أقرت السلطات السورية، الجمعة، بوقوع انتهاكات "فردية" خلال الأحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية، وذلك بالتزامن مع انتشار مقاطع مصورة تظهر عمليات تصفية لأشخاص يرتدون ملابس مدنية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية القول: "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية".
وأضاف المصدر أن السلطات "تعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق إن قوات الأمن "أعدمت" 52 علويا في محافظة اللاذقية، حيث تخوض عناصرها اشتباكات غير مسبوقة مع مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأورد المرصد أن "قوات الأمن أقدمت على إعدام 52 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية"، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو تحقق المرصد من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.
ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها البعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة تولولن في المكان.
وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة.
ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعا من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يرديه قتيلا.
وتركزت أعمال العنف، الخميس، في منطقة جبلة الساحلية لكن الاضطرابات انتشرت على نطاق أوسع. وذكرت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء في ساعة مبكرة من صباح، الجمعة، أنه تقرر فرض حظر تجوال في مدن اللاذقية وطرطوس.
وأضافت الوكالة نقلا عن مصدر أمني أن القوات الحكومية بدأت عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى المحيطة وتم نصح المدنيين بالبقاء في منازلهم، بحسب شبكة "الحرة"الاخبارية.
وإلى جانب القتلى الـ52، أوقعت الاشتباكات منذ، الخميس، 72 قتيلا، بينهم 36 عنصرا من قوات الأمن و32 من المسلحين الموالين للأسد، إضافة إلى أربعة مدنيين، وفق المرصد.