رصد الكاتب الصحفي البريطاني المخضرم سيمون تيسدال بوادر مبكرة لمعركة الخلافة داخل الحزب الجمهوري بشأن مرحلة ما بعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تتركز الأنظار على نائبه الحالي جيه دي فانس ووزير خارجيته ماركو روبيو كأبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028.
وأوضح تيسدال في مقاله بصحيفة "جارديان" البريطانية إن "ملايين الأمريكيين يتوقون إلى السابع من نوفمبر 2028، الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية المقبلة"، مضيفا أن "هذا هو اليوم الذي تنتهي فيه حقبة ترامب فعليا".
وتابع: "ربما يكون هذا هو اليوم الذي سيكفر فيه الديمقراطيون عن فشل (نائبة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن) كامالا هاريس الكارثي في انتخابات الرئاسة عام 2024 وربما يكون اليوم الذي تولد فيه الديمقراطية الأمريكية من جديد. نأمل ذلك".
وأشار الكاتب إلى أن جافين نيوسوم، الحاكم الديمقراطي ولاية كاليفورنيا، أشار إلى نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، كما أظهرت كامالا هاريس عزمها الترشح مرة أخرى بعد إخفاقها في انتخابات الرئاسة الأخيرة
ونوه بأنه مع ذلك يتركز الاهتمام حاليا على الجمهوريين، بعد أن تنبأ ترامب في وقت سابق بسباق ثنائي داخل الحزب الجمهوري على الترشح للرئاسة بين دي فانس وروبيو.
وأشار إلى أن دي فانس يتصدر الاستطلاعات بفارق كبير داخل الولايات التي تُجرى فيها الانتخابات التمهيدية الجمهورية، ويُعزى ذلك إلى عدة أسباب، من بينها لغته البسيطة وآراؤه الجريئة التي تجعل منه شخصية جذابة.
وقال الكاتب البريطاني إن روبيو، الذي يُعد أكثر هدوءا وسلبية، فهو من أضعف وزراء الخارجية في التاريخ الحديث، إذ لا يفعل سوى إضفاء معنى وأهمية على صفقات ترامب المتهورة والمبالغ فيها، بينما يظل ترامب هو من يدير المشهد ويحتكر الملفات الخارجية، في حين يطغى نفوذ ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، على دور وزير الخارجية الأمريكي. ومع ذلك، يتجاهل روبيو هذه الأمور.
ونوه الكاتب بأن روبيو لم يكن بهذا الضعف في السابق، فقد ترشح ضد ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016، معلنا مبادئ الدفاع عن التحالفات الأمريكية التقليدية وحقوق الإنسان، والاستمرار في تقديم المساعدات الخارجية. إلا أن مواقفه تلك تبخرت منذ انضمامه إلى فريق ترامب.