كيف أصبح الذكاء الاصطناعي آداة إسرائيل الجديدة لتعزيز المراقبة والسيطرة على الفلسطينيين؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 مارس 2025 12:50 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيف أصبح الذكاء الاصطناعي آداة إسرائيل الجديدة لتعزيز المراقبة والسيطرة على الفلسطينيين؟

عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 7 مارس 2025 - 5:27 م | آخر تحديث: الجمعة 7 مارس 2025 - 5:27 م

تطوير نموذج ذكاء اصطناعي للمراقبة

كشفت صحيفة الجارديان، في تحقيق مشترك مع موقع +972 Magazine والمنصة العبرية Local Call، أن وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200 قامت بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي شبيه بـChatGPT.

يعتمد النظام على تحليل كميات هائلة من الاتصالات الفلسطينية التي تم اعتراضها، بهدف تحسين قدرات التجسس التي تمتلكها إسرائيل. يوفر هذا النموذج أداة تحليلية متقدمة قادرة على فهم اللغة العربية المحكية ومعالجة البيانات التي تجمعها الوحدة بكميات كبيرة.

ووفقًا للمصادر المطلعة على المشروع، فإن الوحدة بدأت في تطوير النموذج لإنشاء أداة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم إجابات عن الأسئلة المتعلقة بالأشخاص الذين يتم مراقبتهم، بالإضافة إلى تقديم تحليلات متعمقة حول الكم الهائل من الاتصالات التي يتم اعتراضها يوميًا.

تسريع تطوير النظام بعد حرب غزة

وحدة 8200، التي تُعتبر نظيرًا لوكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، كثّفت جهودها في تطوير النموذج بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث استمرت عمليات التدريب والتطوير للنظام طوال النصف الثاني من العام الماضي. ولم يُعرف بعد ما إذا كان النموذج قد تم نشره رسميًا.

تم الكشف عن تفاصيل المشروع من خلال عرض تقديمي غير ملحوظ قدّمه شاكد روجر جوزيف سيدوف، وهو مسؤول استخباراتي سابق، في مؤتمر للذكاء الاصطناعي في تل أبيب العام الماضي. وأكد سيدوف أن وحدة 8200 حاولت "جمع كل البيانات التي حصلت عليها إسرائيل باللغة العربية على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن تدريب النموذج تطلب "كميات ضخمة من البيانات".

وأكد مسؤولون استخباراتيون سابقون أن وحدة 8200 كانت قد استخدمت بالفعل أنظمة تعلُّم آلي أصغر قبل إطلاق المشروع الجديد، وكان لهذه الأنظمة تأثير كبير على آليات المراقبة التي تستخدمها إسرائيل، حيث تتيح تعقب النشطاء الفلسطينيين ومراقبة الأنشطة المختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

مخاوف حقوقية من تأثير الذكاء الاصطناعي

يرى العديد من الخبراء أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التحليل الاستخباراتي يحمل مخاطر كبيرة، خاصة أن مثل هذه الأنظمة قد تعاني من التحيز في البيانات، فضلًا عن احتمال ارتكاب أخطاء قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

من جانبه، حذّر زاك كامبل، الباحث البارز في منظمة هيومن رايتس ووتش، من أن هذا النظام قد يُستخدم لتجريم الأشخاص استنادًا إلى تخمينات غير دقيقة. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي "ليس أكثر من آلة تخمين"، وقد يتم استخدامه بطرق تنتهك حقوق الإنسان، لا سيما في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

كما أعرب نديم ناشف، مدير مركز حملة لتطوير الإعلام الاجتماعي، عن مخاوفه من أن إسرائيل تستخدم الفلسطينيين "كفئران تجارب" لتطوير أنظمة مراقبة متقدمة، يتم استخدامها لتكريس سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

مخاطر الأخطاء في أنظمة المراقبة

وفقًا لمصادر استخباراتية، تعتمد وحدة 8200 على نموذج الذكاء الاصطناعي لتحديد الأفراد المشتبه بهم بناءً على تحليل اتصالاتهم ومشاعرهم تجاه الاحتلال الإسرائيلي. ويُستخدم النظام في مراقبة الاحتجاجات، والبناء في المناطق المصنفة C، وحتى الأنشطة اليومية.

لكن مثل هذه الأنظمة ليست خالية من العيوب، حيث أظهرت التقارير أن بعض الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي استندت إلى بيانات خاطئة تم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي. ففي نوفمبر 2023، أدى خطأ في تحديد هدف إلى مقتل أربع فتيات مراهقات في غزة، بسبب اعتماد الضربة الجوية على تحليل ذكاء اصطناعي خاطئ.

ورغم هذه الأخطاء، لم تُصدر وحدة 8200 أو الجيش الإسرائيلي أي تصريحات رسمية حول كيفية منع التحيزات أو الأخطاء في استخدام هذا النموذج، كما لم يتم توضيح الآليات المستخدمة لحماية خصوصية الفلسطينيين الذين تم اعتراض اتصالاتهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك