نقلت جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة ما لا يقل عن 32 جثة لم يطلب أهاليها دفنها، إلى القوات البحرية الأمريكية في لوس أنجلوس لتدريب أطباء ومسعفين بمشاركة فرق طبية تابعة للجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة: "اندلعت عاصفة في جامعة جنوب كاليفورنيا عقب تسريب داخلي كشف عن نقل جثث إلى قوات الأمن (البحرية) الأمريكية دون موافقة صريحة من المتوفين أو أهاليهم، واستخدامها لتدريب طبي بمشاركة فرق تابعة للجيش الإسرائيلي".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات كشفها تحقيق أجرته مؤسسة "أننبرج ميديا" التابعة لكلية الاعلام في جامعة جنوب كاليفورنيا.
ويأتي هذا التطور، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في أعمال الإبادة الجماعية منذ نحو عامين ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبحسب التحقيق، "نقلت الجامعة عشرات الجثث إلى البحرية الأمريكية منذ عام 2017، استُخدم بعضها في تدريب طبي متخصص لأطباء ومسعفين إسرائيليين في لوس أنجلوس".
وقالت الصحيفة: "وفقا للوثائق، استُخدمت 32 جثة على الأقل بشكل مباشر لتدريب قوات الجيش الإسرائيلي ضمن دورات علاج الصدمات".
وأضافت: "دفعت البحرية للجامعة أكثر من 860 ألف دولار، ومن المرجح أن يزيد المبلغ الإجمالي إلى أكثر من مليون دولار بحلول عام 2026 بموجب عقد ساري آخر".
وأوضحت الصحيفة أن الدورات التدريبية تُعقد في المركز الطبي العام في لوس أنجلوس، حيث يعمل مركز تدريب علاج الصدمات التابع للبحرية الأمريكية.
وأشارت إلى أنه "إضافة إلى تدريب الفرق الطبية الأمريكية، يُقدم المركز أيضا تدريبا فريدا للفرق الإسرائيلية".
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن التدريب يشمل "استخدام جثث حديثة الموت مع سوائل تُحاكي تدفق الدم من خلالها لإعادة تمثيل إصابات القتال بشكل واقعي".
وأضافت: "وفقًا للتحقيق، تعود بعض الجثث لمكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، المسؤول عن إجراءات دفن وحرق جثث الموتى الذين لم تتعرف أسرهم على جثثهم أو تطالب بها، إما بسبب انعدام صلة القرابة أو لأسباب مالية".
وتابعت: "في مثل هذه الحالات، لا يمكن الحصول على موافقة الأسرة أو المتوفى على استخدام الجثة".
وبحسب الصحيفة، "يجادل متخصصو الأخلاقيات الطبية بأنه حتى لو سمح القانون باستخدام هذه الجثث لأغراض تعليمية وعلمية، إلا أنه ترتيب مثير للجدل".
وقال البروفيسور توماس شامبني من جامعة ميامي: "حتى لو كانوا أمواتًا، فإنهم يستحقون الاحترام والمعاملة التي نتوقع أن تُمنح للأحياء"، مضيفًا أنه على عكس التبرع بالأعضاء، فإن استخدام الجثث لأغراض البحث غير منظم إلى حد كبير"، بحسب الصحيفة.
وقالت "يديعوت أحرونوت": "بعض الجثث لا تأتي فقط من متوفين غير مطالب بهم، بل أيضا من برنامج التبرع الرسمي لكلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، والذي يسمح للمتبرعين بتحديد أجسادهم للبحث والتدريس".
وتابعت: "حتى في هذه الحالات، لا يُمكن معرفة ما إذا كان المتبرعون قد وافقوا على استخدام جثثهم لتدريب فرق عسكرية أجنبية، ما يثير تساؤلات جدية حول حدود الموافقة المُستنيرة".
وأردفت: "تزعم جامعة جنوب كاليفورنيا نفسها أن هذا النشاط يُنفذ وفقًا لقانون كاليفورنيا، الذي يسمح باستخدام جثث مجهولة الهوية أو غير مُطالب بها لأغراض البحث والتدريس".
ومع ذلك، أشارت الجامعة إلى أن "الغضب يتزايد بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الحرم الجامعي، ووصف الطلاب الذين اطلعوا على الوثائق المُسربة، هذا الترتيب بأنه مُقزز وخيانة للثقة".
وذكرت أن أحد الطلاب، لم تسمه، قال: "جنود الاحتلال الإسرائيلي يتدربون معنا - لماذا ندرب جيشًا أجنبيًا يرتكب حاليًا إبادة جماعية في مستشفياتنا العامة؟"، في إشارة إلى استخدام جثث المواطنين الأمريكيين.
وبحسب الصحيفة، "لا توجد جامعة أخرى في الولايات المتحدة لديها عقود مماثلة مع البحرية الأمريكية تتضمن فرقًا طبية إسرائيلية".
وقالت يديعوت أحرونوت: "هناك جامعات أخرى لديها اتفاقيات لنقل الجثث إلى الجيش الأمريكي، ولكن دون تعاون مع الجيش الإسرائيلي".