يتجدد الحديث في ذكرى ميلاد الكاتب والروائي والمسرحي عبد الرحمن الشرقاوي، أحد أبرز رواد الأدب العربي في القرن العشرين، الذي جمع بين الوعي الاجتماعي والفكر الإنساني، وبين الشعر والمسرح والسياسة.
لم يكن الشرقاوي مجرد شاعر أو كاتب مسرحي، بل كان صوتًا للناس البسطاء ومدافعًا عن العدالة والحرية بوعي عميق وإحساس وطني متقد.
ويُعد الشرقاوي أول من استخدم الشعر الحر في المسرح بشكل ناجح، متخلصًا من المفردات الكلاسيكية الثقيلة، ومقدمًا أبطالًا من عامة الشعب، لا من الملوك والنخب، ليصبح المسرح على يديه مرآة للواقع وصوتًا للمقهورين.
من «الفتى مهران» التي تناولت مأساة الإنسان الباحث عن حقه في الاختيار، إلى «وطني عكا» التي خلد فيها كفاح الشعب الفلسطيني، و«صلاح الدين.. النسر الأحمر» التي أعادت إحياء روح البطولة والوحدة، رسخ الشرقاوي مكانته ككاتب ثائر على الظلم، مؤمنًا بأن الكلمة قادرة على تغيير الوعي وإيقاظ الضمير الجمعي.
ولم يقتصر عطاؤه على المسرح فحسب، بل امتد إلى الشعر والرواية والسيرة، فكتب روايات مثل: «الأرض»، «الفلاح»، و«الشوارع الخلفية»، وخلّد رموز الإسلام في أعمال خالدة مثل: «محمد رسول الحرية»، «علي إمام المتقين»، و«الفاروق عمر».
وظل الشرقاوي، حتى رحيله، ضميرًا حيًا للإنسان المصري والعربي، وشاهدًا على قدرة الأدب في الدفاع عن القيم الكبرى: الحرية، العدالة، والكرامة الإنسانية.
بعض مؤلفاته البارزة:
«الفتى مهران»
مسرحية تعرض مأساة بطل يريد ممارسة حقه في الاختيار، وتسليط الضوء على قيم العدالة والمساواة في المجتمع.
«وطني عكا»
تخلد كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه، وتستعرض جهود الجيش المصري قبل وأثناء وبعد نكسة 1967، مع التركيز على طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي.
«صلاح الدين.. النسر الأحمر»
تتناول ثورة صلاح الدين ضد الصليبيين، مسلطة الضوء على كفاحه ضد المزاعم الكاذبة، وجهوده في توحيد الصفوف وإعداد القوة اللازمة للحرب الفاصلة.
«من أب مصري.. وقصائد أخرى»
ديوان الشعر الذي أطلق الشرقاوي على ساحة الشعر الحر، معلنًا بدايات حركة شعرية جديدة.
كما أصدرت دار الشروق عام 2018 مسرحيتيه: «مأساة جميلة» و«عرابي زعيم الفلاحين».
عبد الرحمن الشرقاوي كان شاعرًا وأديبًا وصحفيًا ومفكرًا إسلاميًا مصريًا، تخرج في كلية الحقوق وعمل محاميًا لفترة قصيرة قبل أن يتفرغ للصحافة والأدب، حيث كتب الرواية والقصة والمسرح الشعري والسيرة.
وقد نجحت مسرحيته الأولى «مأساة جميلة» نجاحًا كبيرًا حين عرضها المسرح القومي عام 1962، ليصبح علامة بارزة في تاريخ الأدب والمسرح العربي.