ماذا قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عن حرب غزة وزيارته لإسرائيل؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 3 يونيو 2025 7:38 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ماذا قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عن حرب غزة وزيارته لإسرائيل؟


نشر في: الأحد 1 يونيو 2025 - 5:53 م | آخر تحديث: الأحد 1 يونيو 2025 - 5:53 م

تحت عنوان "الإشارات التحذيرية التي رأيتها للتو في إسرائيل"، أعرب الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان عن انطباعه بعد زيارة لإسرائيل استمرت لمدة أسبوع، قائلا إنه رأى إشارات تحذيرية بأن المزيد من الإسرائيليين، من اليسار إلى الوسط، وحتى أجزاء من اليمين، يستنتجون أن استمرار الحرب على قطاع غزة كارثة على إسرائيل من الناحية الأخلاقية والدبلوماسية والاستراتيجية.

**هجوم السياسيين الإسرائيليين على حكومة نتنياهو

واستعرض فريدمان تلك الرؤية في مقال مطول بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مشيرا إلى ما كتبه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت (ينتمي إلى الوسط) في صحيفة هآرتس الإسرائيلية حيث لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي.

وقال أولمرت إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليًا حربًا بلا أهداف أو تخطيط واضح، وبدون أي فرص للنجاح، كما رأى أن ما نفعله في غزة الآن هو حرب إبادة تتضمن قتل عشوائي، بلا حدود، وحشي، وإجرامي للمدنيين، وكان استنتاجه أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب.

وأشار فريدمان إلى اليمين، حيث نجد أمثال أميت هاليفي، عضو حزب الليكود (حزب نتنياهو)، وهو مؤيد قوي للحرب، لكنه يعتقد أن تنفيذها كان فاشلاً. وقد علّق ائتلاف نتنياهو عضوية هاليفي في لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست بعد تصويته ضد اقتراح بتمديد صلاحية الحكومة في إصدار أوامر استدعاء طارئة لجنود الاحتياط الإسرائيليين.

وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال هاليفي: "هذه الحرب خدعة، لقد كذبوا علينا بشأن إنجازاتها"، مضيفا أن "إسرائيل تخوض حربًا منذ 20 شهرًا بخطط فاشلة، وهي لا تنجح في تدمير حماس".

أما من اليسار، صرح يائير جولان، زعيم حزب الديمقراطيين، في مقابلة مع إذاعة إسرائيلية إن "إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة، إذا لم نعد إلى التصرف كدولة عاقلة. فالدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تسعى إلى تهجير السكان".

وبعد أن أثار تصريحاته استنكارًا واسعًا داخل إسرائيل، أوضح جولان أنه لا يلوم الجيش الإسرائيلي بل السياسيين الذين يُطيلون أمد الحرب لأسباب لا علاقة لها باحتياجات الأمن القومي الإسرائيلي.

ورأى الكاتب الأمريكي أنه على الرغم من أنه كان على جولان ربما استخدام كلمة مختلفة، حتى لا يُتيح لليمينيين الإسرائيليين فرصةً سهلة لتشويه سمعته، إلا أن الحقيقة هي أنه لم يُسمح تقريبًا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة بدون مرافقة من القوات الإسرائيلية.

وأوضح فريدمان أنه عندما تنتهي هذه الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الذين يعملون بحرية، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل -وستكون تلك فترةً عصيبةً للغاية على إسرائيل ويهود العالم.

وتابع فريدمان قائلا "لذلك، كان جولان مُحقًا في تحذيره من أجل التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة الرهائن، وإرسال قوة دولية وعربية إلى غزة، والتعامل مع فلول حماس لاحقًا.

** نتنياهو الغارق في حفرة يواصل الحفر

وشبه الكاتب الأمريكي الوضع الذي فيه إسرائيل حاليا بقوله "عندما تقع في حفرة، توقف عن الحفر"، قائلا "للأسف، أصر نتنياهو على مواصلة الحفر، مدعيًا أنه قادر على قصف حماس لإرغامها على تسليم ما تبقى لديها من رهائن إسرائيليين أحياء، وعددهم نحو عشرين، ولأن أعضاء ائتلافه المتشددين القوميين أبلغوه عمليًا أنه إذا أوقف الحرب، فسوف يسقطون الحكومة.

وأوضح فريدمان لذلك يلاحق الجيش الإسرائيلي المزيد والمزيد من الأهداف الثانوية، والنتيجة هي مقتل مدنيين في غزة يوميًا، مستشهدا بما كتبه عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حين ذكر أن "العديد من عمليات القصف هي في الواقع محاولات اغتيال لقادة حماس، وغالبًا ما تكون مع عائلاتهم. ولم يعد هؤلاء المسئولون يعيشون في منازل خاصة أو مبانٍ سكنية، بل عادةً ما يكونون في مخيمات مكتظة تضم آلاف المدنيين. وحتى عندما يعلن الجيش عن عدة خطوات احترازية، فإن هذه الهجمات تؤدي إلى قتل جماعي".

وأشار إلى أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة ليس وحده- بل ليس في معظمه-، ما يُثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، فالأخيرة أنهكت المجتمع الإسرائيلي بأسره.

واستعرض هارئيل مؤشرات من بينها تزايد حالات الانتحار (التي لا يُبلغ عنها الجيش الإسرائيلي) إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل هذه التطورات وتُبدد وعود النصر.

إلى ذلك، أوضح الكاتب الأمريكي أنه ليس فقط أصوات السياسيين هي التي تخبرك بأن إسرائيل في حالة حرب طويلة جدًا. بل أيضًا أفعال لأطفال صغار مشيرا إلى ما سمعه من المذيعة الإسرائيلية الشهيرة لوسي أحريش، حول شعورابنها البالغ من العمر 4 سنوات بالذعر من دوي صافرات الإنذار التي تحذر من هجمات.

** معارضة الحرب في غزة

ونوه فريدمان بأنه إذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأن قادتهم أوقعوا بهم، فإن كثيرا من الغزيين يشعرون بالشيء نفسه بوضوح، موضحا أنه من الصعب بطبيعة الحال إجراء استطلاعات رأي في غزة ولكن يبدو أن حركة معارضة للحرب بدأت في التشكل هناك أيضا.

وأشار إلى أن استطلاع للرأي شمل سكان مختلف أنحاء قطع غزة أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" المستقل الذي يتخذ من رام الله مقرًا له، وجد أن 48% من الغزيين المستطلعة آراؤهم يؤيدون التظاهرات المناهضة لحركة حماس التي اندلعت في مناطق عدة في الأسابيع الأخيرة.

ورأى فريدمان أن القادة الإسرائيليين لن يكونوا وحدهم من سيواجه لحظة الحساب عندما تسكت بنادق غزة أخيرًا، فسوف يعيش قادة حماس "موصومين بالعار"، على حد قوله.

وأشار إلى أنه إذا انسحبت إسرائيل من غزة بالكامل وقبلت بوقف لإطلاق النار، وحققت حماس ذلك "النصر"، فسوف يعني ذلك أنها خاضت هذه الحرب وخسرت عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين، ولم يبقَ تقريبًا أي مبنى قائم في غزة- فقط لتعود إلى الوضع الذي كانت عليه في 6 أكتوبر 2023

وتابع الكاتب الأمريكي: "لهذا سيذكر التاريخ قادة حماس كمخادعين حمقى"، على حد تعبيره. وقال فريدمان: "لقد ظنوا أنهم يطلقون نهاية العالم على إسرائيل، فإذا بهم يطلقونها على شعبهم، ويتيحون أيضًا لنتنياهو تدمير حليفهم "حزب الله" في لبنان، وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هذين البلدين، وعلى العراق أيضًا، وأسهم في طرد روسيا من سوريا، فكانت هذه هزيمة ساحقة لـ"شبكة المقاومة" التي تقودها إيران.

وأوضح فريدمان أنه "نتيجةً لعمليات نتنياهو العسكرية، أصبحت كل من لبنان وسوريا والعراق والسلطة الفلسطينية -ناهيك عن السعودية- أكثر حرية الآن للانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل بدرجة لم تكن ممكنة من قبل حين كانت شبكة الميليشيات الإقليمية التابعة لإيران قوية كثيرًا".

وأضاف فريدمان: "لقد جعل نتنياهو ذلك ممكنًا، لكنه أيضًا لا يفوّت فرصة لتفويت فرصة لتحقيق السلام" وتابع أن "نتنياهو يرفض اليوم بعناد أن يجني ثمار ما زرعه بنفسه. إنه يرفض القيام بالشيء الوحيد الذي يمكن أن يفتح الباب أمام تحوّلات سياسية في المنطقة كلها: أن يفتح طريقًا، مَهما كان طويلاً، نحو حل دولتين مع سلطة فلسطينية تم إصلاحها.

ومضي قائلا "لا عجب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو لا يستطيع أن يجني المال منه، ونتنياهو لا يسمح لترامب بأن يصنع أي تاريخ معه أيضًا".

** انتخابات 2026 في الولايات المتحدة وإسرائيل

وتابع: "كلما جادلت الإسرائيليين أكثر بأن نتنياهو يرتكب خطأً تاريخيًا -حين يبادل السلام مع السعودية بسلام مع المتطرفين اليمينيين الذين يُبقونه في الحكم- سألوني أكثر: "هل تعتقد أن ترامب يمكن أن ينقذنا؟"، هذا السؤال هو العلامة النهائية على أن ديمقراطيتك في ورطة".

وأوضح فريدمان أنه شرح أن ترامب يذهب إلى الدول التي تُعطيه أشياء، وليس إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، كما أشار إلى أن ترامب والعديد من اليهود الأمريكيين لا يدركون كم أصبح مجتمع الحريديم والمستوطنين المتشددين دينيا القوميين كبيرًا وقويًا وينظر إلى غزة كحرب دينية.

وفي ختام المقال، اتهم الكاتب الأمريكي كل من ترامب ونتنياهو بتقويض الديمقراطية في البلدين، طارحا تساؤل مفاده من منهما الذي ستقوده نزعاته الاستبدادية إلى أزمة دستورية شاملة أولًا؟، مشيرا إلى أن كلاهما متهم بمحاولة تقويض المحاكم وكل المؤسسات التي تحمي سيادة القانون، معتبرا أنه على الملتزمين بالديمقراطية والكرامة في الولايات المتحدة وإسرائيل مهمة واحدة من الآن وحتى انتخابات عام 2026 (انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وانتخابات عامة في إسرائيل) وهي التنظيم من أجل الفوز بالسلطة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك