أكدت الكاتبة والسيناريست مريم نعوم أن فقدان الشغف والبوصلة في الكتابة السينمائية يعد نتيجة مباشرة لغياب وجهة النظر الواضحة لدى السيناريست تجاه ما يكتبه، سواء في اختياره للقصة أو في تركيزه على شخصية بعينها، وأوضحت أن غياب هذه الرؤية يفقد الكاتب دافعه الأساسي للإبداع، ويؤثر سلبا على احترافية العمل وجودته.
جاء ذلك خلال ورشة عمل "سرد من القلب"، التي أُقيمت ضمن فعاليات اليوم الخامس من مهرجان البحرين السينمائي، بحضور عدد من المختصين والمهتمين بصناعة السينما، وناقشت الورشة مقومات كتابة السيناريو للأفلام والدراما التلفزيونية، وأبرز التحديات التي تواجه الكتّاب في تطوير أدواتهم وصقل مهاراتهم.
وأشارت نعوم إلى أن السيناريست المحترف يجب أن يكون جزءا من منظومة صناعة السينما، وأن احتراف كتابة السيناريو يتطلب دراسة متعمقة وفهما شاملا لمختلف عناصر الصناعة، وأضافت أن دراستها في معهد السينما ساعدتها على الإلمام بفنون الإخراج والإنتاج، مما أسهم في تحقيق التوازن والتكامل بين كتاباتها وبقية العناصر الفنية في العمل السينمائي.
وفي سياق حديثها عن أهمية الموهبة في الكتابة، أوضحت نعوم أن الموهبة وحدها لا تكفي، إذ لا بد من إدارة هذه الموهبة وتوجيهها بشكل صحيح، وأشارت إلى أن كثيرا من المبدعين قد يمتلكون الموهبة الفطرية، لكنهم يفتقرون إلى آلية واضحة لتنميتها واستثمارها، مما يحد من قدرتهم على الاستمرار في المجال، وأضافت أن كتابة السيناريو تمثل الخطوة الأولى في رحلة طويلة تبدأ من الورق وتنتهي بعرض العمل على الشاشة.
كما تناولت نعوم بعض السلبيات التي تعاني منها الدراما المعاصرة، مشيرة إلى ظاهرة تشابه الشخصيات في عدد من الأعمال، معتبرة أن ذلك يعود إلى هيمنة شخصية المؤلف على النص، ودعت إلى ضرورة الفصل بين الكاتب وشخصياته، بحيث يتم بناء كل شخصية على أسس واقعية وأبعاد إنسانية مستقلة.
وفي ختام الورشة، شددت نعوم على أهمية الاحترافية والبحث في الكتابة السينمائية، مؤكدة أن العمل الجماعي والتفاهم بين مختلف عناصر الإنتاج هما المفتاح للوصول إلى أفضل النتائج، كما شهدت الورشة نقاشا تفاعليا بين الحضور حول مراحل صناعة السيناريو منذ الفكرة وحتى العرض، والأساليب المثلى لكتابة النصوص السينمائية والتلفزيونية.