على مدار ليالي شهر رمضان الكريم نتشارك معكم في سطور من المحبة والامتنان عن أشخاص أسعدونا عبر سنوات متتالية بحضورهم على الشاشة في شهر رمضان، كان منهم الممثلين أو المطربين أو المؤلفين والمخرجين وغيرهم، اختلفت الأسماء ولكن اشتركوا جميعا في هدف واحد وهو امتاع الجمهور بأعمالهم المتنوعة، وكل منهم حفر اسمه في ذاكرة المٌشاهد على مدار أعوام من العطاء الفني.
عندما وقع اختيارنا على تقديم هذه السلسلة لم يكن الهدف فقط التركيز على الممثلين أمام الكاميرا ولكن جميع عناصر العمل الفني الذين كانوا طرفاً في امتاع الجمهور المتفرج، وفي حلقة اليوم نعود إلى بطل من أبطال الحكاية الذي لا نراه ولكن تصاحبنا ألحانه وتبكينا وتسعدنا مع الشخصيات داخل العمل، إنه عمار الشريعي.
لا يوجد شك أن تتر المسلسل التلفزيوني هو جزء من العملية الإبداعية ككل، وعنصر من عناصر الجذب التي تعبر عن العمل دون أن تفصح عن مكنونه 100% ولكن تخرج بعصارة روحه باختصار غير مخل، وعمار الشريعي كان يصنع هذا الاختصار ببراعة جعلت ألحانه جزء من الثقافة السمعية للجمهور.
قدم عمار الشريعي للدراما المصري ألحان مميزة لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ومجرد سماع أجزاء منها نميز العمل وأبطاله لأن كل لحن بمثابة ماركة خاصة بالمسلسل، ومنذ سبعينيات القرن الماضي والشريعي جزء أصيل من عشرات المسلسلات حتى رحيله.
على مستوى الأعمال الدرامية التي تنتمي لملفات المخابرات أو التي تسمى وطنية كان الشريعي حاضرا في رمضان 1980 بألحان مسلسل "دموع في عيون وقحة" لعادل إمام، وفي رمضان 1988 بألحان مسلسل "رأفت الهجان" لمحمود عبدالعزيز.
كما وضع الشريعي الموسيقى والألحان لبعض الفوازير التلفزيونية الشهيرة، والتي تعتبر من أيقونات رمضان قديما، مثل "عالم ورق ورق ورق" و"عجائب صندوق الدنيا" وكلاهما لنيللي، وتتر برنامج الأطفال الشهير "بوجي وطمطم".
ومن المسلسلات الشهيرة التي وضع الشريعي الموسيقى لها: "الشهد والدموع"، "رحلة السيد أبو العلا البشري"، "الراية البيضا"، "العائلة"، "أرابيسك"، "الزيني بركات"، "نصف ربيع الآخر"، "زيزينيا"، "السيرة الهلالية"، "امرأة من زمن الحب"، "حديث الصباح والمساء"، "جحا المصري"، "أميرة في عابدين"، "رجل الأقدار"، "عفاريت السيالة"، "أحلام عادية"، "الرحايا"، "شيخ العرب همام"، "وادي الملوك"، "أبو ضحكة جنان".
وغنى من ألحانه لهذه المسلسلات وغيرها الكثير من الأصوات المصرية مثل علي الحجار، ومحمد منير، وهشام عباس، ومحمد الحلو، وأنغام، ومدحت صالح.