركة حماس إذ يقول تمير هيمان المدير السابق لمخابرات الاحتلال الحربية، إن عيسى بمثابة حلقة الوصل بين الجناحين السياسي والعسكري بحماس وأنه كاتم السر والرجل المقرب من يحيى السنوار ومن يقترح عليه الخطط.
• شهد رحيل أبنائه خلال حياته
وقد عانى القيادي أبو البراء من محنة فقدان الأبناء خلال حياته بسبب تعسف دولة الاحتلال، إذ توفي ابنه محمد بسبب الحصار المفروض على القطاع وحرمانه من العلاج بالخارج، بينما استشهد البراء ابنه الثاني بضربة إسرائيلية عام 2023 في بدايات طوفان الأقصي.
• الاغتيال
يذكر أن اغتيال القيادي مروان عيسى تم منتصف مارس 2024 وقد أكدته الخارجية الأمريكية ودولة الاحتلال، كما نقلت النبأ بعض وسائل الإعلام عن مصادر بالمقاومة، وأتى الإعلان الرسمي عن نبأ استشهاد عيسى على لسان أبو عبيدة المتحدث الرسمي لكتائب القسام، أمس الخميس، 30 يناير 2025.