انتابت الدهشة والهلع في آن معًا، سكان مدينة الإسكندرية اليوم، السبت، على إثر عاصفة شهدتها عروس البحر الأبيض، محمّلة بالأمطار والثلوج، وهو ما يُعد أمرًا غير مسبوق في هذا الوقت من العام، إذ لا نزال في نهايات فصل الربيع، وتفصلنا أسابيع قليلة عن الصيف، الذي يبدأ فعليًا في 21 يونيو، وهو ما يشير بقوة إلى مدى حدة التغيرات المناخية التي طالت المدينة الساحلية الأكبر في الشرق الأوسط.
نستعرض في هذا التقرير أبرز أشكال التغيرات المناخية التي شهدتها مصر خلال العام الماضي.
الموجات الحارة
وفقًا لموقع "climate trade"، تُعرف الموجات الحارة بأنها فترات طويلة من الطقس شديد الحرارة، غالبًا ما تستمر لعدة أيام أو أسابيع.
وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بأن موجات الحر قد ازدادت من حيث التكرار والشدة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
تسببت الأنشطة البشرية مثل استخدام الأجهزة الكهربائية، وإنتاج الكهرباء، والصناعات عالية الكربون، واستخدام الكيماويات وإجهاد التربة، في انبعاث الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، مسببة طبقة عازلة حوله تمنع الحرارة من النفاذ خارجه، مما تسبب في ارتفاع ملحوظ لدرجة حرارة الأرض.
تسبب ارتفاع معدل الغازات الدفيئة حول الغلاف الجوي، كذلك في إحداث ثقب في طبقة الأوزون، التي تحمي كوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما ترتب عليه تسرب نسبة أكبر من أشعة الشمس الضارة، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة على الأرض بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى مخاطر التعرض لأشعة الشمس الضارة.
وبالرغم من أن مصر عُرفت بجوها المعتدل في الصيف، إلا أن التغيرات المناخية زادت من معدلات الموجات الحارة في فصل الصيف، وأصبح من المعتاد أن تسجل القاهرة درجة حرارة تصل أو تتجاوز 40 درجة مئوية.
سجّلت بريطانيا أيضًا في يوليو 2023، درجة حرارة 34 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة تتعرض لها البلاد منذ عام 1911.
العواصف الترابية
وفقًا لموقع "The United Nations Environment Programme"، يؤدي تغير المناخ وسوء إدارة الأراضي إلى تجريد المناطق شبه القاحلة من الغطاء النباتي، مما يؤدي إلى التصحر، وزيادة سلسلة من العواصف الأكثر تواترًا وعنفًا.
تحدث هذه العواصف عندما تضرب الرياح القوية التربة الجرداء، وترفع كميات كبيرة من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي، والذي بدوره يزيد من سرعة الرمال والغبار في الهواء، لتصل إلى مئات بل آلاف الكيلومترات.
العواصف الرعدية
وفقًا لموقع "National Geographic"، تؤدي السخونة الشديدة للأرض، بسبب نفاذ الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، إلى ارتفاع الهواء الساخن إلى الغلاف الجوي، والذي يصطدم بطبقة أعلى من الهواء البارد، مما يُحدث عدم استقرار جوي، ممهدًا لحدوث عاصفة رعدية.
ومع استمرار ارتفاع الهواء الدافئ الرطب، تنمو السحب الرعدية بشكل أكبر، وتمتد إلى أعلى حتى تتحول قطرات الرطوبة إلى جزيئات جليدية ترتد عن بعضها البعض، مولدة شحنات كهربائية تفرغ في النهاية على شكل برق ورعد.
حرائق الغابات
وفقًا لـ "Environmental Defense Fund"، تُعرف حرائق الغابات بأنها حرائق مفاجئة تشتعل في الغابات والمراعي، بسبب حدث طبيعي كالصاعقة، أو نشاط بشري، مثل اشتعال نيران المخيمات، والسجائر المُهملة، والمعدات الكهربائية كخطوط الكهرباء.
يزداد معدل حدوث حرائق الغابات بسبب الحرارة الشديدة والجفاف، الناتجين عن التغيرات المناخية، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تبخير المزيد من الرطوبة من التربة والنباتات، مما يُجفف الأشجار والشجيرات والأعشاب، ويُحوّل بقايا الأوراق والأغصان المتساقطة إلى حطب قابل للاشتعال.
في أوقات الجفاف، قد تُصبح الأشجار المُجهدة بسبب نقص المياه أكثر عُرضةً للحشرات والأمراض التي قد تُضعفها أو تقضي عليها، مما يُوفر المزيد من وقود الحرائق.