مهمة عظيمة.. فلسطينيات في الضفة يقاومن بالزراعة زحف الاستيطان - بوابة الشروق
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 6:18 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مهمة عظيمة.. فلسطينيات في الضفة يقاومن بالزراعة زحف الاستيطان

الخليل- الأناضول
نشر في: الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 10:05 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 10:05 ص

** وفاء أبو مريم:
- نحن مرتبطون بالأرض ونعمل فيها منذ ربع قرن ولن نغادرها
- كل يوم نرى الضم يتحقق على الأرض عبر التوسع الاستيطاني
**أمل صليبي:
- مشروعنا وإن كان اقتصاديا، لكنه محاط بحب وانتماء للأرض
- الاقتصاد والزراعة عمود للثبات في الأرض وسط سعي إسرائيل لتفريغ الأرض

الزراعة لمواجهة الزحف الاستيطاني.. واحد من أساليب متنوعة للتشبث بالأرض والوطن، يتبعها الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة من أجل المحافظة على أراضيهم وحمايتها من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

9 فلسطينيات يؤدين "مهمة عظيمة" في بلدة بيت أمّر شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة، للحفاظ على الأرض أمام التوسع الاستيطاني الزاحف بتسارع كبير.

وفاء أبو مريم هي واحدة من تلك النساء اللواتي يشتركن معا في مشروع زراعي منذ عدة سنوات، لكنه تحول إلى مشروع مقاوم يقف صلبا في وجه التوسع الإسرائيلي الاستيطاني.

وتزرع السيدات نحو 5 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) بالخضار والعنب وغيرها، وإلى جوار المزرعة يجثم تجمع مستوطنات غوش عتصيون الإسرائيلي.

تبدو أبو مريم شغوفة، وتحب ما تقوم به، وتقول للأناضول إنها ترتبط بالأرض وتعمل فيها منذ 25 عاما، وتتعلق بها منذ طفولتها.

**حب الأرض فينا

وللسيدة عائلة وأطفال، وفي هذا السياق تقول: "جميع أفراد العائلة يساعدون في الأرض، وهكذا تتم زراعة حب الأرض في نفوسنا، إلى جانب زراعة الأرض بالخضروات والأشجار".

وتؤكد أن "الأرض مصدر دخل رئيسي للعائلة منذ سنوات، ومع اشتداد الأزمة المالية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، باتت الأرض مصدر الدخل الوحيد الذي تعتاش منه عائلتي، وعائلات الشريكات".

وتسوق السيدات الخمس المنتجات في الأسواق المحلية، وغالبا ما يتم بيعها بشكل مباشر للمستهلكين، لكنهن يشتكين من تردي الأسعار في السوق مقارنة مع مستلزمات الزراعة والإنتاج.

إلا أن تلك المعضلة تبدو "نقطة في بحر" أمام اعتداءات المستوطنين، حيث تؤكد أبو مريم أن "أكبر التحديات تتمثل بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية على حساب الأرض الفلسطينية".

وتشير إلى أن مستوطنة غوش عتصيون اقتطعت جزءا كبيرا من أراضي الفلسطينيين.

وبشأن قرار إسرائيل ضم الضفة الغربية، تقول السيدة الفلسطينية: "نعيش المجهول، كل يوم نرى الضم يتحقق على الأرض عبر التوسع الاستيطاني".

ومعبرة عن تمسكها بالأرض رغم التحديات، تتابع أبو مريم: "رغم ذلك لن نغادر أرضنا وسنبقى فيها، ولا مكان لنا غير هذه الأرض، نحن نقاوم اليوم بالزراعة وبالبقاء، هذه المزرعة ستبقى سدا في وجه الاستيطان".

وتؤكد على ذلك بالقول: "هذه الأرض والهواء والمياه لنا فقط".

ونهاية أغسطس الماضي، أفاد موقع "واللا" العبري (خاص)، نقلا عن مصادر خاصة لم يسمّها، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أبلغ نظيره الأمريكي ماركو روبيو، أن تل أبيب تتحضر لإعلان فرض سيادتها على الضفة الغربية خلال الأشهر المقبلة.

والأربعاء، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اعتزام تل أبيب ضم 82 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية، وشدد على ضرورة "منع قيام دولة فلسطينية".

وتمهيدا لضم الضفة الغربية المحتلة، تكثف إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة على غزة من ارتكاب جرائم بالضفة، بينها هدم منازل وتهجير مواطنين فلسطينيين ومصادرة أراضيهم وتوسيع وتسريع البناء الاستيطاني.

**مهمة عظيمة

وإلى جوار المزرعة يقع بئر مياه قديم، حيث "يأتي إليه المستوطنون بشكل مستمر، مدعين أنه إرث يهودي، ويضيقون على المزارعين الفلسطينيين"، وفق أبو مريم.

بدورها تقول أمل صليبي، للأناضول، بينما تواصل العمل في مزرعتهن، إنها تنتمي للأرض وتحبها، ومشروعها "وإن كان اقتصاديا، لكنه محاط بحب وانتماء للأرض".

وفيما يتعلق بالدور الذي تقوم به تتابع: "نحن في مهمة عظيمة لحماية الأرض، نحميها بوجودنا المتواصل فيها، وبزراعتها واستثمارها".

وترى صليبي أن "الاقتصاد والزراعة عمود للثبات في الأرض في ظل مواصلة إسرائيل العمل على تفريغ الأرض من أصحابها، وطردهم واستحواذ المستوطنين على أوسع مساحة منها".

وتضيف: "نزرع الفاصولياء والعنب والبندورة ومزروعات أخرى ونعيل أسرنا".

ولا يقتصر عمل السيدات على إنتاج الخضروات، بل يتعدى إلى إنتاج مأكولات تقليدية أخرى منها رب البندورة والمخللات وغيرها.

**توسع استيطاني

ويتسارع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 7أكتوبر 2023، لكن إسرائيل تذهب إلى تنفيذ مخطط لضم الضفة لسيادتها، إلى جانب مخطط آخر لفصل الخليل.

وأواخر أغسطس الماضي، قالت القناة "إسرائيل 24" (خاصة) إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيناقش مخطط فصل مدينة الخليل عن منطقة نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية واستبدال قادة المنطقة بعشائر محلية وإنشاء "إمارة" منفصلة، وذلك ردا على نية عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين.

وأضافت القناة: "من المتوقع أن يعترف هذا الكيان (الخليل بعد فصلها المزعوم) بإسرائيل كدولة يهودية وينضم إلى اتفاقيات إبراهيم للتطبيع بين دول عربية وإسرائيل".

وبموازاة الإبادة في غزة قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1017 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و455 شهيدا، و162 ألفا و776 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 393 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك