أكد كتّاب وباحثون خلال جلسة "رحلات عبر الزمن" ضمن فعاليات الدورة الـ44 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" أن السفر والروايات التاريخية وأدب الرحلات تكشف أن الحكاية البشرية واحدة، مهما تعدد الرواة والأوطان والأزمان، وتوثق العلاقة بين الماضي والحاضر، وتحافظ على الذاكرة الجمعية للشعوب، مجسدةً الهوية والتراث الإنساني.
شارك في الندوة الحوارية الكاتب والباحث الإماراتي جميِّع سالم الظنحاني، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير خلف، والروائي والمصور والرحالة البحريني الدكتور عقيل الموسوي، والدكتورة الروائية نغوين فان كوي ماي من فيتنام، وأدارتها تسنيم أبوشاويش، ضمن البرنامج الثقافي للمعرض الذي يقام تحت شعار "بينك وبين الكتاب" حتى 16 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
وأشار جميِّع سالم الظنحاني إلى أن التاريخ هو قاعدة الحاضر، وأن فهمه ضروري لضمان استدامة المجتمعات، لافتاً إلى أهمية الرموز الثقافية ودورها في تجسيد قيم المجتمع وربط الأجيال ببعضها، مثل المطر والطقس والنشاطات المصاحبة لها، والتي تعكس التكيف مع الطبيعة ومواجهة التحديات.
من جانبه، أكد تيسير خلف أن أدب الرحلات يعد من أهم منابع الكتابة والسرد العربي، حيث قدم العرب آلاف النصوص التي غطت جوانب لم تشملها كتب التاريخ التقليدية، مشيراً إلى أن الرحلات العربية كانت وسيلة لاستكشاف الآخر وتوثيق عادات الشعوب، وتشكل اليوم مادة خصبة للكتّاب والقراء حول العالم.
وقال الدكتور عقيل الموسوي إن الرحلة تشكل جسراً بين الأزمنة والثقافات، موضحاً أن الرحالة يسافر لفهم الواقع والتاريخ، وليس فقط للاستمتاع بالمواقع السياحية، مؤكداً أن البحث في التاريخ أحياناً يكون ضرورياً لفهم واقع البلدان المختلفة.
بدورها، قالت الدكتورة نغوين فان كوي ماي إن أعمالها تركز على توثيق العلاقات بين الأجيال وتأثير الحروب على الشعوب، مشيرة إلى تاريخ فيتنام الطويل من الغزو الأجنبي والاستعمار، كما تحدثت عن روايتها "أنشودة الجبل"، التي استغرقت سبع سنوات لتوثيق حياة عائلة بين ثلاثينيات وتسعينيات القرن الماضي، متناولة مجاعة عام 1945 التي أودت بحياة ملايين الفيتناميين.
واختتمت الندوة بحفل توقيع كتب، حيث وقعت الدكتورة نغوين فان كوي ماي مجموعة مختارة من أعمالها لزوار المعرض.