حين تكافأ العزلة ويتوج الأدب المظلم.. لماذا اختير المجري لاسلو كراسناهوركاى لنيل جائزة نوبل؟ - بوابة الشروق
الجمعة 10 أكتوبر 2025 7:12 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

حين تكافأ العزلة ويتوج الأدب المظلم.. لماذا اختير المجري لاسلو كراسناهوركاى لنيل جائزة نوبل؟

شيماء شناوي
نشر في: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 4:50 م | آخر تحديث: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 4:50 م

بينما كانت التوقعات تميل إلى أسماء أكثر شهرة في عالم الأدب، فاجأت الأكاديمية السويدية، مساء اليوم الخميس، الجميع بمنح جائزة نوبل في الأدب لعام 2025، للكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاى، لتفتح بذلك باب التساؤلات حول الأسباب التي دفعت اللجنة لاختيار كاتب يوصف بأنه "غامض، صعب القراءة، قلما يظهر في الضوء، ويكتب جمل سردية تصل أحيانًا لصفحات كاملة ".

وبحسب بيان الأكاديمية فيما يخص حيثيات الفوز، جاء اختيار لاسلو كراسناهوركاى؛ "تقديرًا لمسيرته الفكرية والإبداعية التي تؤكد قوة الفن في خضم الرعب المروع". وهي العبارة التي تختصر روح عواالمه الأدبية، حيث يتجاور فيها الخراب مع الجمال، ويتشارك اليأس مع الفن، في جمل طويلة تشبه نفسًا سرديًا لا ينتهي.

لاسلو كراسناهوركاى، المولود عام 1954 في المجر، اشتهر بكتاباته التي تحلل تفكك العالم الحديث وانهيار النظام الإنساني.

فيما تأتي مؤلفاته، ومنها "كآبة المقاومة" و"تانجو الخراب"، لا لتقدم قصصًا بالمعنى التقليدي المعروف، بل كنصوصًا ممتدة عن الفوضى والعبث والانتظار، لتضع القارئ أمام سؤال دائم: هل يمكن للإنسان النجاة من ذاته؟.

وتقول الأكاديمية إن ما ميزه هو قدرته على تحويل الرعب إلى تأمل جمالي، والخراب إلى لوحة لغوية مشحونة بالفكر، ما يجعل أدبه شاهدًا على عصرٍ مضطرب، تتهاوى فيه القيم والأنظمة، ويبقى الفن هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الانهيار.

أما النقاد الغربيون فرأوا في منحه الجائزة إشارة إلى تحول في ذائقة نوبل واختيارتها من بين الاحتفاء بالأسماء اللامعة إلى تقدير الأدب العميق والمقلق، الذي يواجه العالم لا يجمله.

وتُعد كتابة لاسلو كراسناهوركاى، امتداد لتقليد أدبي وسط أوروبي عريق، يمتد من كافكا إلى الأديب النمساوي توماس برنهارد، حيث يجمع بين العبث والواقعية القاسية والرؤية السوداوية، لكنه أيضًا يضيف إليهما بعدًا صوفيًا متأثرًا بتجربته في الشرق، خاصة بعد رحلاته إلى الصين واليابان، حيث اكتسب لغته الإيقاعية المتأملة.

فيما يرى آخرون أن الأكاديمية اختارته تعبيرًا عن روح المرحلة، في زمن تهيمن عليه الكآبة واللايقين، ولذا فأنها اختارت صوتًا يواجه هذه العتمة بفن لا يهادن، وكتابة تذكر بأن وظيفة الأدب ليست التسلية، بل الفهم والمساءلة.

وبهذا، لم تُكافئ نوبل مجرد روائي، بل فلسفة كاملة في الكتابة، تؤمن بأن الأدب يمكنه أن يرى في نهاية العالم بداية أخرى، وفي المأساة نوعًا من النجاة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك