الوزارة وصفت الرحلة بأنها "استعراض إعلامي" وتحذر من محاولات "غير قانونية" لكسر الحصار البحري
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء الأحد، إن المنطقة البحرية قبالة سواحل قطاع غزة مغلقة أمام السفن غير المصرح بها، وذلك في ظل الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بدعم أمريكي في القطاع.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أن سفينة "مادلين"، التي تقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين وتنقل مساعدات إنسانية إلى غزة، لا تحمل سوى كمية رمزية من المساعدات "لا تتجاوز حمولة شاحنة واحدة".
ووصفت الرحلة بأنها "استعراض إعلامي هدفه الدعاية، لا تقديم الدعم الحقيقي".
وزعمت الخارجية أن المساعدات الإنسانية "تُدخل إلى غزة بانتظام عبر قنوات رسمية وآليات توزيع معتمدة".
وادعت "دخول أكثر من 1200 شاحنة مساعدات خلال الأسبوعين الماضيين، وتوزيع نحو 11 مليون وجبة على المدنيين عبر مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو الماضي، تنفيذ مخطط مشبوه لـ"توزيع مساعدات"، عبر ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا.
وقتل منذ بدء تشغيل هذه المراكز 125 من المجوعين الفلسطينيين، وأصيب 736 آخرين، بالإضافة إلى 9 مفقودين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وحذرت الخارجية الإسرائيلية من أن المنطقة البحرية قبالة غزة تعد منطقة نزاع نشطة، وقالت إن حركة حماس سبق أن استغلت المسارات البحرية لشن هجمات، من بينها هجوم 7 أكتوبر.
وزعمت أن محاولات كسر الحصار دون تنسيق رسمي "غير قانونية وخطيرة"، وأنها "تُقوّض جهود الإغاثة الجارية".
ودعت جميع الجهات إلى توجيه المساعدات عبر ما وصفته بـ"القنوات الشرعية" والمنسقة، "وليس من خلال الاستفزاز"، وفق تعبير البيان.
اقتربت زوارق مجهولة، في وقت متأخر من مساء الأحد، من سفينة "مادلين" التي تقل ناشطين دوليين متضامنين مع قطاع غزة، في عرض البحر الأبيض المتوسط، بحسب بث مباشر من على متن السفينة.
وقال الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، في إيجاز صوتي من على متن السفينة عبر تلغرام: "مرحباً بالجميع، أود أن أقدّم تحديثاً، للأسف، كان الإنذار الذي أطلق قبل قليل إنذاراً كاذباً".
وأضاف: "ظهرت أضواء كثيرة تحيط بقاربنا في الوقت نفسه، وقد بدت وكأنها تحاصرنا، لكنها واصلت طريقها في النهاية، ربما كانت سفناً تابعة للجيش الإسرائيلي، لكننا غير متأكدين، على كل حال، غادرت منذ لحظات".
وفي وقت سابق، أفاد متضامنون عبر بث مباشر بأن صفارات الإنذار دوت على متن السفينة، تحذيراً من اقتراب الزوارق الحربية الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عبر منصة "إكس" أن السفينة "مادلين"، التي أبحرت من إيطاليا في محاولة لكسر الحصار، اجتازت بالفعل مناطق قبالة السواحل المصرية وتواصل اقترابها من القطاع.
وأكدت اللجنة أن السفينة تتعرض حاليا لتشويش إسرائيلي اعتبرته "خطيرا"، محذرة من أن أي اعتداء على السفينة وسط المياه الدولية سيمثل "جريمة حرب".
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات للجيش بالتحرك لمنع وصول السفينة إلى قطاع غزة، حيث من المتوقع أن تدخل المياه الإقليمية خلال ساعات.
كما أفادت القناة "12" العبرية الخاصة أن السلطات الإسرائيلية أتمّت استعداداتها لاعتراض السفينة وسحبها إلى ميناء أسدود على البحر الأبيض المتوسط.
وتقل السفينة "مادلين" حاليا 12 شخصا، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.
وسبق أن تعرضت سفينة أخرى تابعة أيضا للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهي سفينة "الضمير"، لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في الثاني من مايو الماضي، أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.