اضطرابات التجارة العالمية بعد تهديدات ترامب تعرقل مستهدفات خفض معدلات التضخم العالمي - بوابة الشروق
الإثنين 3 فبراير 2025 8:21 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

اضطرابات التجارة العالمية بعد تهديدات ترامب تعرقل مستهدفات خفض معدلات التضخم العالمي

أميرة عاصي
نشر في: الإثنين 3 فبراير 2025 - 5:09 م | آخر تحديث: الإثنين 3 فبراير 2025 - 5:09 م

عزام: النزاع المستمر حول القناة قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية

عجاج: تنفيذ التهديدات قد يتسبب في رفع أسعار السلع عالميا


بينما تترقب الأسواق العالمية تداعيات التحركات التصعيدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تعهده "باستعادة" قناة بنما، يرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن التوترات في الممر الملاحي قد تعرقل مستهدفات خفض معدلات التضخم العالمي، حيث تؤثر على سلاسل الإمداد وترفع أسعار السلع الغذائية والبترولية مما رفع التكاليف على المستهلكين على مستوى العالم.

وجدد ترامب، أمس الأحد، تعهده "باستعادة" قناة بنما، محذرا من تحرك أمريكي "قوي" في نزاع دبلوماسي متصاعد بشأن الوجود الصيني حول الممر المائي الحيوي، مهدداً بأن "أمراً قوياً للغاية سيحدث" إذا لم تستعد الولايات المتحدة السيطرة عليها.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن حكومة بنما "انتهكت الاتفاق" الذي أبرمته مع الولايات المتحدة بشأن إدارة قناة بنما، وقال في تصريحات للصحفيين مساء الأحد، "لقد انتهكت بنما الاتفاق، والصين هي التي تديره"، مضيفاً "لم نقم بتسليم القناة إلى الصين، بل سلّمناها إلى بنما بكل حماقة.. ولكن سوف نستعيدها وإلا سيحدث شيء قوي للغاية".

وفي محاولة لتهدئة الموقف، تواصل رئيس بنما خوسيه راوول مولينو مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مؤكدًا أن بلاده "لن تتنازل" عن السيطرة على القناة، لكنه عرض أنه سيدرس إلغاء اتفاقية طريق الحرير مع الصين، والتي تم توقيعها في 2019 لتعزيز التجارة البحرية.

من جانبه قال أحمد عزام، محلل أول لأسواق المال في مجموعة إكويتي، إن النزاع المستمر بين الولايات المتحدة وبنما بعد تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب باستعادة القناة بنما، قد يؤدي إلى تعطيل الأعمال أو إلى الإبحار غير السلس للتجارة مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

وأضاف عزام، أن العواقب الاقتصادية لهذا النزاع ستكون عميقة لكلا البلدين، حيث تستفيد الولايات المتحدة من القناة في تسهيل التجارة، خاصة بالنسبة لصادرات الطاقة والسلع الحساسة للوقت، كما تعتمد بنما على عائدات القناة، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من ناتجها المحلي الإجمالي، وبالتالى قد تؤدي الخطوة الأمريكية الأحادية الجانب إلى تعطيل هذا التوازن، وإلحاق الضرر بالعلاقات التجارية، وقد ترفع التكاليف على المستهلكين على مستوى العالم.

وأشار إلى أن هذه التوترات سيكون لها تأثير على الشرق الأوسط والعالم لكن بشكل متفاوت، حيث إن بعضها من الممكن أن يستفيد ويكون الرابح الأكبر وهو من يمتلك الطريق البديل إذا تعقدت محادثات قناة بنما، بينما على الجانب السلبي سيتحمل المستهلك ارتفاع تكلفة الضرائب أو زيادة تكلفة الرحلة، مما يعني انتقال التضخم العالمي إلى الدول ويصبح تضخم محلي نظراً لارتباط الاقتصادات العالمية وسلاسل التوريد، مضيفا أن التأثير قد يكون مرتفعا خاصة مع احتمالية ارتفاع التكاليف مع التعريفات الجمركية المتوقعة من الرئيس الأمريكي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيفرض "بالتأكيد" تعريفات جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، مكرراً شكواه بشأن العجز التجاري مع الكتلة، وحجم وارداتها "غير الكافي" من السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية.

يأتي هذا التهديد الجديد من ترامب، بعد أيام من فرضه رسومًا بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية، و10% على السلع الصينية بسبب قضايا الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، كما أعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع واردات الطاقة من كندا.

من جانبه قال جمال عجاج، محلل الأسواق العالمية، إن التهديدات التي تلوح بالأفق ستؤثر بشكل مباشر على العمليات التجارية خاصة فى الدولة ذات العلاقة المباشرة بقناة بنما، كما سيؤثر بشكل غير مباشر على بقية الدول عالميا، ومن المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بسبب الضرائب التي يمكن أن تفرضها الولايات المتحدة على عمليات العبور، وكذلك وجود عوائق أمام نقل البضائع بين الدول، مما يؤدي إلى زيادة التكلفة وينعكس بشكل سلبي على الأسعار.

وأضاف عجاج، أنه من الصعب توقع نسبة ارتفاع أو التغير في الأسعار، حيث تختلف من دولة إلى أخرى حسب علاقة هذه الدول بالقناة، كما أنه إلى الآن الأمر عبارة عن مجرد تهديدات، ولكن التأثير سيكون وارد على السلع الاقتصادية مثل البترول وأيضا من الممكن أن يمتد إلى بعض السلع الأخرى.

من جانبه قال أحمد معطي، المحلل الاقتصادي والمدير التنفيذي لشركة "في أي ماركتس" بمصر، إن أي اضطرابات على القنوات الملاحية مثل بنما وقناة السويس يؤثر على سلاسل الإمداد ويرفع أسعار السلع الغذائية والبترولية، حيث إنها قنوات هامة لعبور السلع بين الدول عالميا، ولكنها قد تفيد دول أخرى حيث إن السفن ستبحث عن أقرب بدائل، متوقع حل هذه الأزمة بشكل سريع، حيث إن الأضطرابات ستؤثر سلبا على الولايات المتحدة أيضا.

وأوضح معطى، أن قرارات ترامب وتهديداته إذا استمرت بهذا الشكل ستؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الرسوم الجمركية سترفع أسعار البضائع على المستهلك الأمريكي.

وتعد قناة بنما من بين أهم طرق التجارة في العالم، فهي شريان يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، مما يسرع التجارة البحرية، تم بناء القناة من قبل الأميركيين في أوائل القرن العشرين، وكانت مملوكة بالكامل لبنما منذ عام 1999 على أن القناة ستظل محايدة إلى الأبد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك