نهر الحاصباني.. جفاف غير مسبوق يهدد الزراعة جنوبي لبنان - بوابة الشروق
الأربعاء 6 أغسطس 2025 1:38 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

نهر الحاصباني.. جفاف غير مسبوق يهدد الزراعة جنوبي لبنان

وكالة الأناضول
نشر في: الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 10:54 ص | آخر تحديث: الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 10:54 ص

- انخفاض الأمطار بنسبة تفوق 50 بالمئة في موسم 2024-2025 ما تسبب في شح واضح بمياه النهر وجفاف أجزاء كبيرة من مجراه
ـ مدير المركز الزراعي في قضاء حاصبيا إسماعيل الأمين: أكثر من 17 كيلومترا من مجرى الحاصباني جفت كليا، والمزارعون يلجؤون لحفر الآبار أو شراء المياه بأسعار مرتفعة
ـ رئيس بلدية الماري سلمان أبو العلى: الوضع لم نشهده منذ أكثر من 80 عاما، وحفر آبار ارتوازية يدعم بقاء المزارعين في أراضيهم بدل اللجوء إلى المدن بحثا عن لقمة العيش

جفاف غير مسبوق منذ عقود يشهده نهر الحاصباني جنوبي لبنان، في مشهد يعكس تداعيات التغير المناخي على البيئة والقطاع الزراعي، ويُنذر بأزمة معيشية تشمل مئات العائلات التي تعتمد على الزراعة مصدرا رئيسيا للدخل.

ويمتد نهر الحاصباني، أحد الروافد الأساسية لنهر الأردن، نحو 40 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية، وينبع من نبع الوزاني. ويتدفق جنوبا عبر وادي التيم، قبل أن يعبر الحدود عند بلدة الغجر، ويلتقي بنهري بانياس واللدان في شمال فلسطين ليشكلا نهر الأردن.

** تراجع حاد بالأمطار

وبحسب بيانات مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية اللبنانية، انخفضت كمية الأمطار خلال موسم 2024-2025 بنسبة تتجاوز 50 بالمئة مقارنة بالمعدلات السنوية، ما تسبب في شح واضح بمياه النهر وجفاف أجزاء كبيرة من مجراه.

وقال مدير المركز الزراعي في قضاء حاصبيا إسماعيل الأمين، في حديث للأناضول، إن "البيانات المناخية التي نوثقها منذ عام 1925 تظهر أن هذا العام من بين الأسوأ من حيث تأثير الجفاف على الأراضي الزراعية".

وأوضح أنه "رغم تسجيل 400 ملم من الأمطار هذا العام مقارنة بـ200 ملم فقط في عام 1932، فإن احتياجات الأراضي المزروعة اليوم أكبر بكثير، ما يجعل التأثير أكثر عمقا".

وأشار المسؤول اللبناني إلى أن "المساحات الزراعية توسعت، والكلفة ارتفعت، والمخاطر زادت".

وأضاف أن "الجفاف طال حتى الكائنات المائية، واضطر شبان من المنطقة إلى نقل الأسماك يدويا لأماكن لا تزال تحتفظ بالقليل من المياه".

** سهل الماري.. أرض بور بعد الخصب

ويعد سهل بلدة الماري، الذي تتجاوز مساحته 400 دونم، من أكثر المناطق تضررا، إذ لم تصله مياه الحاصباني هذا الموسم، بحسب الأمين.

وأوضح أن "أكثر من 17 كيلومترا من مجرى النهر جفت بالكامل، ما أجبر المزارعين على حفر آبار أو شراء المياه، وأدى إلى ارتفاع كبير في الكلفة".

وأضاف الأمين أن "العديد من المزارعين تخلوا عن زراعة أراضيهم تجنبا للخسارة".

وشدد على ضرورة "التحول إلى أساليب ري حديثة، مثل الري بالتنقيط أو الرش، للتقليل من استهلاك المياه".

وذكر أنه "رغم وجود مجرى آخر للنهر يمتد من الحدود الفلسطينية وصولا إلى مرج الزهور فإنها غير مستغلة زراعيا نظرا لوجودها في نطاق عسكري معرض للقصف الإسرائيلي".

ولفت إلى وجود مشروع مشترك مع قوات الأمم المتحدة "يونيفيل" والجيش اللبناني يسمح بدخول المزارعين إلى أراضيهم الحدودية ضمن "جدول أمني محدد".

** مزارعون على حافة الانهيار

ويصف المزارع حسن حرفوش من بلدة حاصبيا الوضع بـ"الكارثي"، قائلا للأناضول: "كنا نسقي الأرض مرتين أو ثلاثا لتبقى خضراء، اليوم فقط الأراضي القريبة من النبع تنبت، أما البعيدة فأصبحت يابسة"، مشيرا إلى أن 80 بالمئة من المحاصيل تلفت بسبب الجفاف.

واستدرك: "اكتفيت هذا الموسم بخمسة عمال فقط، وأهتم بجزء صغير من الأرض نزرع فقط خضراوات خفيفة كالكوسا والخيار والباذنجان".

وتابع: "أما القمح وباقي المحاصيل فلم نعد قادرين على زراعتها. المشكلة الأساسية أن المياه لم تعد تصل، والبساتين باتت بلا مردود".

** بلدية الماري تدق ناقوس الخطر

بدوره، قال رئيس بلدية الماري سلمان أبو العلى للأناضول، إن ما تشهده البلدة من جفاف "غير مسبوق منذ أكثر من 80 عاما"، مضيفا أن "مياه نهر الحاصباني لم تصل إلى البلدة هذا العام، وحتى بعض الآبار جفت".

وأشار إلى أن "كثيرا من المزارعين تخلوا عن الزراعة أو لجأوا إلى تقليص المساحات المزروعة إلى أقل من 10 بالمئة من أراضيهم، بسبب شحّ المياه وارتفاع كلفة شرائها".

وأوضح أن سهل الماري لطالما كان رافدا أساسيا للخضراوات والفواكه للأسواق اللبنانية، خاصة أن البلدة تقع بين نهري الحاصباني والوزاني، لكنه حذر من أن "هذا الواقع بات مهددا بالكامل".

وطالب الحكومة بحفر آبار ارتوازية مخصصة للمزارعين من أجل دعمهم وتثبيتهم في أرضهم، "بدل اضطرارهم إلى ترك الزراعة واللجوء إلى المدن بحثا عن لقمة العيش".

الآبار الارتوازية هي آبار جوفية تتدفق منها المياه تلقائيا بفعل ضغط طبيعي، دون الحاجة إلى مضخات، وتستخدم عادة في المناطق التي تعاني من شح المياه السطحية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك