في لقاء اتسم بالعمق والثراء الفكري، استضاف السفير الدكتور قحطان طه خلف الجنابي سفير العراق في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نخبة من أبرز رموز الفكر والثقافة والسياسة والفن في مصر.
دار النقاش في أجواء فكرية وفنية رفيعة المستوى، تناولت موضوعات بالغة الأهمية تتصل بتعزيز قيم المواطنة في المجتمعات العربية، حيث أكد أن التنوع الديني والثقافي ليس مدعاة للفرقة، بل مصدر قوة وغنى لأي وطن يجمع بين مكوناته المختلفة في إطار من الاحترام والتكامل.
كما ناقش الحضور الأزمات المتلاحقة التي تمر بها المنطقة العربية، وأهمية بلورة موقف عربي موحد يواجه هذه التحديات برؤية استراتيجية تستند إلى المشتركات التاريخية والثقافية بين الشعوب العربية.
ولم يغب الحديث عن الفن والأدب والفلسفة في هذا اللقاء، بل كان حاضراً بقوة، حيث طُرح دور الفن كوسيلة للتقريب بين الشعوب، وتناول القضايا الإنسانية والدينية بروح تجمع ولا تفرق، وتفتح آفاقاً للحوار والتسامح.
وأكد المشاركون على أن الفن، في مختلف تجلياته، يمكن أن يسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتصدي لخطابات الكراهية والانقسام.
من جانبه، لفت السفير قحطان إلى ما قدمته حضارة بلاد ما بين النهرين من إنجازات عظيمة للبشرية، باعتبارها واحدة من أقدم الحضارات التي أرست مفاهيم التحضر والقانون والعمران.
وأكد أن هذا الإرث الحضاري العريق، الذي تتشارك فيه العراق ومصر، يجب أن يظل مصدر إلهام لبناء حاضر عربي يقوم على التعددية والتكامل الثقافي.
وقد ألقى اللقاء بظلاله أيضا على العمق الحضاري المشترك بين العراق ومصر، باعتبارهما مهداً لأقدم الحضارات الإنسانية، وما قدمه الشعبان من إسهامات فكرية وثقافية وعلمية أرست دعائم الحضارة البشرية.
وأكد الحاضرون أن هذا الإرث التاريخي العظيم يُحمّل البلدين مسؤولية أخلاقية وثقافية في قيادة نهضة فكرية عربية تُواكب تحديات العصر وتعبر عن هوية الأمة.
كما عكس اللقاء حرص السفارة العراقية على بناء جسور تواصل مع النخب الفكرية والفنية المصرية، في إطار من الحوار الثقافي المشترك، الذي يعزز العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ويدعم القضايا العربية من منطلق وعي مشترك ومسئولية تاريخية.