احتجاجات لوس أنجلوس.. كيف بدأت وتطورت بعد قرار ترامب ضد المهاجرين غير الشرعيين؟ - بوابة الشروق
الإثنين 9 يونيو 2025 4:58 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

احتجاجات لوس أنجلوس.. كيف بدأت وتطورت بعد قرار ترامب ضد المهاجرين غير الشرعيين؟

محمد هشام وهايدي صبري
نشر في: الإثنين 9 يونيو 2025 - 12:54 م | آخر تحديث: الإثنين 9 يونيو 2025 - 3:38 م

بدأت أول دفعة من قوات الحرس الوطني، التي لا يقل عددها عن ألفي جندي، بالوصول إلى مدينة لوس أنجلوس، صباح أمس، بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعامل مع الاحتجاجات ضد مداهمات في أماكن العمل بحثا عن مهاجرين غير شرعيين، بعد يومين من الاضطرابات، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

** أمر رئاسي لم يحدث منذ 60 عامًا

وقال ترامب في أمره الصادر يوم السبت إن أي مظاهرة تعيق مسئولي الهجرة ستُعتبر "شكلاً من أشكال التمرد". وكان إرسال القوات تصعيدًا استثنائيًا وضع لوس أنجلوس في قلب التوترات بشأن حملة إدارته الصارمة على الهجرة، وهي المرة الأولى منذ عام 1965 التي يتجاوز فيها رئيس أمريكي حاكم ولاية لتفعيل قوة الحرس الوطني في تلك الولاية لأغراض إنفاذ القانون أو الاضطرابات المدنية.
ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، أمر ترامب بأنه "تحريضي متعمد". وقال إنه لا يوجد نقص في موارد إنفاذ القانون للتعامل مع الاحتجاجات، وأن الحكومة الفيدرالية ترسل القوات لأنها تريد "لفت الانظار واستعراض القوة".
ودعا كل من الحاكم نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس إدارة ترامب إلى إلغاء الأمر الذي يقضي بتحويل الحرس الوطني إلى مؤسسة فيدرالية وإعادته إلى قيادة الحاكم.

** حملة إدارة ترامب على الهجرة

اندلعت احتجاجات في لوس أنجلوس يوم الجمعة احتجاجًا على سلسلة من المداهمات التي بدت جزءًا من مرحلة جديدة من حملة إدارة ترامب على الهجرة، والتي يقول المسئولون إنهم سيركزون فيها بشكل متزايد على أماكن العمل. وواصل المحتجون التظاهر في وسط المدينة والمدن المجاورة يوم السبت، حيث قامت قوات إنفاذ القانون باعتقالات، وفي بعض الحالات استخدمت ذخائر للسيطرة على الحشود والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المتظاهرين. ووصل مئات من قوات الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس بعد ظهر أمس، واندلعت الاحتجاجات مجددًا في وسط المدينة.

** تطور الاحتجاجات في لوس أنجلوس

بدأت المظاهرات يوم الجمعة بعد أن بدأ عملاء فيدراليون يرتدون ملابس مموهة بتمشيط منطقة في لوس أنجلوس بحثًا عن أشخاص يُشتبه في كونهم مهاجرين غير شرعيين. وأثارت هذه المداهمة قلق عمال المدينة، وأدت لمشاهد فوضوية بين المتظاهرين الذين رددوا هتافات وألقوا البيض، ورجال إنفاذ القانون الذين أطلقوا رذاذ الفلفل وذخائر للسيطرة على الحشود.

واستمرت المظاهرات يوم السبت، في كل من وسط المدينة ومنطقة لوس أنجلوس الكبرى، بما في ذلك مدينة باراماونت ذات الأغلبية اللاتينية والطبقة العاملة، الواقعو على بُعد حوالي 15 ميلًا إلى الجنوب، حيث كانت الاحتجاجات هناك من بين الأكثر اضطرابًا في المنطقة، فقد استخدم رجال إنفاذ القانون قنابل الصوت والذخائر للسيطرة على الحشود.

وصرح بيل إسايلي، كبير مسئولي إنفاذ القانون في إدارة ترامب في جنوب كاليفورنيا، بأنه تم اعتقال أكثر من 100 شخص يوم الجمعة، وما لا يقل عن 20 آخرين يوم السبت، معظمهم في باراماونت. وأضاف مسئول في وزارة الأمن الداخلي يوم الأحد أن مسئولين أمريكيين اعتقلوا ثمانية أشخاص في باراماونت يوم السبت بتهم عرقلة العمل الفيدرالي.

وأضاف المسئول أن اثنين من الثمانية قاصرين وقد أُفرج عنهم. وقد ساد الهدوء شوارع لوس أنجلوس صباح الأحد مع بدء وصول أولى قوات الحرس الوطني إلى وسط المدينة إلى مركز احتجاز متروبوليتان، حيث احتجزت شرطة لوس أنجلوس عددًا من المتظاهرين يوم السبت.

وبحلول عصر يوم الأحد، كان مئات المتظاهرين خارج مركز الاحتجاز يواجهون مسئولي إنفاذ القانون الفيدراليين بملابس مكافحة الشغب. وأطلق المسئولون - بمن فيهم مسئولون من وزارة الأمن الداخلي وهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك - قنابل الغاز المسيل للدموع على الحشد.

وتجمعت قوات الحرس الوطني أيضًا في باراماونت، بالقرب من متجر هوم ديبوت حيث اشتبك المتظاهرون مع العملاء الفيدراليون يوم السبت.

**تشكيل وأدوار الحرس الوطني

الحرس الوطني هو الفرع الوحيد من الجيش الأمريكي الذي يُمكن نشره من قِبل حكام الولايات والرئيس.

ويُسيطر حكام الولايات دائمًا تقريبًا على عملية النشر في ولاياتهم. ويعمل الحرس الوطني بشكل مُشابه لقوة الاحتياط في الجيش، فمعظم أفراده لا يخدمون بدوام كامل، فهم يشغلون عادةً وظائف مدنية ويحضرون دورات تدريبية منتظمة، ولا يُستدعون للخدمة الفعلية إلا عند الحاجة.

وغالبًا ما يُستدعى الحرس الوطني خلال الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات. وقد استُخدمت القوات أحيانًا لقمع الاضطرابات المدنية بناءً على طلب حاكم الولاية.

ومن الأمثلة على ذلك في عام 1992، عندما طلب حاكم كاليفورنيا بيت ويلسون من الرئيس جورج بوش الأب نشر الحرس بعد اندلاع أعمال شغب في لوس أنجلوس احتجاجًا على تبرئة أربعة ضباط شرطة بيض من ضرب رودني كينج وهو رجل من أصل إفريقي.

وقبل خطوة ترامب، كانت آخر مرة فعّل فيها رئيس قوات الحرس الوطني لولاية لمثل هذا الغرض دون أن يطلب منه حاكم الولاية ذلك في عام 1965، وفقًا لإليزابيث جويتين، المديرة العليا لبرنامج الحرية والأمن القومي في مركز برينان للعدالة. وقالت جويتين إنه في تلك المناسبة، استخدم الرئيس ليندون جونسون القوات لحماية المتظاهرين المطالبين بالحقوق المدنية في ولاية ألاباما.

** خلاف علني بين البيت الأبيض وولاية كاليفورنيا

انتقد مسؤولو إدارة ترامب القيادة السياسية للولاية بسبب تعاملها مع الاحتجاجات، بينما انتقد قادة الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا أمر ترامب ووصفوه بأنه غير ضروري واستخدام غير مناسب للسلطة.

وصرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان بأن نشر الحرس الوطني ردًا على "حشود عنيفة" زعمت أنها هاجمت جهات إنفاذ القانون الفيدرالية وموظفي الهجرة. وأضافت أن القوات البالغ عددها ألفي جندي "ستعالج حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم". ووصف ترامب المظاهرات، التي اتسمت بالسلمية إلى حد كبير، بأنها "تمردية" على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يستبعد اللجوء إلى قانون التمرد، الذي سيسمح له بنشر الجيش الأمريكي محليًا، وصرح للصحفيين بوجود "أشخاص عنيفين" في الاحتجاجات وأننا "لن ندعهم يفلتون من العقاب".

في المقابل، لم تُشر السلطات الحكومية والمحلية في كاليفورنيا ومقاطعة لوس أنجلوس إلى أي حاجة للمساعدة الفيدرالية.

وصرح المدعي العام للولاية، روب بونتا، على وسائل التواصل الاجتماعي بأن جهات إنفاذ القانون المحلية لديها الموارد اللازمة لمواجهة ما يحدث وأن أمر ترامب "يأتي بنتائج عكسية".

وفي منشور على منصة إكس، قال حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم إن أمر نشر الحرس الوطني "غير قانوني"، داعيا إدارة ترامب إلى إعادة قيادة الحرس الوطني إلى مكتبه.

من جهته، كتب السيناتور الديمقراطي أدم شيف على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: "لا شيء يريده الرئيس ترامب أكثر من مواجهة عنيفة مع المتظاهرين لتبرير ما لا يمكن تبريره، حيث اللجوء إلى قانون التمرد أو شكل من أشكال الأحكام العرفية"، بحسب صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك