قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الحملة الوطنية "قللها" تمثل خطوة عملية في طريق خفض الاعتماد على الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، مؤكدة: "فكرنا كثيرًا في هذه الحملة، ونحن لا نتحدث عن منع تام للأكياس، ولكننا مقتنعون بضرورة اتخاذ خطوات تدريجية مع قطاع الصناعة، ونحن نسير معهم ونعمل معهم خطوة بخطوة".
جاء ذلك خلال إطلاق وزيرة البيئة صباح اليوم الأحد، الحملة الوطنية "قللها" للتوعية بمخاطر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، من مقر المركز البيئي الثقافي التعليمي (بيت القاهرة) بالفسطاط، ضمن فعاليات الاحتفال بيوم البيئة العالمي 2025، الذي يُعقد هذا العام تحت شعار "العمل الجماعي لمواجهة التلوث بالمواد البلاستيكية".
وأضافت الوزيرة: "كانت هذه الرحلة مهمة، لأننا تعلمنا أشياء من قطاع الصناعة، وتعلمنا أننا لا نستطيع إنهاء استخدام البلاستيك بشكل مفاجئ، لأننا في الواقع نحتاج إليه، ولكننا في الوقت ذاته أدركنا أنه لا بد من اتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن".
وأشارت فؤاد، إلى تجارب دولية مشابهة، موضحة: "هناك دول مثل الاتحاد الأوروبي تفرض غرامات على الأكياس البلاستيكية، ودول أخرى حظرتها تمامًا، لكن هذه الدول احتاجت إلى عشر سنوات لتحقيق ذلك، ولهذا نحن نعمل في هذا الاتجاه، وسنسير على خطاهم من خلال تقليل الاستيراد والاتجاه نحو إنتاج أكياس أكثر استدامة وصديقة للبيئة، يمكن استخدامها أكثر من مرة، مع ضرورة تقليل الاستخدام والاعتماد على الأكياس المصنوعة من القماش".
ونبهت الوزيرة إلى الآثار البيئية السلبية للأكياس البلاستيكية، قائلة: "هي تُلحق الضرر بالكائنات البحرية والصحراوية، وتؤثر على سبل العيش المستدام في هذه البيئات، ولهذا سنتخذ خطوات لتقليل استخدامها تدريجيًا بالتعاون مع قطاع الصناعة، ودراسة كيفية التحول، باعتبار أن هذه رحلة بدأناها، وسنتمكن من تحقيق استثمار أخضر في هذا المجال".
وأكدت فؤاد أن هناك حوافز استثمارية متاحة للجهات التي تتجه إلى تصنيع الأكياس المستدامة، وأن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو حماية البيئة، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آنٍ واحد.
وشهد حفل الإطلاق حضور السفير الياباني لدى مصر فوميو إيواي، والدكتور باتريك جيلابيرت، ممثل المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، إلى جانب ممثلين عن الوزارات والهيئات الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني.
كما يُعقد على هامش الحفل مؤتمر صحفي للإعلان عن انضمام مدينة شرم الشيخ إلى شبكة المجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية للأطراف المستدامة (ICLEI)، كأول مدينة مصرية تنضم إلى الشبكة، وذلك بحضور وزيرة البيئة، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وغيمار ديب نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر.
وتُختتم الفعاليات باحتفالية خاصة لتكريم الفائزين بجائزة "الصناعة الخضراء"، التي تنظمها وزارة البيئة بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية المستدامة، واتحاد الصناعات المصرية، بحضور نخبة من قيادات الوزارة، وخبراء البيئة، وممثلي المجتمع المدني.
وتستهدف حملة "قللها" رفع الوعي المجتمعي بأضرار الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتشجيع المواطنين على التحول إلى بدائل آمنة ومستدامة. وتأتي الحملة بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، كجزء من جهود الدولة للتحول نحو اقتصاد أخضر.
وبحسب تقرير صادر في أبريل 2024 عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، بلغ استهلاك مصر من المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام نحو 5 ملايين طن خلال العام المالي 2022/2023، فيما تتم إعادة تدوير 10% فقط من إجمالي النفايات البلاستيكية عالميًا، بينما يُتلف الباقي أو يُحرق أو يُنقل إلى أماكن أخرى بطريقة غير مستدامة، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية تتراوح بين 300 و600 مليار دولار سنويًا.