قال الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، إن ما حدث بعد افتتاح المتحف يمثل تحديًا جديدًا يتمثل في الحفاظ على حالة الزخم والإقبال الكبير على زيارة المتحف، مشيرًا إلى أن عدد الزائرين خلال الأيام الثلاثة الأولى بلغ في المتوسط نحو 19 ألف زائر يوميًا، بينما تجاوزت الأعداد في عطلة نهاية الأسبوع الطاقة الاستيعابية للمتحف.

وأضاف غنيم خلال جلسة حوارية مع الإعلامية راندا أبو العزم، مدير مكتب قناة العربية في القاهرة، ضمن فعاليات النسخة الثالثة لمنتدى مصر للإعلام، أن إدارة المتحف اضطرت لإغلاق صالات العرض بعد تجاوز الأعداد الحد الاستيعابي، يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن الزائرين توجهوا بعد ذلك إلى منطقة الأهرامات، حيث تخطى عددهم 40 ألف زائر.

وأوضح غنيم أن المتحف يحرص على تقديم تجربة مميزة للزوار تضمن لهم الراحة وتجنب الازدحام أو الطوابير غير المنظمة، مؤكدًا اتخاذ قرار بإجراء الحجز في أيام العطلات وعطلة نهاية الأسبوع عبر الإنترنت فقط، لتحديد مواعيد دقيقة للزيارة وتفادي التكدس في أوقات الذروة، خاصة بعد الإقبال الكبير يوم الجمعة.

وأشار إلى أن إدارة المتحف تتعلم باستمرار من ملاحظات الزوار وتحسين التجربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانطباعات المباشرة للزوار، مؤكدًا تطبيق شعار "الزبون دائمًا على حق" قدر الإمكان وفي الحدود المتاحة.

وأكد غنيم أن المتحف المصري الكبير يمثل هدية مصر للعالم ومنارة حضارية وثقافية، وهو أكبر متحف في العالم من حيث المساحة، بخمسة أضعاف المتحف البريطاني ومرتين متحف اللوفر، ويضم أكبر مركز لترميم الآثار، مع استفادة الفريق من تدريبات دولية من اليابان ودول أخرى.
وأضاف أن المتحف يستهدف جذب نوع جديد من السياحة وتقديم نموذج مختلف للمتاحف، مع اهتمام خاص بزيادة وعي المصريين بحضارتهم وقصص الملوك والحياة المجتمعية للمصريين القدماء، مؤكدًا أن المتحف يمثل مصر جديدة على الخريطة السياحية العالمية.

وأشار غنيم إلى أن إيرادات المتحف ستغطي تكاليف التشغيل فقط، بينما استرداد تكاليف الاستثمار يعد أمرًا طويل المدى، لافتًا إلى أن مقتنيات وآثار توت عنخ آمون تُعرض بشكل متكامل داخل المتحف ومن المرجح ألا تعرض في أي متحف آخر خارج مصر خلال الفترة المقبلة.
وأكد غنيم أن المتحف مؤمَّن بأعلى مستويات التأمين، شاملاً القاعات والمخازن ومعامل الترميم، مشيرًا إلى وجود خطة تسويقية شاملة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وعدد من الجهات الصحفية والإعلامية، مع إمكانية قبول عروض تصوير الأفلام العالمية داخل المتحف وفق المحتوى والتسعير المحدد.